الميثاق نت - اكدت منظمة هيومن رايتس ووتش ان قوات تحالف العدوان قصفت العاصمة صنعاء بقنابل عنقودية محرم استخدامها دولياً، وهذه شهادة دولية تؤكد ما تعرض له العاصمة فجر الاربعاء من قصف عدواني شنته الطائرات السعودية واسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى من المواطنيين الابرياء ..
«الميثاق» تنشر نص تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش التالي :
إن قوات التحالف الذي تقوده السعودية أسقطت قنابل عنقودية على أحياء سكنية في صنعاء عاصمة اليمن، في ساعة مبكرة من 6 يناير 2016م لم يتضح بعد إن كانت الهجمات خلفت خسائر بشرية في صفوف المدنيين، لكن الطبيعة العشوائية للذخائر العنقودية تجعل استخدامها انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب. الاستخدام المتعمد أو المتهور للذخائر العنقودية، في المناطق المأهولة بالسكان، يصل إلى جريمة حرب.
علامات على بقايا قنبلة عنقودية "سي بي يو- 58" وجدت قرب شارع الزراعة في صنعاء، اليمن، يوم 6 يناير 2016م تشير إلى ان تصنيعها عام 1978م في مصنع "ميلان" للذخيرة في ولاية تينيسي الأمريكية.
قال ستيف غوس -مدير برنامج الأسلحة في هيومن رايتس ووتش: "استخدام قوات التحالف المتكرر قنابل عنقودية في وسط مدينة مزدحمة يدل على نية لإيذاء المدنيين، وهو جريمة حرب.. هذه الهجمات الشنيعة تبين أن التحالف يبدو أقل قلقاً من أي وقت مضى حول تجنيب المدنيين أهوال الحرب".
وصف سكان حيَّين في صنعاء غارات جوية تتفق وكونها هجمات باستخدام القنابل العنقودية. قال أحد سكان حي شارع الزراعة لـ هيومن رايتس ووتش إن أسرته استيقظت الساعة 3:5 صباح 6 يناير على صوت عشرات الانفجارات الصغيرة.. وأضاف: أنه كان في العمل، لكن زوجته أخبرته أنه عندما هرب أفراد الأسرة رأوا العديد من المنازل وروضة أطفال في الحي، ذات نوافذ مكسورة وتنتشر على جدرانها حُفر صغيرة حديثة.
كما قال أحد سكان حي هائل سعيد السكني، إنه سمع انفجارات صغيرة نحو الساعة 6 صباحاً.. وأضاف: أنه حين خرج إلى الشارع، رأى أكثر من 20 مركبة - منها سيارته - مغطاة بثقوب صغيرة، وعشرات الثقوب المماثلة في الطريق. قال إنه شاهد على الأقل 3 منازل في المنطقة تنتشر على جدرانها حُفر صغيرة ونوافذها مكسورة.. أضاف: أنه وجد شظية في سيارته.
ستيف غوس مدير برنامج الأسلحة
قال المُقيم في حي شارع الزراعة إن أياً من الحيَّين السكنيَّين لم يتعرض لغارات جوية قبل 6 يناير/كانون الثاني. أقرب منشآت عسكرية - مكتب صغير ومرآب يستخدمهما حراس عسكريون - على بعد 600 متر إلى 800 متر من شارع الزراعة.. قالت هيومن رايتس ووتش: إنه حتى لو كانت الهجمات تستهدف أهدافاً عسكرية، إلا أنها تظل غير قانونية بسبب استخدام الذخائر العنقودية.
وأضاف المُقيم في شارع الزراعة: أنه وقت الهجوم كان في مكتبه على بعد 2 أو 3 كيلو مترات من حي هائل سعيد و5 كلم من شارع الزراعة.. قال: إنه ظل يسمع أصوات انفجارات صغيرة بفاصل 10 دقائق أو 15 دقيقة حتى نحو الساعة 1:30 بعد الظهر.. وأضاف: "هذه الانفجارات لا تبدو مثل إطلاق النار العادي... سألت زملائي إذا كانوا سمعوها أيضا؛ فأجابوا بنعم"..
أفاد سكان في حي الذيبة في صنعاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن هجوم ثالث بالقنابل العنقودية يوم 6 يناير/كانون الثاني. لم يتسن لـ هيومن رايتس ووتش التأكد منذ ذلك.
