علي الشرجي - بتشكيلته الزاهية بكل ألوان الطيف الوطني وبرصيده الكبير وتاريخه الحافل احتفل المؤتمر الشعبي العام بعيده الفضي تزامناً مع انعقاد الدورة الثانية للجنة الدائمة في ظروف استثنائية ومرحلية جادة تستوجب الوقوف أمامها بمسئولية جماعية لا تقبل التبرير وتبادل اللوم واللوم الآخر.
بهذه الاستهلالة تقريب لصورة المشهد العام وللنفاذ الى نقطة البدء، حيث كان في البدء الحوار وينبغي أن يستمر وهو لعمري ميزة حضارية اتسم بها حزب الشعب الكبير منذ ميلاده، ويشهد القاصي والداني أن »المؤتمر« مشروع شعبي خالص جاء من الحوار كخيار وطني استراتيجي لانقاذ البلاد من عنق الزجاجة السياسية وتخليصة من الانظمة الشمولية فجمع الشمل ووحّد الجغرافيا وأعاد للتاريخ اليمني اعتباره بارساء قاعدة الشورى والمشاركة الشعبية في الحكم وتأطير كل الجهود والطاقات والافكار والاجتهادات لخدمة القضية الوطنية بكل ما تحمله من مفردات الانتماء و»الولاء الوطني الذي لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع التبعية أياً كان شكلها ونوعها«.. كما جاء في ميثاقه الوطني وعهده الأبدي الذي وجد ليبقى كشوكة ميزان يلوذ إليها الجميع كلما عادت الى السطح التناقضات المختفية بلبوس مختلفة، أو كلما تقافزت أمامنا نتوءات الماضي البليد الذي يفترض أننا قد دفناه الى غير رجعة ويحسب للمؤتمر الشعبي العام أنه جاء للحل ولم يأتِ كمشكلة ولا يوجد تنظيم سياسي جماهيري كهذا كان ويجب أن يكون قائداً لعملية الاصلاح والتصحيح في اليمن ولمواصلة إحداث التحولات الشاملة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والعبور نحو المستقبل المنشود.
إنه المشروع الحضاري والاطار المثالي لإدارة التحولات والمتغيرات الراهنة والطارئة والمحتملة وقدرته في ذلك تفوق كل التجارب والايديولوجيات في عالمنا الواسع والذي يضيق أحياناً بمزرعة قمح ورغيف خبز وبرميل نفط أو بارود على حد سواءً وأحياناً يضيق برأي أو حرية شخصية وخذوا العبرة من الايديولوجيات المتآكلة والنظريات الفاشلة التي حكمت العالم وأجزاء منه وأثرت فيها سلباً ولم تستطع الاستمرار بسب انفصامها عن الواقع.
فمن الواقعية إذاً الابتعاد عن أي نقاش سياسي مدفوع خارج المصلحة الوطنية والتي يندرج ضمنها درء كل مفسدة تضر الشعب وهي أوجب من جلب المنفعة بمختلف أسمائها ومسمياتها.
والحكمة أيضاً تقتضي أن نقرَّب المسافات ونعالج الاختلافات بمزيد من الديمقراطية لتجاوز الخطوط الشائكة والاحتكام لتحقيق الممكن بالحوار يبدأ أولاً من التخلص من إرث المماحكة والمبالغة والتهويل.
ففي هذا الاطار رسم فخامة الأخ علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية -رئيس المؤتمر الشعبي العام، بكلمته الافتتاحية للدورة الثانية للجنة الدائمة، المعالم الاساسية للتعامل مع تحديات المرحلة واستحقاقات المستقبل في دعوته الأحزاب والتنظيمات السياسية الى الحوار باعتباره الأقرب والأجدى للوصول الى الصيغة العملية والمثالية للتعاطي مع المستجدات الراهنة والمحتملة.
كما دعا الى تعزيز صلاحيات الوجه الآخر للسلطة وتحفيز الرقابة الشعبية على اداء الحكومة والأحزاب.
وبالتالي أصبح بالضرورة على المؤتمر الشعبي العام أن يتحمل مسئوليته التاريخية كما هو عهدنا به على الدوام وذلك إزاء مجمل القضايا والاوضاع المتصلة بهموم المواطنين وشئون الوطن عموماً.
نأمل من المؤتمر الشعبي العام وهو يدشن مرحلته الذهبية الآتية أن يكون عند حسن ظن رمزه وقائده المؤسس والأكثر ادراكاً بمسئولية »تنظيم الجماهير الكبير« عن تحقيق تطلعات الشعب من رغيف الخبز والى أقمار السماوات المفتوحة.
|