محمد عبده سفيان -
يعيش سكان مدينة تعز أوضاعاً مأساوية غاية في الصعوبة منذ شهرمارس العام الماضي 2015م جراء القصف المتواصل لطيران العدوان السعودي والحرب العبثية التي تدور رحاها في أحيائها وحاراتها وشوارعها بين الأطراف المتصارعة على السلطة والتي حولت المدينة الى ساحة حرب مفتوحةيستخدم فيها الطرفان كل أنواع الأسلحة ليس ذلك وحسب بل يعانون من عدم توفرالموادالغذائية والتموينيةوالأدوية والمستلزمات الطبية والمياه والغاز والمشتقات النفطية جراء الحصار الخانق وخصوصا منذ شهر اكتوبر العام الماضي وكل طرف يتهم الآخر أنه المتسبب في هذا الحصار الجائر.. فما يسمى (المقاومة) يتهمون الجيش واللجان الشعبية بأنهم الذين يفرضون الحصار ويمنعون دخول وخروج المواطنين من والى المدينة، فيما الجيش واللجان يتهمون مايسمى (المقاومة ) أنهم المتسببون من خلال استخدام المواطنين دروعاً بشرية حيث يقومون بمهاجمة النقاط والمواقع التي يتواجد فيها الجيش واللجان أثناء تنقل المواطنين الامر الذي يدفعهم الى عدم السماح للمواطنين بالمرور خوفاً على حياتهم .. وبين الاتهامات المتبادلة تضيع الحقيقة، والمواطنون هم الضحية في كل الاحوال .
قصف طيران العدوان والحرب المجنونة الدائرة في مدينة تعز والحصارالمفروض عليها أجبر غالبية السكان مغادرتها.. منهم من نزحوا الى قراهم ومنهم من نزحوا الى حي صالة ومناطق الحوبان والجند شرق المدينة وأحياء بير باشاء والمطار القديم ومدينة النوروالدمينة وحذران غرب المدينة ومديريةالتعزية ومدينة دمنة خديرالتي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية ومنهم من نزح الى إب وذمار والحديدة والعاصمة صنعاء، ومن تبقى منهم يعاني الأمرَّين جراءالحرب والحصار.
أصبح الدخول والخروج من والى أحياء مدينة تعز التي يسيطر عليها مسلحو ما يسمى بالمقاومة محفوفاً بالمخاطر ولايتم الا من منفذين اثنين ..المنفذ الشرقي عبر جولة القصر في الحوبان والمنفذ الغربي عبر الشارع المؤدي من (بيرباشا- جامعة تعز في حبيل سلمان- وادي الدحي - مبنى المرور في الحصب).. وأصبح أبناء تعز يطلقون على شارع وادي الدحي (معبر رفح) وجولة القصر بالحوبان (معبر إيرز) نظراً لإغلاقهما في وجه سكان مدينة تعز أغلب الأوقات وفتحهما بين الحين والآخر وبسبب المواجهات المسلحة وما يتعرضون له من تعسفات وما يقاسونه من معاناة.
لاشك أن الحرب الدائرة في مدينة تعز جريمة كبرى والحصارالمفروض على سكانها يعد جريمة بحق الانسانية سواء أكان من قبل ما يسمون بالمقاومة أو الجيش واللجان لذلك فإنه يتوجب على الطرفين مراعاة الجوانب الانسانية وعلى منظمات المجتمع المدني الحقوقية والانسانية المستقلة غيرالتابعة لاي حزب أو تنظيم سياسي تشكيل لجنة تنسيق بين الطرفين على تحديد أوقات معينة يسمح للمواطنين بالدخول والخروج من والى المدينة يتم خلالها وقف إطلاق النار نهائياً أثناء تنقل المواطنين ..
كنا نتوقع أنه سيتم تسهيل دخول مساعدات الاغاثة الى أحياء مدينة تعز وتسليمها للسكان للتخفيف من معاناتهم وكانت قوافل المساعدات بمثابة اختبار حقيقي وعملي لمعرفة من الطرف المتسبب في حصار سكان المدينة منع دخول متطلبات الحياة المعيشية من مواد غذائة ومياه وغاز ومشتقات نفطية وأدويةومستلزمات طبية وقد اتضحت الحقيقة حينما وصلت السيارات المحملة بمساعدات الاغاثة الى (معبر)وادي الدحي لم يتم السماح لها بالدخول الى المدينة من قبل مايسمى بالمقاومة حيث تم إطلاق النار عليها و منعها من مواصلة سيرها وظلت واقفة مدة خمسة أيام على امتداد الشارع المؤدي من جولة نادي الصقر في بير باشا حتى النقطة التي يتواجد فيها الجيش واللجان في وادي الدحي في انتظارالسماح لها من (المقاومة) بالدخول الى مدينة تعز وفشلت كل المساعي والوساطات لإقناع قادة الفصائل المسلحة لمايسمى ( المقاومة) بالموافقة على ادخال المساعدات وتوزيعها مباشرة للمستحقين من قبل لجان الإغاثة حيث أصروا على تسليمها لهم وهم سيقومون بتوزيعها وكل فصيل طلب تسليمها اليه مما اضطر لجنة الإغاثة الى فتح مراكز للتوزيع في بير باشا، وبذلك أصبح المواطنون من الرجال والنساء يخاطرون بحياتهم للذهاب الى بير باشاء وتحمل نفقات النقليات وأعباء مشاق التنقل بين النقاط التي يتواجد فيها مسلحو مايسمى (المقاومة) والنقاط التي يتواجد فيهاالجيش واللجان والتي تتعرض لإطلاق نار وقنص مما يعرض حياة المواطنين للخطر .
مايسمى(المقاومة) يتعمدون عرقلة دخول المواد الغذائة والتموينية والأدوية والمشتقات النفطية ومساعدات الإغاثة لسكان مدينة تعز ليظلوا يزايدون على عامة الناس والرأي العام المحلي والإقليمي والدولي والمنظمات الحقوقية بأن تعز محاصرة من قبل الجيش واللجان.
نحن ضد حصار سكان تعز من قبل أي طرف فيجب على الطرفين السماح بدخول المواد الغذائية والتموينية والأدوية والمشتقات النفطية الى سكان المدينة بصورة دائمة وتسهيل دخول وخروج المواطنين دون عراقيل.