الميثاق نت- حوراه: فائز سالم بن عمرو: - قال عضو الوفد الوطني إلى مفاوضات "جنيف 2" ناصر باقزقوز إن وفد الرياض يعتقد أن الهدنة منّة ومكرمة ملكية تقدّم للشعب اليمني من قبل الملك سلمان، موضّحاً أن إيقاف العدوان والالتزام بالهدنة كان قراراً من الطرفين، ومن خرق الهدنة هو الطيران السعودي.
وأكد باقزقوز في حديث مع "الميثاق" أن الوفد الوطني مع الهدنة وإيقاف العدوان ورفع الحصار، لكن الطرف الآخر يصرّ على إذلال الشعب اليمني ويستفيد من معاناتهم المستمرّة طوال عشرة أشهر من العدوان.
وأضاف: إن هادي يصرّ على أنه الرئيس الشرعي لكنه لا يلتفت لمعاناة المواطنين ولا يسعى لإيقاف العدوان ولا لعمل شيء يخفّف من معاناة الشعب، فهم يرفضون إعطاء التأشيرة للمواطن البسيط الذي يبحث عن العلاج في الخارج، فطالما تلك القوى المؤيّدة للعدوان يسكنون مع أسرهم وأقربائهم في الفنادق الفخمة فهم لن يشعروا بمعاناة الشعب، .والى تفاصيل الحوار :
حوراه: فائز سالم بن عمرو
> استبشر الشعب اليمني خيراً بمفاوضات «جنيف2»، فهل حققتم الهدف من ورائها؟
- ذهبنا لنثبت للعالم أننا مع السلام.. مع إيقاف الحرب.. مع رفع الحصار عن بلدنا، ذهبنا من أجل إيقاف معاناة شعبنا، ذهبنا للحوار لأن المكان الذي لا تملأه أنت.. يملأه غيرك. استغل الآخرون غياب الأحزاب والمكونات السياسية الوطنية، فقاموا بالتحالف في مجلس الأمن فأصدروا القرار 2216، وهو قرار مجحف وظالم، لكن فيه أشياء مفيدة لصالح شعبنا. إذا لم نذهب إلى المفاوضات ستأتي قرارات تحملنا نتيجة الحرب، وتتهمنا بأننا نرفض الحل السلمي ؛ لذلك حرصنا على أن نعمل كل ما نقدر عليه لوقف العدوان على شعبنا؛ ذهبنا بنية صادقة لمناقشة آليات تطبيق بنود القرار 2216 بكل شفافية.
> شغلت قضية إطلاق المعتقلين حيزاً كبيراً في المفاوضات، ما حقيقة النقاشات حول المعتقلين والأسرى؟
- طالب وفد الرياض بإطلاق سراح ناصر منصور هادي ومحمد قحطان وعبدالرزاق الأشول وكان الاخيران غير مشمولين بقرار مجلس الأمن، فقد اختزلوا قضية إطلاق المحتجزين في تلك الشخصيات فقط، إضافة الى الصبيحي وفيصل رجب، وكانوا يركزون دائماً على جزئيات بسيطة ويتجاهلون القضايا الجوهرية والأساسية.. في المقابل قدم الوفد الوطني المكون من المؤتمر الشعبي العام وانصار الله الى طاولة الحوار اقتراحاً بإطلاق جميع المعتقلين من كل المحافظات والاتجاهات السياسية، فنحن لا نريد أي يمني يكون محتجزاً، وطالبناهم بتقديم كشوفات بأسماء المعتقلين لدينا من كل الاتجاهات سواءً أكانوا معتقلي رأي أو معتقلين نتيجة الحرب والمعارك الدائرة في العديد من المحافظات، ونحن بدورنا سنقدم كشوفات بالمعتقلين في كل المحافظات وأخبرناهم أن لدينا معتقلين في تعز وفي عدن وأبين وشبوة وحضرموت وفي الجوف وفي مأرب وفي البيضاء، ولذا كان مطلبنا اطلاقاً شاملاً لجميع المعتقلين والمحتجزين، وأكدنا أننا على استعداد لإطلاقهم كحزمة واحدة أو على مراحل أو في بعض المحافظات، المهم نحن على استعداد لإطلاق المحتجزين بأية طريقة على أن تكون الخطوة شاملة لطي هذا الملف الانساني لتخفيف معاناة المواطنين. طبعاً الوفد المقابل لم يعجبه مقترحنا ورفض طلبنا، وكان هدفهم واهتمامهم محصوراً في مطالب جزئية ويسعون لإطلاق خمسة معتقلين لأغراض حزبية وسياسية.