راجعت هيومن رايتس ووتش صوراً فوتوغرافية التُقطت في 6 يناير/كانون الثاني في صنعاء، تُظهر بدون شك بقايا ذخائر عنقودية، منها لم تنفجر، وبطانات شظايا كروية من ذخائر صغيرة تحطمت في مواقع الارتطام، وأجزاء من القنبلة التي حوت الحمولة.
تعرفت هيومن رايتس ووتش على ذخائر صغيرة أمريكية الصنع من طراز "بي إل يو-63" المضادة للأفراد والعتاد، ومكونات القنبلة العنقودية "سي بي يو-58". تبين العلامات على بقايا القنبلة تصنيعها في العام 1978م في مصنع "ميلان" لذخائر الجيش في ولاية تينيسي في الولايات المتحدة.
القنابل العنقودية "سي بي يو-58" تُطلق من الجو، وكل قنبلة تحتوي على 650 من الذخائر الصغيرة. نقلت الولايات المتحدة ألف قنبلة "سي بي يو-58" إلى السعودية بين 1970م و1995م وفقاً لسجلات الصادرات الأمريكية التي حصلت عليها هيومن رايتس ووتش.. الولايات المتحدة طرف في النزاع المسلح في اليمن، وتلعب دوراً مباشراً في تنسيق العمليات العسكرية، وعلى هذا النحو، فهي ملزمة بالتحقيق في الانتهاكات المزعومة لقوانين الحرب التي شاركت فيها قواتها.
صنعت الولايات المتحدة القنبلة العنقودية "سي بي يو-58" والذخيرة الصغيرة "بي إل يو-63" أثناء حرب فيتنام، وهما مصممتان لمهاجمة الأفراد والعتاد ذي الحماية الطفيفة. كما تحتوي الذخائر الصغيرة على كريات تيتانيوم زنة 5 غرامات لها تأثير حارق على أهداف قابلة للاشتعال.
في 2015م وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام قوات التحالف 3 أنواع من الذخائر العنقودية في اليمن. وثقت "منظمة العفو الدولية" استخدام قوات التحالف نوعاً رابعاً، كما اُستخدم نوع خامس من الذخائر العنقودية، لكن هوية المستخدم غير واضحة. مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، تحدث شريطة عدم كشف هويته، قال لصحيفة "يو إس نيوز آند وورلد ريبورت" في أغسطس: إن "الولايات المتحدة تدرك أن السعودية استخدمت ذخائر عنقودية في اليمن".
توسيع ذخائر صغيرة "بي إل يو-63" تشظّت بعد الارتطام إثر إطلاقها من قنابل عنقودية "سي بي يو-58" في حي هائل السعيد في صنعاء، اليمن يوم 6 يناير 2016م..
لا اليمن ولا السعودية، ولا أي من دول التحالف الأخرى طرف في الاتفاقية بشأن الذخائر العنقودية لعام 2008، وهي اتفاقية دولية لحظر الذخائر العنقودية. وقّع ما مجموعه 118 دولة وصادقت 98 دولة على المعاهدة. هيومن رايتس ووتش شاركت في تأسيس تحالف الذخائر العنقودية، وتترأسه.
في 17 نوفمبر ، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن وزارة الخارجية وافقت على صفقة بقيمة 1.29 مليار دولار لبيع ذخائر جو-أرض، مثل القنابل الموجهة بالليزر وقنابل "متعددة الأغراض" ذات نظم توجيه؛ وكلها ليست ذخائر عنقودية.. قالت هيومن رايتس ووتش: إن على الولايات المتحدة ألا تبيع قنابل جوية إلى السعودية، في ظل غياب تحقيقات جدية في مزاعم بانتهاك قوانين الحرب في اليمن.
على مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات المزعومة لقوانين الحرب من قبل جميع الأطراف.
قال غوس: "ربما كانت آخر مرة زودت فيها الولايات المتحدة السعوديين بذخائر عنقودية منذ 20 عاما، لكنها تُستخدم لقتل المدنيين الآن.. الولايات المتحدة، بوصفها طرفاً في النزاع، عليها أن تطالب التحالف بالتوقف فوراً عن استخدام هذه الأسلحة وإلا تصبح شريكة في استخدامها".
|