حوار/ بليغ الحطابي -
عضو الأمانة العامة للتنظيم الناصري لـ«الميثاق»:القيادات الناصرية المؤيدة للعدوان خانت الوطن والتنظيم


على وقع ليلة حامية بانفجارات القنابل العنقودية التي ضُربت بها العاصمة صنعاء وعدد من المدن والمناطق اليمنية ليلة الأربعاء الماضي، وأدخنتها السامة التي زادت من مخاطر التلوث الذي تحدثه صواريخ وقاذفات العدوان وطائراته الهائجة التي لا تفارق سماء هذا البلد المعطاء.. وخاصة لدى من يعانون من الأمراض المستعصية وضيق التنفس.. والأستاذ حميد عاصم واحد منهم.. ورغم ظروفه الصحية، وأيضاً ظروف استهدافات العدوان.. إلاّ أنه حرص على الوفاء بوعد سابق كان قد قطعه لنا.. إنه القيادي الناصري وعضو الوفد الوطني للمفاوضات الأستاذ حميد عاصم، فالحديث معه شيق ولا يُملّ.. وفي هذا اللقاء سلطنا الضوء على جميع القضايا التي تشهدها الساحة الوطنية وبالذات كواليس مفاوضات جنيف ومصيرها في ظل تعنت عدوان آل سعود وتحالفهم الغاشم، وصمود الشعب اليمني «الاسطوري»، وبطولات جيشه ولجانه الشعبية في مختلف الجبهات، الى جانب مستقبل المرتزقة أو من وصفهم بـ«تجار الحروب» وما سيكون عليه المشهد السياسي في المستقبل القريب، إضافة الى قضايا أخرى نتابعها في تفاصيل الحوار التالي:
♢ كيف يقرأ الاستاذ حميد عاصم المشهد السياسي الراهن في ظل العدوان؟
- أرحب بكم.. وحقيقة المشهد السياسي بات معقداً جداً وبالذات بعد مغادرة هادي ومن والاه الى السعودية.. لأنهم ذهبوا الى هناك لطلب الاستجداء وضرب اليمن وتدمير مقدراته وبنيته التحتية، وبالتالي اصبحت العملية السياسية معقدة بشكل أكثر مما كانت معقدة من قبل.. فلم يصبروا في الـ«موفنبيك» حتى نصل الى حلول.. ولم يتحملوا المشاكل كما يجب ولذلك أصبح الوضع معقداً أكثر والأمور أصعب مما كانت عليه.
واعتقد أن ما يدور الآن هو مؤامرة كبيرة جداً على الوطن من قبل الذين ارتهنوا للخارج ومن قبل آل سعود الذي يكنون العداء التاريخي لأبناء اليمن رغم أننا لم نعادهم أو نعتدِ عليهم، وتحملناهم وسلمنا لهم جزءاً من أراضينا لعل وعسى أن يكون هناك حسن جوار، وأن يرفعوا أذاهم عن هذا الشعب المعطاء.. لكنهم تمادوا في غيهم واستخدموا كل ما لديهم من قوة ودمروا كل ما لدينا من مقدرات، ولذلك المشهد السياسي يبدو لي معقداً ويجب على الجميع أن يتحمل مسئوليته وأن نسعى جميعاً الى اخراج اليمن الى بر الأمان.
عنقوديات
♢ لجوء آل سعود الى القنابل العنقودية.. بماذا يفسر باعتقادك؟
- اعتقد أنه بعد عشرة أشهر من العدوان واستخدام كل الأسلحة التي يمتلكونها ضد الشعب اليمني الصابر والصامد في آن واحد.. أصبحت غير مجدية.. ضربوا كل ما لدينا من بنى تحتية عسكرية وأمنية ومدنية واقتصادية.. الجسور والطرق والمدارس والمستشفيات، المصانع، ضربوا كل المقدرات العامة والخاصة ولم يُجْدِ ذلك نفعاً ولن نسلم ولن يخضع الشعب اليمني.. لذلك اصبحوا الآن في مأزق كبير جداً ويريدون اخضاعنا بعد عشرة أشهر بالافراط في استخدام هذا النوع من السلاح «القنابل العنقودية» لكنهم واهمون، وأن سعيهم هذا لن يجدي نفعاً لأننا سنظل صامدين في خنادق الدفاع عن الوطن.
