الأحد, 26-أغسطس-2007
الميثاق نت -     عـبـده‮ ‬الجنـــدي -
بلا‮ ‬شك‮ ‬إن‮ ‬تأسيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬جاء‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬أجواء‮ ‬سياسية‮ ‬مشحونة‮ ‬بالتوتر‮ ‬والقلق‮ ‬والشمولية‮.. ‬لا‮ ‬توجد‮ ‬تعددية‮ ‬ولا‮ ‬حريات‮ ‬ولاحقوق‮ ‬إنسان‮ ‬في‮ ‬شمال‮ ‬الوطن‮ ‬وجنوبه‮.‬ جاءت فكرة المؤتمر في شمال اليمن كأول عملية سياسية نتجت عن حوار بين الدولة ممثلة بشخص الرئىس وبين الشخصيات الوطنية المستقلة والقيادات السياسية غير المعترف بها والتي تمارس نشاطاً حزبياً سرياً.. واتفق الجميع على أن يكون المؤتمر مرحلة انتقالية من الحكم الشمولي‮ ‬إلى‮ ‬التعددية‮ ‬في‮ ‬إطار‮ ‬جمهوري،‮ ‬أي‮ ‬أن‮ ‬المؤتمر‮ ‬مثَّل‮ ‬في‮ ‬تلك‮ ‬المرحلة‮ ‬إطاراً‮ ‬لكل‮ ‬الأحزاب‮ ‬والشخصيات‮ ‬الاجتماعية‮ ‬والوطنية‮.‬ بعد فترة من الصراع المسلح في المناطق الوسطى، كانت السجون مليئة بالسياسيين وعمليات التعذيب النفسي والجسدي والملاحقات الأمنية، كان شعارها (مَن تحزَّب فقد خان) وشعار آخر (مَن طلب السياسة دفع رأسه ثمناً لها) وُلدت فكرة المؤتمر في شمال الوطن كبداية لمرحلة تحول عظيمة نحو إطلاق الحقوق والحريات السياسية المكبَّلة بأغلال الشمولية، وفي الوقت الذي انتعشت فيه الحركة السياسية في الشمال وأعطيت للأحزاب والتنظيمات السياسية المحظورة فرصة للتعبير عن آرائها دخل الجنوب في أحداث يناير وأسفر عنها مأساة قتل فيها الأخ أخاه وحدث ذلك الانقسام الكبير داخل صفوف الحزب الاشتراكي، في وقت استطاع الرئىس علي عبدالله صالح أن يمتلك سياسة مرنة أكدت حرصه على إخراج الوطن من دوامة الديكتاتوريات والصراعات والحروب بين الشطرين إلى مرحلة جديدة وصلت أزهى مراحلها في 22 مايو 1990م التي تم فيها إعلان الوحدة‮ ‬على‮ ‬أساس‮ ‬التعددية‮ ‬السياسية‮ ‬والحزبية‮ ‬وحرية‮ ‬الصحافة‮ ‬وحقوق‮ ‬الإنسان‮ ‬بهدف‮ ‬التداول‮ ‬السلمي‮ ‬للسلطة‮.‬ في هذا الإطار نستطيع أن نقول ان المؤتمر بزعامة الرئىس علي عبدالله صالح لعب دوراً رئىسياً في التحول من الشمولية والتشطير إلى الوحدة القائمة على الديمقراطية، وفي الوقت الذي خرجت الأحزاب والتنظيمات المنضوية تحت لواء المؤتمر لتشكيل أحزابها الخاصة، ظل المؤتمر هو التنظيم الأكثر جماهيرية الذي تجمعت فيه كل التجارب الحزبية السابقة ومنحته طاقات سياسية تعكس التعدد والتنوع في إطار الوحدة..لجنة الحوار الوطني شكلت واستوعبت مختلف الأحزاب السرية المحظورة، في مقدمتها الاخوان المسلمون والبعث والاشتراكي والناصري، لأن المؤتمر‮ ‬كان‮ ‬عبارة‮ ‬عن‮ ‬إطار‮ ‬عام‮ ‬به‮ ‬منابر‮.. ‬لذلك‮ ‬فإن‮ ‬التنوع‮ ‬الذي‮ ‬وقف‮ ‬وراء‮ ‬تشكيل‮ ‬المؤتمر‮ ‬نتيجة‮ ‬الحوار‮ ‬الموسع‮ ‬جعل‮ ‬منه‮ ‬حزب‮ ‬الأغلبية‮ ‬دون‮ ‬منافس‮.‬ ^ مازال المؤتمر الشعبي العام هو حزب الأغلبية وبالتالي ينظر إليه الآخر بأنه الأكثر مسئولية في استيعاب كل الآراء، وبالتأكيد ان حواره الجاري الآن مع أحزاب اللقاء المشترك يشكل حلاً للتجاوزات الناتجة عن العصبية الحزبية. كم نحن بحاجة اليوم إلى أن يكون المؤتمر صاحب دور في تفعيل عملية الحوار وتقريب وجهات النظر على قاعدة أن حكام اليوم هم معارضو الغد والعكس صحيح، والمطلوب من الجميع الحوار على قاعدة الوحدة لأن الاختلاف على الوصول إلى السلطة أمر طبيعي بين أحزاب متنافسة، ولكن يجب أن يتم عبر برامج وانتخابات حرة ونزيهة من منطلق احتكام الجميع للمرجعية الدستورية والقانونية في تنظيم التداول السلمي للسلطة وعدم الانسياق وراء الخطابات الدعائية المثيرة للفتن الناتجة عن المزايدات السياسية.. اختلفت الآراء وأصبح الذين خرجوا من المؤتمر بالأمس يتطلعون‮ ‬لأن‮ ‬يصبحوا‮ ‬بديلاً‮ ‬له،‮ ‬وهذا‮ ‬من‮ ‬حقهم‮ ‬ولكن‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬الاحتكام‮ ‬للهيئة‮ ‬الناخبة‮ ‬وليس‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬إثارة‮ ‬الناس‮ ‬والإساءة‮ ‬للثوابت‮ ‬وتوظيف‮ ‬الأزمات‮ ‬السياسية‮ ‬العارضة‮ ‬لخدمة‮ ‬أغراض‮ ‬حزبية‮.‬ ^ في الوقت الذي ندعو المؤتمر إلى أن يظل دائماً صاحب دور قيادي في إخراج الوطن من الأزمات وان يتعامل مع المعارضة بقلب مفتوح وعامر بالحب وألا تتسم ردود أفعاله بالشطط من منطلق الخوف على السلطة.. ننصح المعارضة أيضاً بأن تدخل إلى عقول الناخبين وقلوبهم والحصول على ثقة الأغلبية.. وهذا لايتم بالخطابات الدعائىة المنفرة والبيانات السياسية العقيمة من منطلق الطمع بالسلطة، لأن توظيف أزمات الناس لتحقيق أهداف سياسية لاتليق بالمعارضة.. التي هي أحوج اليوم إلى التعاون مع الحزب الحاكم وتقديم الرأي والاسهام الفاعل في التخفيف من‮ ‬معاناة‮ ‬الناس‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬حسابات‮ ‬الفعل‮ ‬ورد‮ ‬الفعل‮ ‬اللامعقولة‮ ‬واللامقبولة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-4480.htm