د. عبدالعزيز صالح بن حبتور - تناقلت وسائط التواصل الاجتماعي خلال اليومين المنصرمين عدداً من الآراء والمقالات حول موضوع سياسة القبول في جامعة عدن المستندة على قانون الجامعات اليمنية وبحسب الطاقة الاستيعابية للجامعة ، و كُتبت آراء ومقالات وحتى دعوات تتسم بشطحات بائسة لدى عدد من الكُتاب ذوي الميول الحراكية اللاسلمية ، وهم نفر من الأكاديميين وعدد من الطلاب والموظفين.
هؤلاء يقولون مالا يدركون ، إذا يطالبون بعدم قبول الطلاب من أبناء المحافظات الشمالية ويقصدون ابناء محافظات تعز و إب والبيضاء ومأرب تحديداً كونها محافظات التماس لحدود جامعة عدن.
هذا أمر عجيب و رأي غريب وبطبيعة الحال قول ورأي كهذا مردود عليه بحجج واضحة من ابسط مواطن في الشارع العدني للأسباب الآتية :
أولا : جامعة عدن هي جامعة وطنية يمنية بامتياز وتخضع لقانون الجامعات اليمنية ولوائحها بكل بنودها وعناصرها ، بدءًا من إجرات التعيين وانتهاءاً بمرحلة التقاعد وبطبيعة الحال مروراً بالترقيات الأكاديمية و صرف الراتب وإيقافه الخ ٠
ثانياً : عدن هي مدينة يتسم نسيجها الإجتماعي الإنساني بتمازج وانصهار عرقي وثقافي من كل اليمانيين و من كل قرى ومدن وسهول اليمن وجبالها ، علاوة على انصهار اعراق غير عربية كالهنود والصومال والأحباش والفرس والكينيين والأرتيريين وحتى اليهود والكل أصبح عدنياَ يمنياَ ، هل نسيتم حديث الرسول الأعظم محمد "ص" الذي قال ( لا فرق بين عربي و عجمي الا بالتقوى ).. إذاً من المسؤول عن تغييب وعيكم الديني والانساني الى هذه الدرجة من البؤس ؟؟؟ ٠
ثالثاً : للتذكير فحسب بأن أبناء محافظات تعز وإب وغيرها من أبناء محافظات الجمهورية اليمنية لعبوا دوراً مشرفاً بل وعظيماً في بناء عدن من كل النواحي تقريباً ، نجدهم بجامعة عدن على سبيل المثال يحملون ارفع الألقاب العلمية و ساهموا في بناء صرح الجامعة منذ التأسيس ولا زالوا وهناك أسماء لامعة ومحترمه سطرت أسماءها في السجل الخالد للجامعة منذ اليوم الأول لتأسيسها ،
هل تريدونا ان نَذكرها لكم هنا ؟؟؟ لأنكم غافلون او مغيبون ، وهنا إذاً سأحتاج الى حلقات عديدة لكي أحيط بها ٠
رابعاً : ألم يتذكر هؤلاء الموتورون حاملو هذه الأفكار المسخ والمصابون بجرثومة الكراهية المقيتة ، ان أبناء المحافظات الشمالية ساهموا في التنمية الواسعة لمدينة عدن وضواحيها تجارياً وإقتصادياً و إنسانياً.. ونذكر هنا أمثلة للبيوت التجارية وحتى الأفراد للتدليل على ما أومأنا اليه : مثال ( هائل سعيد انعم ، والعاقل ، والعزعزي ، وعذبان ، المقطري ، الشيباني ، الرماح ، الدرين ، والناصري ، العرشي ، العراسي ، القعطبي ، الصوفي ، القباطي ، العبسي ، والقدسي العدني والقائمة تعرفون انها طويلة ، أذاً هؤلاء هم أهل عدن وهم بُناة وليسوا غُزاة ، فتشوا فيما تبقى في عقولكم ووعيكم وصححوا الخطأ القاتل الذي وقعتم فيه ، لأن الخلل في التفكير هوالكارثة !!!٠