العدو السعودي قد انهار أمام جيش عظيم ولجان شعبية بطلة بالرغم من تعدد الجبهات القتالية في ربوع اليمن كاملة.. فشلوا أيضاً حتى في زرع أدواتهم القذرة «القاعدة، وداعش» في المحافظات الجنوبية باستثناء الضالع، ولم يجد ذلك نفعاً ولم نهزم ولن نخضع لهم، فلذلك ليس أمامهم الآن إلاّ استخدام هذه القوة المفرطة المحرمة دولياً والتي سيحاكمهم عليها التاريخ.
لا محرم لديهم
فبعد أن قصفوا مركز المكفوفين الذين ابتلاهم الله سبحانه وتعالى بالعمى وأبصر قلوبهم.. لكن آل سعود وتحالفهم اعماهم الله بالقلب والبصيرة، فبعد أن وصلوا الى المكفوفين فهذا يعتبر أنه ليس لديهم أي شيء محرم تجاه الشعب اليمني وسيستخدمون كل ما لديهم أو ما يمكن أن يستوردوه من أسلحة.. ونحن أيضاً سنقاتل وسنستخدم كل ما لدينا من امكانات للدفاع عن شعبنا وبلادنا.
فقدان البوصلة
من مدلول كلامك هل يعني أن تحالف العدوان فقد بوصلة التحكم بما أقدموا عليه؟
- من زمان.. وليس من اليوم.. والدليل على ذلك استخدامهم المفرط لهذه الأسلحة المحرمة دولياً في ضرب عاصمة يسكنها ملايين البشر، وأيضاً الحديدة، وفي حجة وصعدة وكل المدن..

مفاوضات تعزيز الثقة
♢ المواطن استبشر خيراً بمفاوضات «جنيف2» وما خرج عنها كبداية لحلحلة الأزمة.. هل تعتقد أنها حققت الأهداف؟
- دعني أسترسل في هذا الموضوع.. أولاً«جنيف1» لم تلتق الأطراف السياسية على الاطلاق.. كان اللقاء كل في غرفته، والمبعوث الأممي ولد الشيخ هو من كان يذهب من غرفة الى غرفة للتوسط بين الاطراف ولم يلتقوا ولم يتقاربوا حتى للنظر الى بعضهم البعض.
أما «جنيف2» الذي كان في منطقة «بييل» في بيت الشباب، وكنا معزولين لعل وعسى أن يصل الجميع الى حلول، تناقشنا مع الوفد الذي أتى من الرياض.. ونحن ذهبنا ولدينا استعداد لتقديم التنازلات الكبيرة، من أجل اخراج اليمن من أزمته ومن أجل وقف العدوان الظالم الذي كان قد تجاوز الـ9 الأشهر.. واعتقد أن المفاوضات لم تفشل كما أنها لم تنجح..
♢ كيف؟
- لأن ما تم فيها هو تعزيز الثقة فيما بين الوفدين واتفقنا على موعد آخر.. وفي ذلك ايضاً وصلنا الى حلول لبعض القضايا منها رفع الحصار البري والبحري والجوي على الشعب.. والأمر الثاني هو البحث في ملف الأسرى والمعتقلين بعد أن يتم وقف اطلاق النار وتثبيته، والأمر الآخر اتفقنا على عقد جولة ثالثة لاستئناف الحوار والتي نعتقد أنها ستعقد هذا الشهر.. لكننا في الوقت ذاته لم نَغُصْ في الجانب السياسي في الحل السياسي للأزمة.
خمسة وخمسة
♢ لماذا؟
- لأن الذين جاءوا من الرياض لم يكن لديهم أية صلاحيات في اتخاذ أي قرار مع الأسف الشديد، جاءوا كل لديه مهمة خاصة وقضية محددة.. فرئيس وفد الرياض يريد أن يرفع الحصار عن خمسة أحياء في تعز، ويريدون إطلاق خمسة معتقلين.. بمعنى أنهم جاءوا ولديهم خمسة وخمسة.. أقصد خمسة أحياء وخمسة معتقلين فقط. حتى الأجزاء الأخرى في تعز مثلاً لا تهمهم ولم يتكلموا عنها أو عن معاناة الشعب والحصار في جميع المحافظات اليمنية.. وكلما تحدثنا عن حل الأزمة السياسية هربوا للمطالبة بتأجيل الحوار الى 14 يناير.. كما قلت لم يكن لديهم الصلاحيات في اتخاذ القرار.
