كلمة الميثاق- - حرب عدوانية وحشية ظالمة وباغية يشنها النظام السعودي على الشعب اليمني ليل نهار طوال اكثر من 300 يوم لم يتوقف فيها القتل والخراب والدمار ولو لساعة واحدة.. ضحاياها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى معظمهم من المدنيين الأبرياء، ذنبهم الوحيد أنهم يمنيون ينتمون الى وطن يجاور جغرافياً بلداً تربطه بأبنائه أواصر دينية حضارية تاريخية ووشائج قُربى وصلات رحم تتجسد في الانتماء لأرومة واحدة يجتمعان على أرض الجزيرة العربية المباركة التي شرفها الله بنبي الرحمة «محمد صلى الله عليه وآله وسلم» وبرسالة الاسلام وحباها بالخيرات ومنها الثروة النفطية، لكن ابتلاها بأسرة آل سعود الذين حولوا هذه الثروة من نعمة الى نقمة لأبناء نجد والحجاز والقطيف والاحساء ومعهم اخوانهم في اليمن والعرب والمسلمون، وأسوأ ممارساتها الشنيعة والبشعة تلك التي عاش اليمنيون مراحل معاناتها لأكثر من نصف قرن وبلغت ذروتها اليوم في العدوان السعودي الهمجي المنطلق من حقد أسود جعله التعالي والكبر النابع من غرور المال النفطي يحولها الى حرب ابادة جماعية للشعب اليمني كله وتدمير لكافة مظاهر حياته دون أي مسوغ أو مبرر منطقي أو أخلاقي يستدعي كل هذه الوحشية ضد شعب مسالم لطالما اعتبر صادقاً أن من يبيد أطفاله ونساءه وشيوخه وشبابه ورجاله دولة جارة وشقيقة كبرى.
إن العدوان السعودي منذ أكثر من عشرة أشهر وهو يستهدف اليمنيين في منازلهم وشوارعهم واسواقهم ومستشفياتهم ومدارسهم ومساجدهم وفي اعراسهم وعزائهم.. يستهدف مشاريعهم ومنشآتهم الخدمية والتنموية.. يقتل ويدمر بكل ما تنتجه مصانع العالم من أدوات تدمير حديثة بما في ذلك الأسلحة المحرمة دولياً من قنابل ذكية عنقودية وانشطارية وفراغية وبصورة عشوائية تقصف دون تمييز الأحياء السكنية والمواقع السياحية.. لا فرق بين الحمامات الطبيعية والمواقع الأثرية.. يقصف ويفجر ويدمر بطائراته ومرتزقته وأدواته الإرهابية المساجد والمقابر والأضرحة، ولم يكتفِ بذلك بل ضرب حصاراً منع عن الشعب اليمني أبسط الاحتياجات الدوائية والغذائية وفي مقدمتها أدوية الأمراض المزمنة والخبيثة والمستعصية ليموت جراءها الآلاف من المرضى وخاصة الفقراء الذين يعالجون في المستشفيات الحكومية مجاناً أو برسوم رمزية.. حتى مراكز الأيتام والمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة لم تسلم من قصفهم..
والأسوأ من هذا أن المنشآت الطبية التي تديرها منظمات دولية هي الأخرى كانت أهدافاً للعدوان السعودي الذي يعد كل ما يقوم به جريمة غير مسبوقة ضد الانسانية.. والادهى والأمرّ أن العالم ساكت والجهات وبعض المنظمات الدولية قد فقد انسانيتها أمام جبروت نفوذ المال السعودي فلم تحرك ساكناً، إلا اذا استثنينا القلق من بعض الشخصيات المسئولة.
إن المطلوب قانونياً وأخلاقياً وإنسانياً أن يتحرك العالم كله بدوله وشعوبه بإعلامه وسياسييه وبمؤسساته الحقوقية والقانونية لوقف هذا العدوان ورفع الحصار الباغي والظالم على الشعب اليمني انتصاراً لما تبقَّى من القيم والمبادئ وحقوق الانسان وإعادة الاعتبار للنظام الدولي.. وإلاَّ على الدنيا السلام..
|