مطهر الاشموري - بغض النظر عن مدى الحيادية أو المهنية فالطبيعي أن يكون ما يسمى الإعلام الرسمي تابعاً أو يحسب على المؤتمر الشعبي العام، وبعد 2011م يتبع أو يحسب على الإخوان "فترة هادي"وبعد 2014م يحسب على الحوثي "انصارالله".
في إطار هذه الأحداث والمتغيرات فأحزاب المشترك بقيادة الإخوان سعت لإنهاء المؤتمر الشعبي العام كما حزب الأحرار في تونس والوطني في مصر وحين لم يستطيعوا ذلك باتوا يقولون نشترط تخلي المؤتمر عن "صالح" لنحاوره.
قد تكون إذاعة صنعاء"البرنامج العام" هي في تموضع أفضل سقف مهنياً" ربطاً بالخط الوطني في مواجهة عدوان آل سعود وذلك لا يمنع من حقيقة إشراف أنصار الله أو الحوثي على الإعلام الرسمي وإن لم له تنسب فهي عليه تحسب.
في البرنامج الأسبوعي د.محمد ناصر حميد فتحت الإذاعة في آخر دقائقه في ذروة حديث أحد الضيفين وهو يقول حاورنا الناصريين والبعث الإشتراكي وكل الأحزاب ماعدا المؤتمر الذي يتهرب من الحوار أو لايريده.
سمعت هذا المقطع من حديث الضيف دون أن أعرف من هو أو عن انتمائه السياسي، ومع ذلك فالأهم هو ما استرجعته من مواقف الأحزاب السياسية تجاه المؤتمر منذ 2011م وكأن الذين كانوا يرفضون الحوار على المؤتمر أو يضعون شروطاً لاتعقل ولا تقبل باتوا هم من يسعى للحوار أو يتمنونه مع المؤتمر الشعبي العام.
في رمضان قبل الماضي كما أتذكر أرسلت السعودية وفداً إلى الزعيم علي عبدالله صالح تطلب منه أن يتحالف مع الإخوان ضد "الحوثي" وثمن ذلك هو أكبر وأعلى الأثمان، فرد الزعيم بأننا مع مصالحة وطنية لاتستثني أحداً" ولسنا مع تحالفات صراعية.
هكذا كان فهم الزعيم والمؤتمر أو مفهومه للحوار قبل العدوان، أما في ظل أو بعد عدوان آل سعود على اليمن 2015م فذلك ما يفرض فهماً ومفاهيم جديدة لأي تحاور أو حوار.
ولهذا فإن ما سمعته في الإذاعة أثار استغرابي لأنه كأنما يتحدث عن واقع وبلد غير اليمن.
منذ العدوان على اليمن الذي بات في الشهر العاشر فالحوار الداخلي فقط حوار تحديد مواقف من العدوان لا ينفع غير أبيض أو أسود فإما مع الوطن، والذي لم يقف مع الوطن حتى لو لم يكن له موقف معلن ضد العدوان فهو في المنطقة الرمادية المتواطئة مع العدوان والمتآمر على الوطن وليت هذا المنفعل حوارياً في إذاعة صنعاء ربط انفعاله بحوار وأطراف جنيف وكأن كل ما فهمته أنه يريد فقط فرقعات من المنطقة الرمادية أو فيها.
أذكر بين ما سمعته أنه حاور أنصار الله وبالتالي إنه لم يبق غير المؤتمر ليستهدفه من ارضيته الرمادية.
إنه لم يعد يعنيني كمواطن انفعالات ثرثرة أو "هذرمه" وإذا هو حاور الناصريين والبعث الاشتراكي كما يزعم فالذي يعنيني موقف هذه الأحزاب أو الأطراف من العدوان كمعيار وموقف وطني، ومن له موقف مع الوطن كان عليه أن يمارسه في واقع الأحداث ويوصله إلى حوار جنيف لا أن يأتي للإذاعة لينفعل ويفتعل.
لعلنا في واقع المهم والأهم من الأحداث والتطورات ذات الدلالات والأبعاد المصيرية وطنياً نحتاج لمثل هذا التسلي والتسالي بما يجبرنا على ضحك لم نعد نريده ولا نستطيعه في مثل هذا الظرف.
إذا جنيف افشلتها السعودية وهي افشلت جنيف2 فالمسافة بين جنيف1 وجنيف2 هي مسافة قراءة ومقارنة مثلما هي مسافة متغير وتغيير على الأرض وانجازات الوطن واضحة وجلية من هذه القراءة والمقارنة فوق إفشال السعودية لـ«جنيف2».
هذا هو حوار ومحصلة الحوار الأهم على الأرض وبالتالي فالمؤتمر الشعبي وهو يودع عام العدوان 2015م ويدخل عام الانتصار على العدوان 2016م لا يتوقف عند صغائر الأمور ولا عند صغار ولا صاغرين.
في ظل عدوان على وطن فالاطراف الوطنية هي التي تمارس الوقوف والموقف مع الوطن وتمارسه في تحرك وتفعيل بتلقائية الوطنية والانتماء الوطني، وبالتالي فالعدوان على الوطن جعل المؤتمر وأنصار الله يتجاوزان أي خلافات أو تقاطعات بينهما ليسيرا في تلقائية تحالف واقعي وطني للدفاع والذود عن الوطن.
ولذلك فإنه حين استرجاع تطورات قبل وبعد 2011م فليس لاستذكار أو إذكاء خلافات وليس لاستهداف طرف نحن في توافق معه أو خلاف ولكن لتتبع واقعية خطوات المؤتمر كقراءة ومن استقراء خطاه ونحن في بداية العام 2016م.
كل الاحزاب القومية اليسارية ظلت تلقننا وبإلحاح أن السعودية "آل سعود" هي العدو التاريخي لليمن وحين حصحص الحق وبات عدوان آل سعود وعلى اليمن هو الأمر الواقع انفضحوا بعدم وجود مشروع لمواجهة هذا العدو أو مقاومته وكأنهم تماهوا في مشروع أقصى اليمين "الإخوان" الذين هم أصلاً من مشاريع العدو السعودي في اليمن.
لم يكن الجديد في عدوان آل سعود تصدي الحوثي أنصار الله لمواجهة آل سعود لأن أنصار الله أهم مشروع لهم بالمقابل هو العداء لآل سعود وبغض النظر عن حجمهم أو قدراتهم في كل فترة.
ما أثبته الواقع والوقائع أن المؤتمر الشعبي العام هو الوحيد كحزب سياسي الذي يمتلك مشروعاً لمواجهة عدائية آل سعود أو عدوانهم المحتمل أياً كان ما فرضه عليه الواقع والأمر الواقع في التعامل السياسي في أي فترة أو فترات وهذا الطبيعي في عالم وواقعية السياسة.. فأين مواقف وأين مشاريع من أطربونا وأطنبونا في العداء لآل سعود؟؟
إذا مد الله بالعمر فسأذكركم وأطلب منكم قراءة واقع، فقارنوا بين جنيف2 لتقرأوا الفرق بين المؤتمر الشعبي 2016م والمؤتمر الشعبي 2017م، ولكن لاتنسوا مع إيماني أنكم ستمارسون النسيان كأفضلية.
|