الأربعاء, 30-ديسمبر-2015
استطلاع / محمد احمد الكامل -
مرة اخرى تفشل الامم المتحدة في ايقاف نزيف الدم اليمني ورفع الحصار الظالم المفروض عليه منذ اكثر من تسعة اشهر، ومثل إعلان المبعوث الدولي لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد تأجيل مباحثات جنيف 2 والتي تجمع بين الاطراف اليمنية الى منتصف شهر يناير القادم دون اعلان وقف العدوان أو كسر الحصار صدمة لأبناء الشعب اليمني..
وحول اصرار اطراف الرياض ومراوغتهم من وراء تطويل مفاوضات جنيف بين 1،2 وترحيل الازمة اليمنية من جولة الى اخرى في ظل استمرار جرائم العدوان واستمرار الحصار الشامل والجائر على الشعب.. استطلعت «الميثاق» آراء عدد من الاكاديميين والسياسيين والاعلاميين.. فإلى الحصيلة..
> في البداية تحدث مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بجامعة صنعاء الدكتور (سامي محمد السياغي) قائلاً:
- للأسف الشديد، لا يبدو أن الساسة الاميركان والسعوديين قد استوعبوا بعد حقيقة الاختلال البين في موازين القوى على ساحة الملف اليمني.. ولاتزال لديهم آمال عراض بوجود امكانية لتحقيق اختراق في جدار الصمود اليمني.. وقال: اعتقد ان تدخل السفير الاميركي في مسار التفاوض اليمني اليمني مؤخراً واصداره الاوامر الى المبعوث الاممي ولد الشيخ بإيقاف ذلك التفاوض، كل ذلك يوحي بما تعانيه قوى العدوان من اضطراب نفسي وارتباك سلوكي بعد ان استنفدوا أمام صمود ابطال اليمن وشعبه كل اشكال البطش والاجرام دون جدوى.. فلا نصراً حققوا، ولا هادياً ارجعوا، ولا مؤخرة حدودهم ومدنهم حموا.. موضحاً أن هناك محاولات لتمييع التسوية السياسية في اليمن عبر ترحيل ملف جنيف من جولة إلى أخرى تهدف إلى افساح المجال امام قوى العدوان علها تحقق على ارض الميدان ما لم تستطع تحقيقه منذ تسعة شهور. مشيراً الى ان : الأمل لا يزال يحدو تلك القوى وعلى رأسها الرياض وواشنطن في أن تنجح طائراتهم في الجو ومرتزقتهم على الأرض في تحقيق اي تقدم او كسر مقاومة اليمنيين وصمودهم.. كاشفاً ان كل الحقائق على الميدان تؤكد أن ارادة الله غالبة بتمكينه تعالى لهذا الشعب المكافح المظلوم امر نفسه وتحرره من ربقة التسلط السعودي وصموده في وجه العدوان وثبات جبهته الداخلية وارادته الفولاذية الشجاعة للتقدم باتجاه قوى العدوان السعودي بزحف اسطوري كسر هيبة الجيش السعودي..
- وقال الدكتور سامي ان: تلك المحاولات الساذجة لعرقلة التسوية السياسية في اليمن عبر الاصرار على التعامل مع الواقع السياسي اليمني بغطرسة وتعنت قد يصل حد المراهقة السياسية، لن تجدي نفعاً، حتى وان نجحوا في تمييع مسار ذلك التفاوض «اليمني- اليمني» او تأجيله لفترة من الزمن.. مبيناً ان كل سياسي حصيف وكل عسكري متمرس يعلم ان ميزان القوى يعتبر بمثابة كلمة السر للتعامل سياسياً او عسكرياً مع اي موقف مواجهة في الميدان.. مؤكداً ستأتي اللحظة التي تتغلب فيها كلمة اليمنيين وليس سواهم. وعندها ستخسر قوى العدوان الكثير عندما تجد نفسها تبحث عن جنيف خاص بها يجمعها مع قوى الحرية والاستقلال من اليمنيين حتى تحاول استرجاع ما امكن مما هو تحت سيطرة ابطال الجيش واللجان الشعبية من مدن ومواقع عسكرية واسلحة وأسرى، وعندها لا ينفع الندم..
-وقال: اعتقد جازماً ان لا مناص لكل من يحاول سد الأفق امام التسوية السياسية في اليمن من ان يرضخ للأمر الواقع بخصوص ضرورة ان ترفع الايدي الخارجية عن الملف اليمني. عندها يمكن تحقيق اختراق حقيقي في جدار المفاوضات بين الأطراف اليمنية.. مشيراً الى ان طبيعة ادارة المبعوث الاممي لجنيف 2 اظهرت مجدداً مدى وقوعه تحت تأثير قوى العدوان، بالرغم من ان اكبر نجاح لجنيف 2 من وجهة نظري انه كان كاشفاً لطبيعة تميز القوى الوطنية التي تواجه العدوان في اطار توازنات القوى.. إذ كان هناك خطاب سياسي واضح من طرف قوى العدوان ومرتزقتهم يظهر تراجعاً واضحاً عن مواقف متشددة طالما تبنتها تلك القوى تجاه الأطراف الممثلة بالوفد الوطني الى طاولة «جنيف 2»..