الجدير ذكره أننا قدمنا مقترحنا بإطلاق جميع المساجين من كل الأطراف لسفراء الدول الخمس وسفيرة الاتحاد الأوروبي الذين كنا نلتقي بهم بعد انتهاء المفاوضات، وأكدوا لنا أن مقترحنا بإطلاق جميع الأسرى والمحتجزين خطوة متقدمة.. حقيقة موقف وفد الرياض بأنهم حشروا ولم يستطيعوا أن يردوا بمنطقية على مقترحنا، أو بالأصح لم تكن لديهم صلاحيات لمناقشة هذا الملف فضلاً عن إطلاق جميع الأسرى والمحتجزين ؛ لأنهم في حقيقة الأمر لا يسيطرون على الأرض، فأكثر المحافظات التي يزعمون أنها محررة تسيطر عليها تنظيمات إرهابية كالقاعدة وداعش، وقد طالب سفراء دول الخمس وفد الرياض بإطلاق جميع المحتجزين لديهم، باعتبار أن هذه الخطوة ستعطي دفعة لسير المفاوضات، وتؤكد بادرة حسن النية عند جميع الأطراف. لكنهم تهربوا من تقديم أي أسماء أو كشوفات بمعتقليهم.
وطالب الوفد الوطني بضرورة تثبيت وقف إطلاق النار شرطاً لإطلاق المحتجزين، وخاصة أن كثيراً من المعتقلين مقاتلين وأسروا في جبهات القتال، فلا يمكن إطلاقهم والحرب دائرة، لذا كان مطلبنا بإيقاف العدوان مقدمة لإطلاق المعتقلين وعودتهم لأسرهم وبيوتهم مطلباً واقعياً، ونعتبر أن اصرار وفد الرياض على إطلاق المحتجزين دون إيقاف العدوان خطوة لعودة هذه العناصر الى ميادين القتال والصراع، وهذا بالضبط ما تريده السعودية من مطلب إطلاق المعتقلين لكي تظل الحرب والمعارك مستعرة.
> نلاحظ قضية ايصال المعونات والمساعدات الانسانية أخذت أيضاً اهتماماً إعلامياً، إلى أين وصلت المشاورات في قضية ايصال المساعدات للمحتجزين والمنكوبين؟.
- بالنسبة للإغاثة الانسانية فقد ركز وفد الرياض على إغاثة المحاصرين في تعز واستثنوا كل المحافظات والمناطق الأخرى.. بدورنا رحبنا كوفد وطني بإيصال المساعدات للمحاصرين في مدينة تعز كونه عملاً انسانياً، ولكنا أردنا تحديد الجهات على الأرض التابعة لوفد الرياض التي ستصلها المساعدات والإغاثة، وأخبرناهم بأن حمود المخلافي أصدر بياناً يرفض فيه مفاوضات جنيف، ولا يعترف بالحل السلمي كما أخبرناهم بأن المسيطر الحقيقي على الأرض في تعز هم أمثال أبو العباس أمير داعش وكذلك هناك أمير للقاعدة وهناك ميليشيات حماة العقيدة، فهل تلك الجماعات تابعة لكم. فأكدوا أنهم ليس لهم علاقة بهم، وعجزوا عن تسمية مندوبيهم على الأرض.