اتفقنا على وقف اطلاق النار بعد دعوة الأمم المتحدة لذلك.. نحن وافقنا مباشرة على ذلك، وهم قالوا إن لديهم هدنة لسبعة أيام ولكن هذه الهدنة لم تنفذ ولا للحظة واحدة.. فالحرب والعدوان والاعتداء على الشعب اليمني لم يتوقف ساعة واحدة.
وفود خاوية
أما ما يتعلق بالوفد العسكري الذين أتوا به لمراقبة وقف اطلاق النار هو الآخر لم تكن لديه أية صلاحيات في هذا الجانب.. تمت الدعوة الى الالتزام بوقف اطلاق النار، وفد الرياض وافق لكن قواهم ومرتزقتهم في الداخل التي في مأرب أو تعز أو غيرها قالوا إن ما سيتم التوصل اليه بين اطراف الحوار غير ملزم لهم على الاطلاق وكأنهم كانوا مبيتين لعملية الزحف التي تمت في مأرب وفي حرض وفي الجوف.. وكانوا يعتقدون أنهم سيلتفون على العاصمة صنعاء وسيتم اختراقها من كل الاتجاهات لكن الله سبحانه وتعالى افشلهم وافشل مخططهم ولم ينالوا شيئاً من ذلك سوى الهزيمة والخسائر الفادحة التي تلحق بهم وبقواتهم ومرتزقتهم.
مراوغة
♢ هل تقصد أن الحوار بالنسبة لمرتزقة الرياض هو مراوغة ولكسب مزيد من الوقت للتمادي في العدوان؟
- نحن أمام حرب والحرب لن ينتصر فيها أحد.. ومهما طالت لابد لها من التوقف.. والحوار مهما انقطع لابد له من أن يستأنف، فلذلك ليس أمامنا الآن سوى أن نتوقف عن الحوار وتستمر الحرب أو نمضي في الحوار حتى وإن كانت الحرب قائمة، لابد أن نمضي في الحوار.. لأنه ليس لدينا أي خيار ثالث أو وسط ولذلك فالحوار حتى وإن فشل لابد أن يستأنف حتى نصل الى حلول ترضي الشعب.
♢ لكن الطرف الآخر متعنت ويصر على الحل العسكري؟
- حتى وأن تعنت واستكبر سيخضع لأنه لن ينتصر.
♢ لكن هؤلاء مرتهنون لطرف خارجي وينفذون أجندة خارجية؟
- سيصلون في نهاية المطاف الى نتيجة حتمية أن الشعب اليمني لن يركع وبالتالي أن أي معتدٍ ومرتزقته سيصلون الى هذه النتيجة، لأن من هم في الخارج الآن يرون أنه لا مستقبل لهم في الوطن لأنهم قتلوا أبناء الشعب ودمروا بناه التحتية الخاصة والعامة.. باعوه.. استرزقوا على حسابه ولذلك يرون أن مستقبلهم هو في الحرب.. لكن سيصل العدو نفسه الذي يمول العدوان الى نتيجة يسعى من خلالها الى الحلول السلمية لأن من المستحيل أن يصل الى النتيجة التي يريدها وهي تركيع الشعب اليمني.
جولة ثالثة
♢ نحن على موعد مع جولة ثالثة من المفاوضات.. ما مدى استعدادكم لها واين ستكون؟
- اعتقد أنه بعد وصول ولد الشيخ الى صنعاء سنتناقش حول هذه الجوانب وحول ماذا سيتم مناقشته في الجولة القادمة.. لأنه في الحقيقة لا يجب أن نكتفي باللقاءات بين وفد الرياض وبين الوفد الوطني دون أن نفتح الملف السياسي وهو القضية الجوهرية، لأن أصل الخلاف كان سياسياً بحتاً ليس فيه أي جانب آخر وبالتالي لابد أن نتحاور في هذا الجانب.
♢ وفيما يتعلق بالمكان؟
- اعتقد أنها ستكون في بلد آخر لأن اثيوبيا ليست في الموقع المناسب أمنياً للمفاوضات.
