الأربعاء, 30-ديسمبر-2015
الميثاق نت -   غيلان العماري -
لم يكن يدور في خلد الأسرة المالكة في الدولة السعودية وهي تشنّ -بقضّها وقضيضها- الحرب على اليمن، حجم الورطة التي سقطت أو تم إسقاطها فيها، وتبعات مغامرةٍ صبيانية طائشة وغير محسوبة منحت الجرح ؛ جرح هذه الأمة أسباباً إضافيةً للتصدّع والشّتات !
هذه الأسرة القابعة على العرش هناك، استطاعت بثراها الفاحش وبضعف وهشاشة صفنا الوطني وعدم توحده ؛ استطاعت -نعم- أن تحشد إلى صفها الكثير من مرتزقة العالم ،فقتلت ودمّرت وأحرقت وحاصرت، لكنها عجزت عن تحقيق ما ادّعته من أهداف!
تعمّق حضور الحركة الحوثية في وجدان الطرف المناهض للعدوان الخارجي ليس بالضرورة حبّاً، وإنما ولاءً لوطنٍ كانت جل مصائبه تنهال عليه من هذه الجارة الجائرة التي تتزعم العدوان، والتي تجسّد بآلة حربها وحقدها اليوم، حجم ذلك الجور والصلف، دون مراعاةٍ لدينٍ وعرفٍ أوقربى ونسب!
كذلك كان الحضور الإيراني يستعيد عافيته ويتسع نشاطاً على كافة المستويات والأطر، فتم تسوية الوضع العالق مع الغرب ، والذي على إثره تسابقت الكثير من الدول ومنها المشاركة في التحالف العسكري ضد اليمن ،لإرضاء هذه "الشريرة" إيران ، فتم إبرام اتفاقيات أمنية وعسكرية معها على مرأى ومسمع من هذه الحرب الجائرة التي لا يخفى أن سببها الرئيس هو إيران الروافض، إيران المجوس، إيران الحوثي، لا تصدّقوا تّرهةً اسمها : استعادة الشرعية، أو سعادة اليمنيين.
أكتب الآن وهذه الحرب تدخل شهرها العاشر ولايزال القتلة يغمدون خناجرهم المسمومة في الجسد اليمني، بحثاً عن مزعوم خطر كامنٍ فيه اسمه إيران، في حين يتهاوون خنوعاً واستسلاما بين يدي هذا الخطر الوهم ،الفضيحة،، فأي واقع بائس هذا الذي تتآنس فيه كلّ هذه المفارقات وتتآلف؟
أي واقعٍ تافهٍ هذا الذي يقتل فيه العربي أخاه ويقدمه قرباناً لمثل هكذا أوهام وهواجس؟
اليمن بوابتهم الجنوبية وعمقهم الاستراتيجي الضامن لأمنهم ، وسلامتهم ، واستقرارهم ، فهل بكل هذا القتل والتدمير - قتلنا نحن، تدميرنا نحن - يؤمّنون أنفسهم من إيران ؟
هل يؤمّنون شعوبهم بقتل الآخرين وترويعهم؟
شيء أشبه بالخرف ،بالخبل ،بالخسّة والجبن، أن يكون عدوك أو من تفترضه كذلك ، في مواجهتك ،فترتدّ باحثاً عنه في دهاليز الجيران!
لماذا لا تكونون أنداداً حقيقيين لإيران؟
إنّها تبني ، تصنع ، تسوس واقعها بواقعية ذكية، ووفق خطط استراتيجية عملاقة قفزت بها إلى مستويات متقدمة من النماء والنهوض، فماذا صنعتم أنتم على ثرائكم الفاحش المهول ؟
هل صنعتم أكثر من كونكم وعاء صدئاً لمشاريع الفتنة والفُرقة والشتات ؟
هل صنعتم أكثر من كونكم رعاة حصريين لموائد الفوضى وماراثونات الموت الضاربة أطنابها في كل واجهة واتجاه ؟
ألم تصروا على أن تظلوا آيةً مُثْلى لحقيقة"رعاء الشاة يتطاولون في البنيان"؟
أين هي خياراتكم البنّاءة الفاعلة لمواجهة العدو -على افتراض وجوده- المواجهة الحقيقية المستندة إلى قوّة المنطق وعدالة التوجه والاتجاه ؟
منطق القوّة - ولا قوّةَ دون إرادةٍ وطنية مستقلة واثبة- حتما سيسقط صريعاً بين يدي قوة الإرادة التي تستمد حضورها من قيم العدالة الإنسانية والمُثُل والمبادئ - وهي إرادتنا نحن اليمنيين لا أنتم ؛ إرادتنا التي نفقأ بها عين المستحيل.
إنّ حربكم القذرة التي أشعلتم حرائقها اليوم لم تكن -أبداً- بين قوتين ؛ إذاً لا تهزمنا وتقهقرنا، لكنها بين إرادتين ، إحداهما امتلأت بالجبروت والغطرسة، وأخرى امتلكت القضية؛ قضية الدفاع المقدس عن حِمَى الوطن وحرمته، وشتّان شتّان ما بين هذه وتلك !
لقد استعرضتم في هذه الحرب الظالمة فنون وجنون أحقادكم وضغائنكم على شعبٍ أعزل إلّا من رجولته وبسالته وانتمائه الشاهق لوطنه الجريح، فماذا كسبتم غير الكثير من الخسارات والخيبات ووصمات العار والشنار؟
لقد سقطت رهاناتكم التي كنتم تظنون من خلالها أن الأرض اليمنية وهي تقلّ هذا الشعب الكادح الفقير، ستبدو أكثر طواعية وليناً أمام مشاريعكم المشبوهة الرخيصة، سقطت حساباتكم بيمنٍ خاضعٍ خانعٍ يرفع رايات استسلامه للوهلة الأولى من العدوان، لم يستسلم ولا ولن يخضع ، فهيّا احزموا أمتعةحقدكم وغادروا...
غادروا والتقطوا ما أمكن من فرص السلام المطمورة تحت حوافر طيشكم وغروركم ،،،
غادروا قبل فوات الأوان فإنّها صنعاء لا طهران ،غادروا وابحثوا لموتكم عن رصاصة أخرى مازال هذا الشعب يأبى أن يكون لها الإصبع والزناد .
للمحافظ صلاح وشرفاء محافظة إب :
في واقعٍ ملتهبٍ وغير مستقر،استجاب الأخ عبدالواحد صلاح لنداء الواجب الوطني، فتسلم مقاليد أمر المحافظة ؛محافظة إب، بعد استشارة نُخبها،وعلى رأسهم العلماء، فآزروه وشدّوا على يده، انطلاقاً من قواعد شرعية راسخة هدفت إلى تحقيق مصالح " الوفاق" ودرء مفاسد"التفكك والتناحر والشقاق".
يمّم الرجل جهوده المضنية نحو العمل على تجنيب المحافظة مخاطرالسقوط في أتون الفتنة وجحيم الإحتراب،غير آبهٍ -على المستوى الشخصي- بمخاطر هذه اللحظة الزمنية الحرجة ،وتداعياتها المخيفة.
دعا الحميع إلى نبذ التطرف والتعصب والعمل معاً بروح الفريق الواحد،وتماهى مع كل طرف ينشد التسامح والإخاء،فكوّن قاعدة متينة من التآلف والترابط، وقفت سداً منيعاً في وجه دعاة الويل والشرور،وجعلت من هذه المحافظة ملاذاً آمناً للجميع دون استثناء.. فإليه وكل شرفاء هذه المحافظة جزيل الشكر والتقدير والامتنان.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-44691.htm