لذلك كان النقاش في قضية ايصال المساعدات للمنكوبين التأكيد أن تصل الإغاثة الانسانية للمواطنين المحاصرين وليس للجماعات الارهابية والإجرامية، ولكن حقيقة الوضع أن وفد الرياض لا يملك أي سلطة على الأرض ولا يستطيع أن يقدم أي ضمانات لفتح الطرق لإيصال الاغاثة في جبهات القتال والمعارك التابعة لما يسمى بمقاومة تعز، وحين عجز وفد الرياض تدخل مندوب الأمم المتحدة الذي كان حاضرا في المشاورات كمستشار ضمن فريق ولد الشيخ مؤكدا أن لدى الأمم المتحدة ثلاثة وعشرين قاطرة وصلت بالفعل لمستودعات الامم المتحدة في المديريات المحاصرة بتعز.
وفي هذا السياق أكدنا عند مناقشة قضية الاغاثة الانسانية ضرورة أن تشمل الإغاثة جميع المحافظات، وطالبنا بإيصال المساعدات لكل المنكوبين والمحتاجين في كل مكان دون استثناء، مع مراعاتنا لوضع المديريتين المحاصرتين بتعز، وأكدنا في هذا الخصوص برفع الحصار بشكل شامل وكامل عن كل محافظات الجمهورية التي تعاني أزمة انسانية خانقة نتيجة نقص الغذاء والدواء بسبب الحصار المفروض على شعبنا. ولكن للأسف ظل وفد الرياض كعادته يركز على القضايا الجزئية وطالبوا بإغاثة تعز فقط وتناسوا بأننا جميعا قدمنا للمفاوضات بصوت واحد لرفع المعاناة بشكل كامل عن كل اليمن، علماً أننا في الوفد الوطني طالبنا باستمرار ايصال المساعدات والإغاثة الانسانية بشكل دائم وفق آلية واضحة ومستدامة، وليس كما يريد الآخرون بأن تُستغل الاغاثة الانسانية كقضية للمساومة السياسية.
وأحب أن أنبه لقضية مهمة جداً وهي قضية ما يتعرض له اليمنيون من تفتيش مهين ومذل في مطار بيشة السعودي، فطالبنا وفد الرياض برفع هذا الاجراء الظالم والمهين في حق الشعب اليمني حيث يتعرض اليمنيون الذين يسافرون للعلاج او الدراسة للتفتيش المهين وانتهاك آدميتهم وانسانيتهم من قبل أجهزة الأمن والاستخبارات السعودية التي تصنفهم طائفياً ببطاقة الهوية، وأخبرنا وفد الرياض بأنكم اذا أردتم الحفاظ على كرامة المواطن اليمني كما تزعمون فأوقفوا الاذلال المتواصل لكرامة الشعب اليمني في مطار بيشة، أو على الأقل يتم التفتيش في مطار الدولة التي يسافر إليها المواطن، لكن وفد الرياض رفضوا وقف الإذلال في مطار بيشة وقالوا إن الأمر بيد قوات التحالف وإنهم لا يستطيعون إيقاف هذا الاجراء.