♢ انتقال الحوار أو المفاوضات مع وفد المرتزقة الى الحوار مع من يدعمهم ويقوي شوكتهم.. كيف سيتم ذلك؟
- هناك جانبان الأول أنه لن نستطيع أن نهرب من اخواننا مهما بلغ بيعهم وشراؤهم وارتزاقهم على حساب الوطن لكنهم سيظلون يمنيين ويجب أن نتحاور معهم «هذه وجهة نظري».
مفترق الطرق
الجانب الآخر والأهم وهو العدو السعودي.. وهذا العدو الآن متحكم ومسيطر على المقدرات وهو من يدعم ويمول ويقود العدوان.. لذلك اعتقد أنه من الضروري أن يكون هناك خط مباشر للحوار مع العدو السعودي وحلفائه وهو سيأتي للحوار شاء أم أبى.. وهو في النهاية من سيخضع ويلجأ الى الحوار لأنه سيصل الى مفترق طرق ولن يكون أمامه إلاّ أن يخسر ويخسر ويخسر أو أن يوقف العدوان ويتحاور مع اليمن.. لأنه الآن اذا كانت جزء من الأراضي التي يدعي أنها ملكيته، ونحن نجزم بأنها أراضينا، تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، وهو لم يتكلم الى أحد الآن عنها لكنه في النهاية مهما بلغ عتوه سيتحدث عن هذه الأراضي وسيسعى للبحث وطلب الحوار.. ولابد أن يدخل معنا في حوار.. وأنا أفضل أن يكون آل سعود وحلفاؤهم طرفاً في المفاوضات والحوارات المقبلة لأن القرار بأيديهم.
وبالتالي اذا أتى وفد الرياض بنفس العقلية الأولى وبنفس المستوى من الأداء فليس هناك ليس داعي لأي جولة رابعة إلاّ اذا كان مع من يقود العدوان على بلادنا.
مقاطعة..
♢ يعني هل ستقاطعون الجولة الحوارية المقبلة؟
- هذا القرار ليس بيدي.. أنا جزء من وفد انصار الله ممثل الناصريين المناهضين للعدوان وبعض القوى السياسية مثل حزب الحق والقوى الشعبية والبعث الاشتراكي.
♢ مع بقاء وفد الرياض لعبة في يد العدوان هل تعتقد أن لديهم الرغبة في إحلال السلام أو بإمكانهم ذلك؟
- كما قلت سابقاً بأن هؤلاء باعوا انفسهم قبل ان يبيعوا الوطن وهؤلاء لن يكون بأيديهم أو برغبتهم ايقاف الحرب، لأنهم يعتقدون أن حياتهم وبقاءهم مرتبط باستمرار الحرب.. وأيضاً الشعب اليمني يعتقد قطعاً أن عودة هؤلاء مستحيلة.. يعني يقتلني ويدمر كل شيء ثم يأتي بعد ذلك ليحكمني أو ليعيش آمناً.. حتى وان توصلنا الى اتفاق سياسي.. فهم يعتقدون بل ويجزمون أن حياتهم وعودتهم لليمن غير ممكنة ولذلك تبقى مصلحتهم في استمرار الحرب.. وسيكونون عبارة عن تجار حروب ومرتزقة فقط.
تصالح وتسامح
♢ تعتقدون هل مستقبلهم محسوم هكذا؟
- بالنسبة للشعب.. نعم.. أما القوى السياسية فهي تتصالح مع بعضها البعض مهما بلغ العداء فيما بينها.. لكن المسألة هنا هي للشعب وهل سيتصالحون مع الشعب ومع عشرات الآلاف من الأسر التي استشهد ابناؤها وجرحوا ومع مئات الآلاف ممن شردوا بسبب تدمير منازلهم ومساكنهم، فهذا صعب جداً.
♢ نعود الى ما تحقق من «جنيف2»؟!
- تم الاتفاق على ثلاث نقاط.. الأولى وقف اطلاق النار وتثبيته، ثم الأسرى والمعتقلين، ورفع الحصار البري والبحري والجوي، وكان الأمر كله بيد الأمم المتحدة، وقد وعد ولد الشيخ بأنه سيسعى لدى نظام آل سعود لرفع الحصار وايقاف الحرب ووقف الاهانات التي يتعرض لها المواطن اليمني في مطار بيشة وخصوصاً ممن يوالون المرتزقة والعدوان، ورغم ذلك لم ننس قضيتهم كمواطنين يمنيين وطالبنا بوقف تلك الانتهاكات بحق ابناء شعبنا.