- واختتم السياغي بالقول: من ناحية عملية لا ريب ان ما سيصنع مزيداً من الفرق بعد جنيف 2 وباتجاه انضاج ظروف التفاوض «اليمني- اليمني» المرتقب في منتصف يناير القادم هو في الاساس بالاتجاه نحو مزيد من التمترس وراء دعوة الحق ولم الشمل الوطني واحتواء كافة القوى والتيارات السياسية الوطنية ضمن مشروع مواجهة العدوان وبناء الوطن.. وشدد على ضرورة المزيد من الصمود في وجه العدوان الغاشم حتى تنكسر آخر انيابه وتنقطع آخر أذياله، ومزيد من التوغل في عمق كبرياء وغطرسة متكبري آل سعود ومراهقيهم وجهلتهم وعلماء زورهم وبهتانهم الى جانب المزيد من الاذلال لمن سفك دماءنا ورمل نساءنا ويتم اطفالنا وأراد ابادة روح الحياة في ذواتنا.. فبقوة صمودنا، نحن اليمنيين جميعاً من سنصنع السلام في ارضنا بعون الله.
> أما أستاذ الاتصال الجماهيري بجامعة صنعاء الدكتور صالح حميد فيقول:
- ان الحديث عن جنيف 1 وجنيف 2 الذي أتى بتخطيط مسبق من قبل الأمم المتحدة وأعلن عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في 20 مايو2015عن بدء محادثات مؤتمر جنيف بشأن اليمن، ماهي الا سيناريوهات مرسومة رسمتها القوى التي غذت طرفي الصراع في اليمن، موضحاً ان الهدف الأول من تطويل المحادثات هو استنزاف الجيش اليمني أولاً ونفاد الأسلحة التي عجز عن الوصول اليها طيران العدو السعودي اللاعب الرئيس في وضع الأمم المتحدة بموقف لا يُحسد عليه، حيث نجحت السعودية بالمال في شراء مقاعد التصويت في الأمم المتحدة لصالح عدوانها.. ومن هنا ظهرت الأمم المتحدة شبه عارية عن تطبيق أي قرار دولي يصدر في حق الشعوب المظلومة والتي تعاني نفس الأوضاع اليمنية، إلا ان اللاعبين الدوليين بعد مرور الوقت باتوا اكثر إحساساً من قبل والنظر للقضية اليمنية بأنها حرب إبادة تمارس على شعب احكمت السيطرة على اجوائه البرية والبحرية والجوية وبات شبه معزول عن العالم ، وتابع الدكتور صالح قائلاً : اليوم نجد هناك تحركات سياسية لمنظمات المجتمع المدني خارج اليمن والتي ترى ان لهذا العدوان عواقب جمة على قرارات الأمم المتحدة لاسيما في ظل التعنت السعودي واستخدامه أصناف الأسلحة المحرمة دولياً، حيث لمسنا من هذه المنظمات توجهاً صوب الإدانة لهذا التحالف العدواني الفاشي تجاه شعب اعزل.. موضحاً ان السياسة الدولية التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط هي تنفيذ لسياسة الكيان الصهيوني، هذه السياسة رسمتها أمريكا قبل ما يسمى بالربيع العربي وتسعى إلى تقسيم العالم العربي عبر ايادٍ عربية تدَّعي الإسلام، ونجحت في ادخال العالم العربي في صراعات عسكرية داخلية (الحرب الاهلية) بين طوائف متعددة مدفوعة الاجر من قبل الممول الرئيس لهذه العمليات آل سعود.. مشيراً الى ان ما جرى من مباحثات في جنيف 1 وجنيف 2 وتدويل القضية ماهو الا سيناريو مرسوم من قبل الولايات المتحدة لتنفيذ تلك الأجندة..