> يلاحظ أن وفد الرياض استغل الإعلام لتسريب الأكاذيب ونشر التلفيقات بغرض إفشال الحوار وعرقلته، كيف تعاملتم مع هذا الخرق الواضح؟
- حاول وفد الرياض في كل حواراته ونقاشاته تقديم الوفد الوطني بأنه يرفض السلام والحوار، لذا سعوا الى إغراقنا في الجزئيات لنبتعد عن القضية الجوهرية وهي إيقاف العدوان ورفع الحصار، ولذلك استقدموا المدعو احمد بن مبارك من واشنطن ليقود وفداً إعلامياً كبيراً يتجاوز عدده أربعين صحفياً، وسكنوا في أفخم فندق بسويسرا وصرفت لهم الأموال الضخمة ووفرت لهم كافة الإمكانات ليعرقلوا الحوار والمفاوضات ويروجوا الأكاذيب والإشاعات، وسعت هذه العصابة بكل الطرق الى خلق العقبات والعراقيل بغرض إفشال المفاوضات ؛ كون المستفيد الأول من إفشال المفاوضات واستمرار العدوان هو هادي ومرتزقته، ولذلك حين وصلت المفاوضات إلى تفاهمات عمل المطبخ الإعلامي بقيادة بن مبارك لترويج الأكاذيب ونشر الإشاعات لمحاولة إجهاض المفاوضات وعرقلة كل تقدم في سير التفاوض والتقارب.. وقد قدم الوفد الوطني لابن الشيخ استنكارنا ورفضنا لأعمال بن مبارك المدانة، وتساءلنا كيف تسمح الحكومة التي تفاوضنا لهذا الشخص بأن يعرقل الحوار علماً بأن المفاوضات تشترط عدم التصريح لوسائل الاعلام وتمنع الوفود من نشر أي أخبار عن سير المفاوضات، وأن الحكومة السويسرية حرصت على أن يكون سكن الوفد المفاوض في منطقة بعيدة عن الإعلاميين وعن أي ضغوطات للوصول لمناخ من التفاهم وإنجاح الحوار، وأكدنا لولد شيخ أن هذا الشخص بن مبارك مسؤول كبير في الحكومة ومقرب من هادي، ونعتقد ان هذا التصرف الذي يقوم به مدعوم من قبل هادي لعرقلة المفاوضات وإفشالها.
الشيء الآخر الذي أحب توضيحه في هذا الشأن أن قنوات الدجل مثل «العربية والجزيرة»، كانت الشريك الأول لبن مبارك في نشر الأخبار الكاذبة وإثارة البلبلة لإفشال التفاوض، ولا اخفيكم أن كل أعضاء الوفد الوطني سواءً أكانوا مؤتمر او أنصار الله تعرضوا لضغوطات نفسية وإعلامية واتهمونا بالعمالة وتم تشويه سمعتنا، واتهمنا بأننا طلبنا اللجوء السياسي كما اتهمنا أيضاً بأننا تضاربنا وتعاركنا، فالهدف من كل تلك الشائعات والفبركات أن نترك المفاوضات ليقال بأننا نرفض الحوار، لكننا واجهنا تلك الحملة المسعورة بقلوب مفتوحة.
> روج إعلام الرياض ومرتزقتها أنكم تعرقلون المفاوضات وترفضون رفع المعاناة عن اليمنيين؟
- عندما تم العدوان العسكري على الجوف ليلاً وتم خرق الهدنة بشكل فاضح في قصف العديد من المحافظات، طالبنا بلقاء خاص ومنفرد مع ولد الشيخ لنستنكر الخرق الفاضح وندين عدم التزام السعودية بالهدنة التي أعلنها هادي بنفسه، وتمسكنا بوقف الخروقات لإنجاح الحوار والمفاوضات، إذ لا يمكن لنا أن نتفاوض على إيقاف العدوان والعدو مستمر في جرائمه وغطرسته، فتمت الموافقة من ولد شيخ وخصص لنا الساعة العاشرة صباحاً للقاء، وفعلاً التقينا به وشرحنا له الوضع الميداني وطلبنا إيضاحاً من الأمم المتحدة بأن تتم المفاوضات في ظل الهدنة أو تتم في ظل استمرار الحرب والعمليات العسكرية، وفوجئنا بالوفد الآخر يقوم بتصوير قاعة التفاوض ويخبر وسائل الإعلام بأننا انسحبنا من المفاوضات، علماً بأن من شروط التفاوض عدم تواجد وسائل الإعلام في قاعة المفاوضات أو في داخل المبنى، إذ خصص مكان للإعلاميين خارج مكان التفاوض، بل تم منع التصوير داخل قاعة التفاوض إلا للمصورين التابعين للأمم المتحدة، فاضطررنا أن نوضح للإعلام موقفنا بعد الاستئذان من ولد الشيخ، وفعلاً عقدنا مؤتمراً صحفياً يرأسه محمد عبدالسلام ويحيى دويد تم فيه توضيح ما حدث وأكدنا أننا ما زلنا مستمرين في المفاوضات وأن تأخرنا كان للقاء رسمي مع ولد الشيخ في قاعة أخرى وفندنا زيف وكذب ما ذكره وفد الرياض.