هذه هي أهم المخرجات التي كنا قد اتفقنا عليها.. لكن لم نكن نعلم أن الطرف الآخر ليس مستعداً الى الآن لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ولذلك نرى أنه لابد للطرف السعودي أن يكون في الحوار حتى يتم تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
قوة الشعب
♢ هل تعتقد أن ولد الشيخ سيقنع النظام السعودي بتنفيذ ذلك في الجولة المقبلة؟
- سيقنعه الشعب اليمني.. صمود ونضال الشعب اليمني سيجعل آل سعود يرضخون لإرادته ومطالبه.
♢ يعني أن الحل بيد الشعب اليمني؟
- إن شاء الله.
♢ خلال الأيام القليلة الماضية تعرضت عدن فيهما لهجمة إرهابية شرسة تمثلت بسبع عمليات اغتيال لقيادات عسكرية ومدنية.. وزيادة توسع وتمدد هذه الجماعات والتنظيمات وفي ظل استبعاد آل سعود لبند محاربة القاعدة وداعش ماذا يراد من ذلك؟
- اعتقد أن ما كانت تريده السعودية من سوريا، والعراق، واليمن، هو تمزيق هذه الشعوب والمتميزة بعدد سكانها الكبير.. واخضاع المجتمعات فيها لما يريده هذا النظام.. فداعش والقاعدة أدوات سعودية بامتياز..
ونحن حينما ذهبنا الى جنيف تكلمنا عن داعش والقاعدة، الطرف الآخر «وفد الرياض» لم يتكلموا كلمة واحدة عن هذا الموضوع، وكأنه لا يعنيهم، ولم يدينوا أي عمل أو جريمة ارهابية ارتكبت.. بل إن رئيس الوفد ذهب الى القول وبشكل سخيف إن حكومته المزعومة تبسط على 70% من الأراضي اليمنية، وهم في الحقيقة لا يمتلكون 70 متراً.. إلاّ اذا كانت داعش والقاعدة تعمل لحسابهم وهم ايضاً جزء منها، فهم بهذه الحالة فعلاً يمتلكون هذه المساحة، وهي حضرموت وتمثل ثلث مساحة اليمن ثم أبين وعدن وشبوة والبيضاء..
لفيف المرتزقة
الجانب الآخر.. لفيف المرتزقة الذين أتوا من اصقاع العالم من السنغال أو السودان أو الصومال أو كولومبيا أو غيرها للاعتداء على شعب مسالم لم يعتد على أحد فهذا يدل على جُبن، أما داعش والقاعدة فما تم الأربعاء الماضي من عمليات اغتيال يظهر لنا من هي داعش والقاعدة، واعتقد الآن أن الصراع هو تصفية حسابات بينهم البين لأن ما يسمى حكومة هادي ليس في يدهم أي شيء وهم انفسهم يتعرضون لهذه الاغتيالات ومستهدفون في المقام الأول..
لكل مشروعه الخاص
♢ بمعنى أن لداعش والقاعدة مشروعاً آخر؟
- بالتأكيد.. ومن يعتقد أنه تحالف معهما فهو واهم وما جرى ويجري من يوم لآخر خير مثال.
♢ تشن مطابخ العدوان ومرتزقته حملة يزعمون فيها أن الجيش والحوثيين يحاصرون تعز ويمنعون دخول المساعدات الاغاثية.. ما تعليقكم؟
- المساعدات لم تحاصر نهائياً.. وقد دخلت باعتراف المنسق الانساني للأمم المتحدة وهو عامر الداؤودي وهو أردني الجنسية.. وأكد في الاجتماع نفسه الذي قالوا فيه إن المساعدات لم تدخل الى تعز.. فقال رداً عليهم: إن «102» قاطرة دخلت في ذلك اليوم الى تعز وحدد الأماكن التي أفرغت فيها، وقال إن مهمتم هي ايصالها الى أماكن التخزين وهناك تستقبلها منظمات اغاثية داخل هذه المناطق هي من تتولى عملية التوزيع.. وقد شاهدت اليومين الماضيين في شبكات التواصل الاجتماعي يتداول فيها بأن المواد الغذائية والمساعدات معروضة للبيع والشراء في الاسواق.. فكيف يقولون إنها لم تصل.. واذا كان الآن تصل الأسلحة والمتفجرات والمدرعات والمدافع الى تعز فلماذا تحاصر هذه المواد.. واذا كانوا يسرحون ويمرحون في الطرقات حسب اعترافاتهم فأين هذا الحصار.. من عدن الى تعز ومن تعز الى عدن فأين الحصار؟!!
