الـــرأي الآخـــــر: المؤتمر حواري المنهج
❊ إعطاء المؤتمر الشعبي العام حقه من الإطراء والمكانة الكبيرة التي يحتلها في التاريخ السياسي وحياة المواطن يختلف من شخص لآخر.. يختلف حديث شخص ينتمي سياسياً إلى المؤتمر، وبين حديث شخص لاينتمي إلى المؤتمر، لكنه مشارك في صياغة مخاض الميلاد وعايش مراحل تطوره كاملة.. اختلف معه أحياناً.. لكنه اتفق معه حول معظم القضايا الوطنية.. في هذا الاستطلاع وبمناسبة الذكرى الفضية لتأسيس المؤتمر.. نستطلع آراء قيادات حزبية معارضة.
❊ استطلاع: بليغ الحطابي- توفيق الشرعبي
^ عبدالوهاب الآنسي أمين عام حزب »الإصلاح« قال بالمناسبة: إن الحديث عن المؤتمر الشعبي العام حديث عن فترتين.. الأولى عندما كان المؤتمر يحتوي كل القوى السياسية بمختلف توجهاتها والذي نتج عنه الحوار الوطني المعروف وانبثق عنه الميثاق الوطني الذي مثَّل المنطلق الفكري والسياسي للمؤتمر.. وفي تلك الفترة- ما قبل التعددية السياسية- حقق الكثير من الانجازات ومن أهمها جمع أو حشد جهود القوى السياسية التي كانت تنضوي في إطاره للتنمية الشاملة.. وإزاحة شبح الخلافات التي كانت قد تمثلت في شكل صراع مسلح في المناطق الوسطى وهذه الفترة كما ذكرت تحقق فيها الكثير من الانجازات..
الفترة الثانية: عندما جاءت التعددية أصبح المؤتمر يمثل الحاكم وبقي في المؤتمر كل من لم يشكل حزباً خاصاً به، وبعدها تكونت أحزاب كثيرة، وظل المؤتمر يتسم بطابع الباب المفتوح الذي يضم كل من يرغب بالاسهام في العمل الوطني من خلال المؤتمر.. ولاشك ان أداء المؤتمر بعد التعددية أصبح أداء حزب حاكم، وهذا طبعاً لطبيعة الدور الذي كان يقوم به في فترة ما قبل التعددية، حيث أصبحت مشاركة القوى المنضوية تحته كقوى معارضة.. والمؤتمر لم يختلف عن غيره من الأحزاب الحاكمة في الوطن العربي.
وبالنسبة لما تحقق من انجازات مختلفة على كل المستويات قبل الوحدة يُحسب لكل القوى السياسية ولايصح أن يُجيَّر لصالح حزب معين..
ما يتصل بالحوارات السابقة كادت أن تقضي على أمل أن يكون الحوار وسيلة جادة للوصول إلى حلول للقضايا المشتركة والتي لايصح لحزب أن يتفرد بها تحت أية حيثية.. هناك قضايا الكل مسؤول عنها بغض النظر عن المعارضة أو السلطة، لكن الأخ الرئىس في 22 مايو 2006م في خطابه بإب- دعا للحوار ووعد برعايته شخصياً، ما جعل أحزاب اللقاء المشترك تأخذ الأمر بجدية فبذلت جهوداً لإزالة اليأس الذي كان قد تعمَّق في نفوس أعضائها..
وتمت عملية التواصل بين جميع الأمانات العامة للأحزاب، وتم التعامل معها بعيداً عن الاحباطات والحوارات السابقة، لأن الحوار كوسيلة أو كقيمة الكل يتبناه ويصعب التنكر له وهو الوسيلة السليمة والحضارية التي يمكن لها توفير الكثير من الجهد وردم الطرق التي ينزلق منها أصحاب المشاريع التي تضر بالوحدة الوطنية..
وقال: الآن هناك لجنة قانونية كُلّفت بصياغة رؤية على ضوء اتفاق المبادئ وتوصيات الاتحاد الأوروبي التي تم التوقيع عليها من الجانبين وهي عاكفة على تحويلها إلى نصوص قانونية واضحة لاتدع مجالاً للانتهازات التي ينفذ منها البعض..
الاستمرار في الحوار
^ من جهته هنأ الأخ سلطان العتواني أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري كافة قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام بمناسبة اليوبيل الفضي لتأسيس المؤتمر.. وقال في هذه المناسبة: إن المرحلة التي يعيشها المجتمع صعبة وتتطلب تضافر كل الجهود وتجاوز كل العوائق التي تحول دون تحقيق نمو متتابع وأفضل.. ونشد على أيديهم ونطالبهم بالعمل الجاد من أجل تطبيق البرنامج الانتخابي لرئىس الجمهورية.. ونتمنى أن يأتي العيد القادم وقد تحققت الكثير من الأمور الإيجابية على الصعيد المجتمعي وعلى صعيد تطور العلاقات مع القوى السياسية..