> ما النجاحات التي حققها الوفد الوطني في مفاوضات سويسرا من وجهة نظرك؟
- ما يعطينا الأمل بإنجاح المفاوضات أننا أوصلنا وجهة نظرنا وشرحنا موقفنا الواضح الساعي لإيقاف العدوان ورفع الحصار والبحث عن حل شامل للأزمة اليمنية لسفراء الدول الخمس وكذلك سفيرة الاتحاد الأوروبي وسفير المانيا وكانوا متحمسين لسماعنا وخرجوا بانطباع إيجابي جداً تجاه مواقفنا ومقترحاتنا، بل إنهم أيدوا كثيراً من مطالبنا وأشادوا بالتسهيلات وبالمقترحات الشاملة التي قدمناها لإنهاء العدوان ورفع الحصار.. وكان السفراء يحملون مطالبنا ووجهة نظرنا للوفد السعودي والإماراتي حيث كانوا حاضرين ومتواجدين في مدينة «بييل» السويسرية، ولم يتم اللقاء المباشر معهم.. وعلى العموم أوصلنا رسالة إيجابية للعالم بأننا نريد إيقاف العدوان وإنهاء الحصار والتوافق على آلية مقبولة وعملية لتطبيق نصوص القرار «2216»، وكذلك العودة للعملية السياسية واستئناف الحوار بين كل الأحزاب والمكونات السياسية دون استثناء أو استئثار، ولا يفوتني القول إننا في الوفد الوطني قدمنا كل التسهيلات بشهادة مندوبي المجتمع الدولي لدرجة أننا حين ناقشنا تسليم مؤسسات الدولة طالب وفد الرياض باستلام مطار صنعاء فأجبناهم بأن المطار دمره العدوان ومع ذلك لا مانع لدينا من تسليم المطار، لكن وفق آلية يتم التوافق عليها من كل الأحزاب والمكونات السياسية، فدعونا نجلس على الطاولة ونشكل حكومة إنقاذ أو حكومة وحدة وطنية أو حكومة كفاءات ما عندنا مانع لأي شكل للحكومة، والتي يوكل اليها تطبيق القرارات الدولية، وسألنا وفد الرياض كيف ستطبقون أنتم من تقيمون في السعودية القرار 2216، فلم يعجبهم هذا الطرح لأنهم يعلمون أنه عند تشكيل حكومة جديدة لن يبقوا في مناصبهم، لذلك اعتقدوا أننا نسحب البساط من تحت أرجلهم فرفضوا إطلاق المعتقلين ورفع الحصار على اليمن، ورفضوا إلغاء تفتيش الطيران اليمني والمواطنين في بيشه.
حققنا تقدماً كبيراً في المفاوضات وقدمنا حلولاً شاملة لإيقاف العدوان، ولكن حاصرنا الوقت حيث حلت إجازة الاحتفال برأس السنة " الكرسميس " فكثير من العاملين في الأمم المتحدة أجانب ولذلك تم التأجيل وإعطاء الوفود فرصة للتشاور مع قياداتهم وكذلك إعطاء فرصة لسفراء الدول لإقناع دولهم بإيقاف العدوان على اليمن.
> أكد ولد الشيخ في تقاريره لمجلس الأمن أن التنظيمات الإرهابية استفادت من العدوان لتوسع سيطرتها على مزيد من المناطق في اليمن.. هل تم مناقشة سيطرة القاعدة وداعش على كثير من المحافظات الجنوبية وخاصة عدن وحضرموت؟.