صحيح تعز عانت الويلات ودخلت في حرب طاحنة.. وأنا قلت إن القوى السياسية في تعز تتحمل المسئولية الكاملة في زج تعز بهذه الحرب.. الجانب الآخر الشعب اليمني كله محاصر من اقصاه الى اقصاه براً وبحراً وجواً باستثناء القاعدة في حضرموت التي تفرغ السفن عندهم وتنقل النفط.. ومع ذلك يجب أن نسعى جميعاً لرفع الحصار سواءً عن تعز أو غيرها.. ونحن نقول دائماً إن الحصار يجب أن يرفع عن تعز وعن كل مواطن لأن العيش حق كل شخص صديق أو عدو.. ولست مع حصار أي طرف من الأطراف.
لم أفصل..
♢ حميد عاصم لماذا لم يلحق بزملائه في الرياض؟
- لأني لست مرتزقاً..
♢ هناك اجراءات فصل وما الى ذلك من الامانة العامة للتنظيم اتخذت ضدك؟
- «مقاطعاً» أولاً أنا لن أفصل.. ثم أني قمت بتجميد عضويتي قبل العدوان عندما قام عبدالله نعمان بزيارة الى الرياض ثم تبعه سلطان العتواني الى القاهرة لاستجداء الخارج في ضرب اليمنيين لم يكن هناك أمامي إلاّ أن أجمد عضويتي داخل الأمانة العامة في التنظيم ونشرت هذا الموضوع.. ثم أتى اليّ مجموعة من اعضاء الأمانة العامة وناقشنا الموضوع واتفقنا على أن أعود للنشاط وأعلنت ذلك وحينما ذهبت الوفود الى الخارج انصار الله كانوا أذكى من المؤتمر أخذوا معهم من كل اطياف الشعب ومكوناته السياسية أخذوا ممثلين من حضرموت وتعز، وأخذوا حميد عاصم من القوى السياسية المناهضة للعدوان، وعبدالإله حجر من السلك الدبلوماسي..
أعود وأوضح أنه لم يُتخذ قرار ضدي، وعند عودتي علمت أن هناك قراراً بتجميدي فاتصلت بالأخوة اعضاء الأمانة العامة للتنظيم الموجودين في صنعاء واستفسرت منهم عن ذلك.. لأنه لم يكن هناك اجتماع، لأن الأمانة العامة وفق النظام الداخلي لابد أن يجتمع لها 9 أشخاص من اجمالي 17، ولذلك قرارهم غير مشروع، اذا كان هناك قرار.. الجانب الآخر أن النظام الداخلي للتنظيم الوحدوي الناصري يؤكد أنه لا يجوز اتخاذ أي اجراء أو عقوبة في حق الأشخاص إلاّ بعد السماح له واعطائه الفرصة للدفاع عن نفسه، أنا لم أُستدعَ على الاطلاق.. وقيل لي إنهم تشاوروا فقط عبر التلفون ووصلوا الى قرار بإيقافي عن نشاطي في الأمانة العامة وإحالتي للرقابة والتفتيش وخولوا الأمين العام عبدالله نعمان بعمل تصريح وذهب ليصرح بأن الأمانة العامة جمدت حميد عاصم، وعندي اعترافات مسجلة وموثقة بأن الأمانة العامة لم تتخذ هذا القرار وأن ما نشر هو زور وبهتان من قبل عبدالله نعمان القدسي، لا استطيع أن أقول الأمين العام.. وهو الذي قاد التنظيم الى ما لم نحب أن يقوده اليه، قاده الى مهاترات والى محرقة.