خامساً : الحديث المتهور والكتابات الرعناء الذي يتبعه نفر من الأكاديميين يقلل من قيمتهم الإنسانية والأخلاقية ويفقدهم الصفة الاكاديمية ويجعلهم في مصاف ومستوى جموع ( العوام والدهماء) وهذه صفات غير محمودة ينبغي ان يربأ الاكاديمي منها لكي يحافظ على ما تبقى من نظرة احترام في حدوده المقبولة من المجتمع لطبقة الأكاديميين ان جاز التعبير ٠
سادساً : على الجميع سلطة ومعارضة ( أو ما تبقى منها ) ، مثقفين و دعاة دين ، وشخصيات عامة ان يشهروا سيف القلم والرأي الشجاع والصادق لمجابهة العصابات و البلاطجة و الإرهابيين الذين يحاولون التمييز العنصري بين أبناء الوطن الواحد على أساس جهوي مناطقي مقيت لان حدوث ذلك في زمن الفلتان الأمني تتحول هذه الدعوات الى فعل إجرامي خطير ، وشوارع مدينة عدن أصبحت للأسف ساحة لهؤلاء الغوغاء ٠
سابعاً : أود التذكير و نصيحة لهؤلاء ( النفر) ، بان هذه الأزمة السياسية والحرب الطاحنة التي تدور الآن رحاها في بلادنا ، هي تشتعل بين قوى سياسية صرفة طرفيها يحمل لنا مشروعاً سياسياً محدداً ، طرف من المعادلة يتمسك بشرعية دستورية حتى على الورق و طرف مقابل يتمسك بشرعية ثورية حتى وان كانت مُكلفة إنسانياً ، وسيستمر هذا الوضع ( الحربي ) الى زمن بعيد و لا غالب فيه ولا مغلوب وبالتالي ستظل معاناة المواطنين اليمنيين الى ان يستجيب طرفا المعادلة لمنطق وصوت العقل للتوافق والحل السياسي بعيداً عن أية حسابات او مراهنات داخلية او خارجية ٠
وبالتالي هذا الصراع ليس له نكهة شمالية ولا جنوبية ولا فيه نَفس من فكرة الفصل العنصري – المحرم شرعاً وأخلاقاً – بين القوى المتقاتلة في كل الجبهات السياسية والإعلامية والعسكرية ، إذاً على هؤلاء ( النفر ) ذوي الأصوات البائسة وأصوات الفتنة المنتنة و الداعين لزرع بذور الكراهية بين أبناء الوطن اليمني الواحد ان يراجعوا انفسهم ويعودوا لجادة الحق والصواب لأنهم لا محالة سيُهزمون وسيتوارون وراء خيباتهم و عقولهم الناقصة ( والعقل نعمة) كما يقولون.
أتمنى لليمن العظيم الخروج من النفق المظلم والمأساوي بأقل الخسائر الأنسانية والمادية و يستجيب العقلاء لصوت الضمير لتجاوز هذه المحنة والشروع ببناء جسر الثقة من خلال الحوار الجاد بين قيادات فرقاء العمل السياسي باليمن على قاعدة ما تم الاتفاق عليه في محادثات جنيف 2 ، والتواصل في محادثات بنائة في المحطة القادمة في يناير القادم باذن الله ٠
في آخر حديثي هذا اود تهنئة كل أصدقائي وأحبائي وأخواني وكل من أعرفهم بالعيدين العظيمين للبشرية جمعاء ، وهما المولد النبوي الشريف للرسول الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم و تهنئة لكل أصدقائي وأحبائي من الديانة المسيحية بمولد النبي / عيسى بن مريم عليه السلام، واجتماع المناسبتين العظيمتين لعلها حكمة للبشرية جمعاء.
والله من وراء القصد
رئيس جامعة عدن — محافظ عدن الأسبق
عدن في يوم الخميس 24/12/2015م
|