محمد أنعم - في صباح يوم الاثنين 13 يناير عام 1986م ظهر السفاح في شوارع عدن وأياديه تقطر بدماء المئات من الضباط والجنود الذين قام بإعدامهم بشكل جماعي داخل معسكر بدر، فغرقت عدن بالدماء بعد أن نشر السفاح أتباعه في كل مكان للقتل بحسب الانتماء في بطائق الهوية ومكان الميلاد.
اهتزت الأرض لهول وبشاعة جرائم اليوم الدامي 13 يناير.. فلم يذبح فيه كوكبة من خيرة أبطال اليمن وقيادة حرب التحرير، بل ذبح الآلاف من الأبرياء لإشباع نازية السفاح الذي ظل يتخفى بزي الرهبان.. حتى عاد الى الواجهة من جديد في 21 فبراير 2012م ومن يومها واليمن لم تخرج من أهوال 13 يناير.. اغتيالات .. تصفيات.. تسريح جيوش.. إبادة ألوية..تارة باسم الهيكلة وأخرى باسم القاعدة وداعش، وأخيراً باسم (المقاومة) وجيوش «التحرير»..
نفس السفاح الذي دمر «الاشتراكي» وعدن باسم «الشرعية» 1986م، هو نفسه الذي يرتكب جرائم الحرب والإبادات الجماعية بحق الشعب منذ 26مارس الماضي وحتى اليوم بدعوى استعادة «الشرعية» أيضاً..
ومثلما تخلص في عدن يوم 13 يناير من كل الزعامات الوطنية وأحرق كل الوساطات بين «الرفاق» بنفس أساليب الغدر والخداع، اسقط صنعاء وتخلص من الرموز الوطنية واحداً تلو الآخر.. باسم الأقلمة.. وباسم المبادرة الخليجية.. وباسم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
حوَّل اليمن..كل اليمن الى أن تعيش أهوال يوم 13 يناير.. جثث متفحمة في الشوارع والطرق.. رؤوس قُطعت بحسب بطائق الهوية.. أدخنة النيران تتصاعد داخل المدارس.. والجامعات والمصانع.. أصبحت كل اليمن أشبه بمذبح يتدفق بالدماء.. عشرات الآلاف من القتلى.. مئات الآلاف من الجرحى.. قُتلوا في صالات أعراس أو داخل مساكنهم أو في المدارس أو المصانع..
إن التاريخ يلعن نيرون لأنه أحرق روما وجلس يقهقه ضاحكاً والنيران تشوي أجساد أبنائها.. بينما السفاح «هادي» أحرق كل مدن اليمن وحولها الى خرائب مع آل سعود.. ولم يشبع ساديته وطالب بإبادة الشعب اليمني بالقنابل العنقودية..
«هادي» مايزال يقهقه.. بعد أن نجح وأسقط اليمن والشعب في يوم13 يناير الذي لا ينتهي إلا بالقبض على هذا المجرم وتخليص الشعب اليمني من شره..
وإن فر هذا الشر من جديد كما فعل عام 1986م وعام 2015م..فلن يغادر 13 يناير من أرض اليمن..
|