الجانب الآخر أنا لم أكن في يوم من الأيام ضد أي قرار يُتخذ سواءً عقوبة فصل أو تجميد عندما يكون بمعايير المساواة والعدل.. وأنا هنا أطالب بالتحقيق مع من ذهب الى الرياض وعلى رأسهم عبدالله نعمان والعتواني كونهما ذهبا بدون قرار من الامانة العامة وأيضاً مع من زور البيانات.. لأن هذا ليس أول بيان يزور.. فقد زور بيان للأمانة العامة في رمضان الماضي واتفقنا في اجتماع أنه لا يصدر أي بلاغ وخرجنا، واليوم الثاني يأتي بلاغ مزور، وبيان آخر في عيد الفطر المبارك عندما دخلت القوات المحتلة الى عدن واصدر عبدالله نعمان بياناً هو وعبدالله المقطري وباسم الأمانة العامة يرحبون فيه بدخول القوات الغازية الى عدن ويدعون الى تنظيم المقاومة، كما يسمون أنفسهم، تحت اطار لواء واحد وشرعية وقيادة واحدة دون أن يكون هناك قرار من الأمانة العامة لأن الدخول في الحرب يحتاج الى قرار ثلثي اعضاء الأمانة العامة و81 أو 82 عضواً من اعضاء اللجنة المركزية وهذا لم يحدث.. الذهاب الى الرياض كان يحتاج أيضاً الى موافقة ثلثي اعضاء اللجنة المركزية وليس ثلث النصاب، لأنها دولة معادية.. القائد المعلم عبدالناصر -رحمه الله- قال لن يرى اليمن النور وجارته السعودية.. السعودية من الخمسينيات الى اليوم لم يهدأ لها بال وهي تؤذي الشعب اليمني.. فكيف أنا أذهب أمد يدي الى آل سعود.. نجد والحجاز اخواننا ،لكن آل سعود جزء من مخطط استعماري صهيوني أمبريالي على الأمة.
خيانة
♢ يعني ذلك خيانة؟
- أنا في نظري خيانة وفي نظر النظام الداخلي والبرنامج السياسي للتنظيم كما أن الذهاب لتأييد الاعتداء على اليمن أو القتال تحت أي مبرر مخالف لتضحياتنا ونظامنا الداخلي أيضاً.
♢ اذاً كيف تفسر اجتماع المشروع القومي مع المشروع الرجعي؟
- هذه مصيبة.. قال أحد الأخوة الناصريين في لقاء قبل أيام في قناة الساحات: لا يجوز أن يذهب التقدمي القومي الى الرجعي العميل للصهيونية العالمية.. وهو قول صادق.. ومن المفارقات بل ومن الغرائب أن تذهب قوى قومية تقدمية تدعو الى نظام جمهوري ديمقراطي الى بلاد تحكمها أسرة منذ ما يقارب مائة عام تطغى في الأرض وتأكل الأخضر واليابس من مقدرات هذه الأمة العربية، هذا جزء من مؤامرة ضد الشعب اليمني وضد الأمة العربية.
انعكاسات على المنطقة
♢ مواقف عربية صدرت بإدانة حرق السفارة السعودية في طهران بينما لم تكترث هذه الدول لما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم ابادة.. لماذا؟
- إنه المال.. واعتقد أنه لا يوجد أي شعب عربي لم يسلم من أذى آل سعود وطغيانهم الذي وصل الى كل البلاد العربية حتى وإن كانت بعيدة.. فهذه المواقف يحركها المال.. والإعلام بأيديهم مئات القنوات يمولونها ولذلك تجد الناس كلهم مشغولين بهذا وبالمال..
♢ خسائر آل سعود الاقتصادية وعجز موازنتها.. كيف تفسره؟
- أولاً الخسارة ليست على آل سعود بل هي على الشعب في نجد والحجاز أما آل سعود فأموالهم لم تحرك.. فالجرعة التي اتخذها آل سعود ضد الشعب ربما يستفيدون منها أكثر من تضررهم.
