الأربعاء, 13-يناير-2016
الميثاق نت -  عبدالولي المذابي -
وضع مداميك إحلال السلام.. وحدد مسارات حل الأزمة..خطاب الزعيم.. بوقف العدوان المفاوضات ممكنة
حدد الزعيم علي عبدالله صالح مساراً واضحاً للمفاوضات الممكنة لحل الأزمة اليمنية لخصها في نقاط لا تقبل الجدل ابتداءً بوقف العدوان على اليمن ورفع الحصار فوراً وانسحاب القوات الغازية من الأراضي اليمنية وأن يكون التفاوض مع العدو السعودي مباشرة برعاية الأمم المتحدة.
ورفض الزعيم أي حوار مع الفارين خارج اليمن الذين أباحوا دماء اليمنيين للعدو الخارجي والمرتزقة الذين تم استجلابهم من كل بلاد العالم لقتل اليمنيين وتدمير البلد.


ولعل الشروط التي وضعها الزعيم للدخول في جولة المفاوضات المقررة في 14 يناير الجاري تختصر المسافات وتضع النقاط على الحروف خصوصاً بعد أن تأكد أن وفد الرياض الذي شارك في مفاوضات سويسرا أواخر العام 2015م لا يملك أي قرار ولا يستطيع إيقاف العدوان أو رفع الحصار وهما غاية تلك المفاوضات على الأقل من طرف الوفد الوطني الذي ذهب من صنعاء.
وتأكد للجميع أن تلك المفاوضات ما هي الا فرصة تمنح المزيد من الوقت للعدو السعودي لتدمير ما تبقى من مقدرات الشعب اليمني وقتل المزيد من الأطفال والنساء على أمل تحقيق أي تقدم في جبهات القتال.
خطاب الزعيم صالح الرئيس السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام الموجَّه لأبناء الشعب اليمني وتم بثّه مساء الجمعة الماضية، لفت الأنظار الى قضايا مهمة أبرزها الحديث عن شرعية شخص وقَتْل شعب بأكمله وتدمير مكتسباته من أجلها، وأشار الزعيم الى أن الفارين الى فنادق الرياض شعارهم السلطة أو الموت للشعب اليمني، وهو نفس الشعار الذي رفعه منفذو مجزرة 1986م في عدن عندما قتلوا عشرات الآلاف من المواطنين ودفنوهم في الحاويات، وها هم الآن يدفنون شعباً بأكمله بتوقيعهم على طلب الاستعانة بالأجنبي لضرب الشعب اليمني.
تحدث الزعيم بإدراك واعٍ لسيناريوهات الحرب ومعرفته العميقة بمن يديرون هذا المخطط الدموي، الذي لن يوقفه إلا الشعب وليس الإرادة الدولية المشلولة والعاجزة بفعل الريال السعودي الذي يتحكم في مسار القرارات الدولية ويعمي العيون عن تلك المجازر البشعة وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو السعودي في اليمن منذ 26مارس الماضي.
يؤكد الزعيم في خطاباته دائماً رهانه على الشعب في التصدي للعدوان والصمود في وجه الحصار، وأكد ذلك مجدداً في خطاب الجمعة وهو يخاطب أخلاق اليمنيين في لحج وأبين وشبوة وحضرموت وعدن والضالع وردفان ويافع والصبيحة قائلاً: «يا للعار أن تسمحوا لهؤلاء المرتزقة الذين يتاجرون بدمائكم بأن يقتلوا إخوانكم في صعدة وحجة والجوف ومأرب وصنعاء والحديدة وتعز البطلة التي تقاوم المرتزقة بكل قوة» ولاشك أن الاستقواء بالشعب يعبر عن ثقة كبيرة لدى الزعيم بأن الشعب اليمني متماسك وموحد بأخلاقه وقيمه المشتركة مهما كانت الإغراءات لأن الحرب تأكل الأخضر واليابس ولن يجني منها الوطن سوى الويلات..
وفي الخطاب إشارة واضحة الى أن من يراهنون على الخارج سينتهي بهم الأمر الى مزبلة التاريخ ويموتون بعارهم وخيانتهم.