كما أشير أيضاً إلى أنه ينبغي أن يكون المؤتمر الشعبي العام أول المنادين والساعين إلى الحوار باعتباره حزباً حاكماً وباعتبار أن الحوار يساعد على إيجاد حلول لكل المشاكل التي تواجه المجتمع وتعترض مسيرة نموه.. والمؤتمر الشعبي قاد حوارات كثيرة لكن هذه الحوارات لاتنتهي بالصورة التي ترجى منها لأنها- أي الحوارات- تأتي أحياناً في ظروف حرجة.. لذا نحن مع الحوار.. والحوار الذي يقوده المؤتمر ينبغي أن يحقق نتائجه وفقاً للغايات التي يتوخاها المتحاورون وألاّض يكون الحوار من أجل الحوار.. وألا يكون أيضاً من أجل تهدئة أوضاع وإنما من أجل استراتيجية مستمرة تعالج كثير من القضايا وتعكس الإيمان بالمشاركة الجماعية.. ونحن نخوض حواراً مع المؤتمر نتمنى أن يكون هذا الحوار إيجابياً والوصول إلى محطات أفضل مما كانت عليها سابقاً.
مرتكز التعدد
^ ومن جانبه يقول الدكتور قاسم سلام أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي القومي: إن المؤتمر الشعبي العام ولد كعنوان لتفاعل الآراء في وقت كانت التعددية السياسية والحزبية غير متاحة أو مسموح بها.. كان عبارة عن باحة عبر حوار طويل اشتركت فيه كافة القوى التي كانت تعمل في السرية.. وهي تجربة ايجابية وممتازة نقلت اليمن نقلة نوعية على طريق التعدد كنتيجة عكسية للتعدد الذي كان داخله، فالمؤتمر مرتكز التعدد الذي نعيشه الآن شكّل حالة نموذجية لإزالة الغربة والمماحكات وخلق حالة من التعارف والتفاعل لإنهاء العداء..
الجانب الآخر عليه القول: إن المؤتمر كان مفتاح الوحدة العملي الذي نقل الحديث عنها من داخل غرف مغلقة إلى الساحة المفتوحة ومنها إلى مركزي القرار في الشطرين سابقاً وبين حكومتين وموقعين رسميين.. وكان فعلاً كلمة السر التي فتحت الأبواب على مصاريعها على صعيد الواقع العملي وليس على صعيد التنظير.. كما كان أيضاً عنواناً لتوحد الشطر الشمالي لكل القوى عبر الحوار، عبر عمل ميداني، عبر عمل سياسي، عبر عمل ثقافي وإنساني.. وهذا كله انتقل إلى ساحة العمل لإيصال حوار الشطرين إلى شاطئ الأمان والسلامة الذي أوصل الناس إلى 30 نوفمبر 1989م ليعلنوا الموقف الوحدوي الجديد وإعادة اللحمة اليمنية إلى حيز الواقع.
ونستطيع أن نقول في تقييم تجربة (25) عاماً ان المؤتمر ذوَّب الصراعات وأعطاها بُعداً فكرياً وسياسياً.. وأخرج الناس من الخنادق إلى العمل من أجل تكريس الوحدة وخلق مجتمعاً جديداً تترجم فيه أهداف ثورة »سبتمبر وأكتوبر« عملياً.. وكانت المصداقية رديفاً عملياً للوحدة، كما أن البعد الاستراتيجي هو الذي شد الناس جميعاً نحو المستقبل الذي بدأ وتواصل ومازال بخطى واثقة..
كما أن المؤتمر اليوم يدق جرس الانذار لكل الوحدويين.. إذ أن هذا اليوم الجديد الذي تحدث فيه الأمين العام عبدالقادر باجمال في المؤتمر الصحفي بالمناسبة وكيف أن ا لحوار أوصلنا إلى أبواب ونوافذ مفتوحة.. ودعا المعارضة إلى مواصلة الطريق إلى المستقبل بنفس المنهج الديمقرطي الواعي وفي إطار الحوار الناضج.. والشعب اليمني ضرب نموذجاً فريداً في ظل وضع عربي رديئ.
وبالنسبة للتحديات التي تقف أمام المؤتمر يقول سلام: فتنحصر في الوعي وقد تضاءلت أمام العوامل التي سبق ذكرها والتي تفاعلت من أجل البلد.. وأن المؤمنين بالوحدة وبالاستقرار وبما تحقق لهذا البلد باستطاعتهم تجاوز كل التحديات ومواصلة النهج الديمقراطي الذي اختاره الرئىس علي عبدالله صالح كرئىس وقائد ومن أبرزها منظومة الحوار.. وينبغي ان نستفيد من هذا المناخ الديمقراطي الذي وفرته التجربة اليمنية وقاده الرئىس علي عبدالله صالح من أجل الوطن والمواطن.. وفي إطار الحرص على مصالح الوطن العليا التي ينبغي أن تتقدم على كل الأهواء.. ونحن في أمسّ الحاجة إلى دعم كل الايجابيات التي تحققت على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. وليس هناك تجربة ليس لها سلبيات.. كما أننا بحاجة إلى مواصلة نهج وحكمة الرئىس صالح مع مزيد من دعم الوعي الايجابي بعيداً عن ا لتردي والشطحات المريضة التي يعيشها البعض ويبث سمومها في محاولات للتشكيك بمسيرة شعب اليمن.. فهذه المسيرة لم تعد مسيرة المؤتمر أو الرئىس بل مسيرة الشعب.. مع تمنياتي لأعضاء المؤتمر مزيداً من العمل لتجاوز كل المعوقات التي تعترض مسيرة التنمية والديمقراطية والاستقرار والتحديث.
|