ناصر العطار - دهر من الزمن وأنتم في المنابر والصفوف الأولى تسمعوننا ألحان وتخاريف أقوالكم وترددون علينا شعاراتكم التي حملتموها واعتقدنا أنها السبب وراء انحناء ظهوركم وأعطيتم لأنفسكم حق التفرد بالدين أو الوطنية أو القومية.. الخ.
حتى حسبناكم ورثة عظماء التاريخ وخدعتم الكثير من الأبرياء.. وفي الشدائد شهدناكم تسقطون في مستنقع العمالة ولصالح أعداء الأمة والشعب بثمن بخس لا يساوي مثقال ذرة من المجد الذي تشاركون في هدمه والذي بناه من رفضوا العدوان ومضوا بثبات وعنفوان يبتغون الحرية ورفع المعاناة والهوان عن كاهل الأمة.. لولا اعمالكم وأعمال اسلافكم لكانت الثورة العربية الشاملة قد اكتملت بتحرير اقاليم النفط من الاستعمار حينها كان سيحرر الشعب الفلسطيني وستحقق أهدافها بتوحيد انظمتها السياسية «جمهورية ديمقراطية» وصولاً الى الحلم الكبير بالوحدة، وتسخر القدرات والامكانات في التنمية والانتاج لتضاهي الأمة شعوب العالم الأول، ولكانت قد نجت من الاعمال المضادة التي أدت الى الصراعات البينية التي أدت الى الاستعمار الحديث.
لقد غرتكم الاموال والمناصب التي تُمنح لكم والتي تقلدها بعضكم في الوقت الضائع وبقصد تحميلكم أوزار زبانية العدوان مع أوزار وتشويه الصورة الناصعة التي حملتم ألوانها حتى يقنعوا شعوبهم بسلامة أنظمتهم البائدة وأنها أفضل من غيرها.
ننصحكم بأن تتركوا الشعب يقتص من عدوه وقاتله.
لقد سبق أن خرجتم في العام 2011م ومن مختلف مشاربكم تحت مسمى ثورة شاملة، ورفضتم التعاطي لحلها عبر الوسائل الديمقراطية.. انتخابات مبكرة، تشكيل حكومة وحدة و طنية، تعديلات دستورية، وكم من المزاعم طالبتم تارة باسم «شرعية.. توافق ومن ثم حصرتم المشكلة بين طرفين هما المؤتمر وحلفاؤه، والمشترك وشركاؤه» وعطلتم السلطة والمؤسسات الدستوية وباسم المبادرة الخليجية.. الخ، وعند التنفيذ ارتكبتم مخالفات وخروقات أدت الى نسف العملية السياسية برمتها أوصلت البلاد الى هذا العدوان والاقتتال وقد تعمد هادي «الرئيس التوافقي» وبعد أن دانت له الدنيا ومنح من الصلاحيات ما تعلو على جميع السلطات، تعمد الوقوف مع المشترك وضد المؤتمر الشعبي العام ليصل به الى حجز أمواله وممتلكاته واقصائه مع الحكومة، وممارسة خطاب تحريضي ضد قياداته طوال الفترة الانتقالية واستمر على ذلك وحتى اليوم واستهدف تدمير القوات المسلحة والأمن بالهيكلة التي اختزلت لتفكيك الوحدات النوعية وابقاء القوات التي انشقت مع قائدها علي محسن وبالمقابل استبعاد كافة القيادات الوطنية وتنفيذ مخطط اغتيال لأفراد الجيش ونهب ممتلكاته وتسريب أسراره للعدو لتحطيمه اليوم.
وتم تسخير الوظيفة العامة لصالح المشترك وشركائه وتحديداً الاصلاح، في اطار تطبيق الشعارات الرنانة التي رفعت بمزاعم محاربة الفساد.
وكذلك محاربة السلطة التشريعية ممثلة بمجلس النواب بمحاولة إيجاد تكوينات بديلة.
هذا إضافة الى تحويل مسار الحوارات ومخرجاتها واستهداف الرموز الوطنية، الى جانب استهداف النسيج الاجتماعي والجغرافي بإنتاج ستة أقاليم لتكريس الطائفية والجهوية والمناطقية والمذهبية.
لقد تعمدت هذه القوى تمديد الفترة الانتقالية تزامناً مع افتعال الأزمات بهدف إضعاف الدولة والحد من تواجدها ونفوذها واستمرت هذه التداعيات وصولاً الى اتفاق السلم والشراكة ومحاولة إذابة المؤتمر وحلفائه والذين اُستهدفوا حد منع مشاركتهم في الحكومة المشكَّلة، كما تواصلت عملية استهداف المؤتمر باستصدار قرارات دولية وعقوبات على قيادات مؤتمرية.
وبعد أن تم تجاوز الكثير من المشاكل من خلال الحوار الذي قاده المبعوث الدولي السابق جمال بنعمر واجهت البلاد تقديم الاستقالات من هادي وحكومته لإفشال الحوارات التي كانت قد حققت نجاحات كثيرة لإنهاء الأزمة.. غير أنه تم إجهاض تلك الجهود وذهب قادة أحزاب المشترك مع هادي لشن عدوان خارجي على اليمن..
لقد فضح العدوان مخططكم التآمري برعاية أممية، فقد أوصلتم كل شيء وكل المنجزات الى الصفر.
- ما الذي سنقوله يا «هادي» لمناضلي الثورتين واحفادهم وبالأخص «لبوزة» وسالم قطن الذي ناضل حتى شاب رأسه وقطعت أعضاءه عناصر الارهاب الذين أعدتهم أنت الى عدن مع الاستعمار الجديد.
- ألا تستحون أن تصفوا أنفسكم بالشرعيين رغم ما أسلفنا ذكره، ورغم انتهاء الفترة الانتقالية في في العام 2014م.. ألم يكن النظام السابق قد تجنب فتنتكم رغم القتل والجرح والاعاقة التي ألحقتموها برموزه ومع ذلك تنازل عن السلطة حقناً للدماء..
إننا نناشد ضمائركم أن تكفوا عن التدليس للتأثير على الارادة الدولية فلستم شرعيين ولستم ممثلين للشعب، بل قناعاً للعدوان السعودي وزبانيته.
|