ويؤكد الزعيم أيضاً أن الشعب اليمني العظيم الصابر والصامد تحت الحصار الجوي والبري والبحري ليس شعباً مرفهاً كشعوب الخليج، ولديه القدرة على الصمود أكثر في وجه 17 دولة بما فيها الولايات المتحدة واسرائيل وبريطانيا والعرب العاربة والمستعربة الذين يقاتلون كمرتزقة لدى آل سعود.. وطرح تساؤلاً منطقياً لماذا لا يتحالفون ضد أعدائهم..ضد إسرائيل؟ لماذا علاقاتهم متميزة مع اسرائيل وعلاقاتهم باليمن موطن العروبة سيئة؟ لاشك أنه سؤال مؤلم لكل من لايزال لديه ضمير وعروبة وانتماء..
الزعيم وهو يؤكد عدم وجود خلاف مع أية دولة من دول التحالف بما فيها النظام السعودي، فند لأول مرة مزاعم الخلاف المذهبي الذي اتخذه علماء الريال السعودي مبرراً لإصدار الفتاوى التكفيرية وإباحة دماء اليمنيين، مؤكداً أن اليمنيين زيود سنة وليس شيعة، وأضاف: وهذا ليس عيباً في الشيعة ولا في أي مذهب من المذاهب الخمسة، واستنكر الزعيم هذا التعصب المذهبي الذي تدعمه السعودية من خلال تبني ودعم الجماعات الارهابية والاخوانجية والقاعدة وداعش في سوريا والعراق وليبيا واليمن.
وحول علاقة اليمن بإيران أكد الزعيم أنها علاقة تقليدية عادية، وإذا كان هناك علاقات خاصة بين إيران وأنصار الله فهذا طبيعي طالما لا توجد علاقات عسكرية أو سياسية أو اقتصادية.. وأضاف: ربما هناك تغطية إعلامية إيرانية لما يجري في اليمن بدون تنسيق، في إشارة الى أن العدوان يتخذ من هذه التغطية الإعلامية مبرراً للقول بأن اليمن تابعة لإيران أو تناصرها ضد السعودية، وأكد أن إيران شعب مسلم نكنّ له كل الاحترام.
واستعرض الزعيم موقف الخليج من صدام حسين الذي خاض حرباً استمرت 8 سنوات للدفاع عن الخليج ضد المد الايراني مولتها دول الخليج، وفي الأخير تآمرت عليه دول الخليج وقتلته.
وكشف الزعيم عن تحالف بين القذافي ودول الخليج انتهى بإجباره على تسليم مواد طبية الى الولايات المتحدة على أنها مواد كيماوية بهدف توريطه.. وهو يلخص هنا سجلاً حافلاً من الغدر والخيانة وعمالة نظام آل سعود للنظام الأمريكي في سبيل تدمير الدول العربية وإغراقها في الفوضى والارهاب.
خطاب الزعيم حمل رسائل كثيرة للداخل والخارج تفيد بأن اليمنيين قادرون على الصمود ولكنهم يرفضون الاستعمار أو الركوع لغير الله، وأن من تورطوا في الحرب على اليمن لايزال لديهم فرصة لتصحيح مواقفهم والحفاظ على علاقاتهم مع اليمن، ووجه رسائل عدة للمجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين وهو يرى القنابل العنقودية والصاروخية والفراغية تقتل الأطفال والنساء والمدنيين في اليمن، ولا يرى إلا مصلحة النظام السعودي..
الزعيم أيضاً يخاطب الشعب اليمني كافة من صعدة الى المهرة ويؤكد أن هذا الشعب العظيم قادر على الدفاع عن أرضه بكل ما أوتي من قوة، ودعا الجميع الى التوحد في مواجهة هذا العدوان.. وخاطب المرتزقة بأن يأخذوا المال السعودي ويودعوه في بنوك سويسرا والبحرين، وتحدث بلسان الشعب اليمني قائلاً: أما العودة الى أرض الوطن هذا مستحيل..
وردد: الشهادة.. الشهادة.. الشهادة أو النصر.. واختصر الموقف كاملاً بأن اليمنيين ليس لديهم ما يخسرونه وليس هناك أغلى من الوطن.. وأنهم لا يثقون بالمجتمع الدولي إذا لم يكن هدفه وقف العدوان على اليمن ورفع الحصار فوراً.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-44871.htm