- تكلمت شخصياً عن قضية القاعدة وشرحت ما تعانيه حضرموت من سيطرة القاعدة على مؤسسات الدولة وطالب الوفد الوطني المجتمع الدولي بأن يقول كلمته واضحة حول سيطرة القاعدة وداعش على أغلب مدن الجنوب وعلى محافظة حضرموت تحديداً، وسألناهم هل يعترف المجتمع الدولي بأن القوة التي تسيطر عسكرياً على الجنوب وحضرموت هي التنظيمات الإرهابية أو قوات ما يسمى بالشرعية؟!. فرفض وفد الرياض مناقشة قضية سيطرة القاعدة وداعش على المحافظات والمناطق رفضاً قاطعاً، لكن ولد شيخ فرض قضية القاعدة والإرهاب ضمن محاور النقاش، وذكر ان قضية الإرهاب ومحاربته قضية دولية، مؤكداً على ضرورة تقييم القوى المسيطرة على الأرض. وكان الباعث لإصرارنا على مناقشة قضية القاعدة والتنظيمات الإرهابية هو الاستيضاح عن القوى المسيطرة في الجنوب وحضرموت ؛ لأننا لاحظنا أن نائب الرئيس بحاح يصر على وصف القاعدة بأنهم أبناء حضرموت ويصرح بأنهم جزء من المقاومة الجنوبية كما يزعم، وكذلك لم نجد هادي ولا حكومته تتحدث عن سيطرة القاعدة على مناطق واسعة من الجنوب وكلنا تابع تصريحات عبدالملك المخلافي الذي قال بان 75% من الأراضي اليمنية تحت سيطرتهم، فأردنا الاستيضاح من وفد الرياض بتحديد المناطق التي يسيطرون عليها بالتحديد فكانت الاجابة لا شيء.
الغريب أن وفد الرياض رفض مناقشة سيطرة التنظيمات الإرهابية على مساحات واسعة من أرضنا، في الوقت الذي يؤكد فيه مجلس الأمن سيطرة القاعدة وداعش على مساحات واسعة من الأراضي اليمنية، لكن هادي وحكومته يرفضون حتى الحديث عن القاعدة وسيطرتها على ساحل حضرموت منذ تسعة أشهر، بينما تعيش المحافظة غياب تاماً للدولة وتعاني ويلات الأعاصير والكوارث وتنتشر الأمراض والأوبئة بين أبنائها في ظل تخلّي ما يسمى بالشرعية والمجتمع الدولي عنهم.
> بصراحة من خلال المناقشات والحوارات التي دارت في المفاوضات، هل تعتقد أن وفد الرياض قادر أو لديهم رغبة في إحلال السلام، وهل الفرصة مواتية لإيقاف الحرب في الحوار القادم؟.
- وفد الرياض يعتقدون أن الهدنة منَّة ومكرمة ملكية تقدم للشعب اليمني من قبل الملك سلمان، فإيقاف العدوان والالتزام بالهدنة كان قراراً من الطرفين، ومن خرق الهدنة هو الطيران السعودي، نحن مع الهدنة وإيقاف العدوان ورفع الحصار، لكن الطرف الآخر يصر على اذلال الشعب اليمني ويستفيد من معاناتهم المستمرة طوال عشرة أشهر من العدوان.
يصر هادي على أنه الرئيس الشرعي لكنه لا يلتفت لمعاناة المواطنين ولا يسعى لإيقاف العدوان ولا لعمل شيء يخفف من معاناة الشعب، فهم يرفضون إعطاء التأشيرة للمواطن البسيط الذي يبحث عن العلاج في الخارج، فطالما تلك القوى المؤيدة للعدوان يسكنون مع أسرهم وأقربائهم في الفنادق الفخمة فهم لن يشعروا بمعاناة الشعب.. أما الوفد الوطني فهو يعيش ويعاني مثل ما يعاني شعبنا الذي تسقط عليه الصواريخ صباح مساء، ولذلك كنا أحرص على إنهاء العدوان ورفع الحصار ؛ لأننا نعاني كما يعاني شعبنا، ونحن مستعدون لأي تفاوض بشرط أن يكون تفاوض ندي ومستعدون لتقديم التنازلات ولن نقدم أي تسهيلات مجانية لخدمة العدوان، كما أننا مستعدون للذهاب لأي مكان من أجل رفع معاناة شعبنا، لكننا سنرفض الإملاءات على الشعب اليمني تحت أي ظرف.
|