الجانب الآخر حينما يصل الشعب السعودي الى مفترق طرق بأن هذه الأسرة هي اسرة ظلمتهم ثم ظلمت الشعب اليمني ومن قبله الشعب العربي في فلسطين وفي العراق وسوريا وليبيا سيصلون الى حتمية أنه لابد من تغيير هذا النظام.. المؤشرات تشير الى أن هذا النظام الآن في الرمق الأخير وفي طريقه الى التهالك والهلاك، وحينما يصل الأمر الى أن أخاً واحداً من آل عبدالعزيز هو من يستحوذ على كل شيء فيسفك الدماء المحرمة سواءً أكان كافراً أو مسلماً كما يفعلون بغير قانون اعتقد أنها بداية الزوال.. فحينما يُعدم عالم أو صاحب رأي ففي هذا قمة الاستهزاء بالدماء والنفس البشرية.
نقطة فارقة في نجد والحجاز
ولذلك اعتقد أن ما يحدث للشعب السعودي هو نقطة فارقة فهذا الشعب محتقن فحينما يأتي هذ النظام لإعدام زعيم طائفة له جماهير وشعبية واسعة فهذه كارثة.. وهذا سيؤثر على المنطقة بالكامل عسكرياً.
♢ لماذا الحوار مع السعودية؟
- لأنها ستصل في نهاية المطاف الى أنهم لن ينتصروا أبداً.. فالشعب اليمني الى الآن صابر لم نضرب منشأة مدنية على الاطلاق..لدينا اخلاق وقيم لكن حينما نصل الى أنه لا فائدة من الصبر وأنه لابد من الرد بالمثل سيكون بعد ذلك التأثير عليهم وسيستخدم الشعب اليمني اشياء لم يتوقعها العدو السعودي حتى لو لزم الأمر لعمليات فدائية.. فأي شعب حقق النصر من أول لحظة فقد حسم المعركة، وبالنسبة لآل سعود الى الآن لم يستطيعوا أن يحققوا أي هدف سواءً في دخول صنعاء أو صعدة أو تهامة أو تعز بعد عشرة أشهر ماذا سيعملون.. إلاّ اذا استخدموا الأسلحة النووية وإبادوا الشعب.
أوهام المرتزقة
♢ باعتباركم أحد وجاهات مديرية نهم.. يتردد بأن قوات العدوان سيطرت على المديرية.. ما صحة ذلك؟
- سبق أن قلت في اجتماع الأمانة العامة للتنظيم أن البعض كان يعتقد أن صنعاء قاب قوسين أو أدنى وأنا قلت لهم اذا دخلوا صنعاء قبل أربعة أشهر فاحسبوني أني لا أفهم الألف من الباء.. ثم قلت إن صنعاء ليست أمانة العاصمة.. صنعاء هي نهم، أرحب، همدان، الحيمتين بني حشيش، بلاد الروس، سنحان، خولان، بني مطر وهي الحزام الطوقي للعاصمة وهي دائماً من تحسم المعركة.
فهم عندما يقولون إنهم يتقدمون في نهم فمديرية نهم عبارة عن منطقتين نهم العليا ونهم السفلى وهم وصلوا الى قرب نهم السفلى التي هي في مأرب وهي مجزر ومدغل ورغوان وهي تتبع مأرب.. ووصلوا الى جبل الصلب ووقفوا.. لماذا لم يتقدموا.. وأنا هنا أؤكد أنه لم ولن تحدث طلقة نار واحدة في نهم العليا التي هي آمنة، ورجالها وأبناؤها على استعداد تام للتصدي لأي تقدم لقوات العدوان والمرتزقة.. كانوا يعتقدون أنهم سيأتون من منطقة شوابة عبر الجوف أرحب لكنهم فشلوا أو لم يتمكنوا وأيضاً من المناطق الغربية فشلوا تماماً.. حتى وأن كانوا يفكرون عبر خلاياهم النائمة بأنهم مسيطرون فهذا أيضاً وَهْم.. هم يكذبون ويوهمون آل سعود بأنهم على مشارف صنعاء لمزيد من ضخ الأموال والأسلحة فقط.. وستكتشف السعودية أن هؤلاء يكذبون عليها..
♢ كلمة أخيرة؟
- يجب علينا كشعب يمني أن نصمد في مقارعة طغيان آل سعود وأن نصمد في حواراتنا البينية وأن نقوي الجبهة الداخلية ونعززها أكثر وأكثر.. حتى نستطيع الصمود.. وأن يكون الحوار جاداً ومثمراً فيما بيننا كقوى سياسية.. ووضع مصلحة الشعب نصب أعيننا في أي مفاوضات بعيداً عن المزايدات.