وقال: لقد افلس تحالف العدوان على اليمن وتكبد خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ووجد نفسه في مأزق كبير لايستطيع الخروج من هذا المستنقع الذي رسمته له الولايات المتحدة والصهيونية العالمية، لذا بات اليوم اكثر من أي وقت مضى يدعو الى الحل السلمي وعودة المفاوضات بين الأطراف اليمنية وهذا ليس حباً في اليمن وانما بعد التورط الكبير الذي وقع فيه آل سعود بعد أن واجهوا جيشاً قوياً استطاع أن يسطر أروع البطولات على ارض الميدان، تلك العوامل افرزت تحول المسار التفاوضي في «جنيف2».. وأضاف: الدكتور صالح: لقد لمست الرياض عجزها وعجز الخونة العملاء ضد الوطن عن السيطرة الميدانية على المحافظات فلجأت الى أسلوب التفكيك الداخلي، ومع ذلك نجد أن الحل أياً كان لن يكون عسكرياً على الاطلاق ومن ثم فإن الحل السياسي هو الأكثر سيطرة على وقائع الأحداث.. متابعاً: لذا فإن سياسيي الداخل ينظرون لهذا التحول بأنه نقطة إيجابية في مسار المفاوضات القادمة مهما تعددت الأساليب وبغض النظر عن مكان انعقادها الا انها تمثل بداية قوية لمفاوضي الداخل امام ممثلي الرياض.
مختتماً حديثه قائلاً: إن المرحلة تتطلب رؤية وطنية للمصالحة والتنازلات فيما بيننا كيمنيين ننظر لبقاء وطننا موحداً بعيداً عن الوقوع في المؤامرة الدنيئة التي أُحيكت لليمن في دهاليز الرياض.. موضحاً ان على اليمنيين ان يخرجوا بصوت واحد ضدالاقتتال أياً كان مع توحيد الجبهة الداخلية وفتح باب المصالحة الوطنية لبناء الوطن في ظل عدوان غاشم.

السعودية أفشلت «جنيف 1 و 2»
> وبدوره قال الدكتور حسين جغمان- رئيس قسم الاذاعة والتلفزيون بكلية الاعلام بجامعة صنعاء: ان مباحثات جنيف اذا ما اعتبرناها بين طرفين يمنيين فهي شأن داخلي لا علاقة للخارج بها..
- ونحن نعرف من افشل حوار اليمنيين قبل العدوان على اليمن وهي السعودية وبشهادة السيد جمال بنعمر المبعوث السابق للامم المتحدة ولن نخوض في التفاصيل.. مؤكداً ان مباحثات جنيف يجب ان تكون بين اليمن وبين السعودية (الطرف المعتدي والطرف المعتدى عليه) اذ لا جدوى من التحاور مع من ارسلتهم السعودية حيث انهم لا يملكون قرار ايقاف الحرب او رفع الحصار.. والشاهد قولهم انهم جاءوا يتكلمون عن مجموعة من الاشخاص المتهمين بقضايا خطيرة ضد الوطن، من هنا جاء تطويل المباحثات بتدخل السعودية مرة اخرى.. وهي وراء هذه القوى التي تبيع وتشتري فينا لن نتفق ولن ننجح لا جنيف اثنين ولا ثلاثة ولا اربعة او حتى خمسة خاصة مع وجود أمم متحدة مهزلة لا تستطيع وقف العدوان عند حده وترك الشعب اليمني وقواه الوطنية يحلون مشاكلهم بأنفسهم.. وقال الدكتور حسين : إن تطويل المباحثات والمستفيد منه هي دول العدوان ودول التآمر حيث اتضح ان دول الخليج ليست وحدها بل هي اداة في يد تحالف وعدوان دولي وهذا ماهو معروف لكثير من السياسيين والنقاد والمفكرين العرب وغيرهم.. مضيفاً: نتمنى من اطراف الرياض والذين جاءوا ليعتدوا علينا ان يتقوا الله في هذا الشعب ويعوا ويفهموا ان الحل لن يكون إلا بأيدينا نحن كيمنيين بتسامحنا وطلب الصفح والمصالحة الوطنية والالتفاف حول قضايا الوطن، وحب الوطن من الايمان.. مختتماً بقوله: أما تمترس كل واحد وراء جهة او دولة معينة ويبتاع ويشتري بقضايا الوطن فلن نصل الى حل ابداً، مع الوصول الى قناعة ان الخارج لا يريد لنا الا الدمار والشواهد معروفة والسبب الكبير ان السعودية تريد تجزئة اليمن الى دويلات صغيرة بالاضافة الى الامارات العربية المتحدة الدولة الصغيرة التي لم نكن نتوقع منها هذا العداء والاعتداء الشرس ضد اليمن، وارتباط هؤلاء وغيرهم بالماسونية العالمية والصهيونية حولتهم في ليلة وضحاها اعداء لأمتهم وابناء جلدتهم، فمن المخزي ان لا نحذو حذو آبائنا واجدادنا العرب الذين كانوا يرفضون الذهاب الى النصارى واليهود ليحلوا مشاكلهم وهم المسلمون الذين كانوا قدوة في حل مشاكل العالم.. والله عيب..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:40 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-44692.htm