محمد أنعم - < لم تعد السعودية تعرف من تحارب.. كل شيء حولها مستعر.. إيران.. سوريا.. العراق.. ليبيا، أو تواجه اعلام العالم أو المنظمات الدولية.. أو العديد من الدول الغربية.. أو روسيا.. أو لبنان أو المضاربات المفزعة في أسعار البترول أو الانهيارات في سوق البورصة.. أو تغطي فضائح الأمراء في العديد من دول العالم.. أو انها تترك كل هذا وتواصل إبادة اليمنيين.. أو تقنع المرتزقة بالقتال إلى جانبها..
بسرعة فائقة أسقط سلمان المملكة في المستنقع القاتل، ومع بداية العام 2016م ازدادت المواجهات في هذه الجبهات ضراوة.. فمن يقنع الألمان أو الفرنسيين أو غيرهم أن السعودية ليست الداعم الأول للإرهاب..
ومن يوقف وكالات الأنباء والصحف والمواقع الأخبارية العالمية عن نشر جرائم وفضائح آل سعود في اليمن وغيره.. من يستطيع منع أشهر الكُتَّاب الغربيين الذين يقصفون السعودية بمئات المقالات والتحليلات والتقارير الأشد ضرراً من صواريخهم التي يقتلون بها أبناء اليمن.. لا أحد.. لا نتحدث عن «تويتر» ولا غير ذلك من وسائل الاتصال الجماهيرية التي حولت المملكة مثل إبليس بمكة مَنْ جاء قذفه بحجر، وإنما نتحدث عن وسائل إعلام عالمية تؤثر في صناعة سياسة العالم حاضراً ومستقبلاً..
واضح جداً ان السعودية ترتجف لأن هذه الحملة الإعلامية الغربية الفاضحة لجرائمها في اليمن ولدعمها التنظيمات الإرهابية ستجرها بكل تأكيد إلى محكمة الجنايات الدولية.. فإلى متى سيظل آل سعود يشترون صحفاً وكُتَّاباً ومنظمات ومراكز دراسات وصفقات أسلحة.. ويقدمون الرشاوى بعد ان «خرج الحمار إلى السوق» خاصة بعد أن اصبح سعر برميل النفط كسعر الكيلو «البندورة»، وإذا كان ولابد فعلى السعودية ان تدرك ان أسعار عام 2016م تختلف عن عام 2015م.. أي أن الثمن ارتفع جداً، وبعد خصخصة آرامكو.. ماذا تبقَّى غير مكة والحرم النبوي؟..
صراحةً أشفقت على وزير خليجي خرج ليعبر عن قلقه من الهجمة الإعلامية الغربية الموجهة ضد السعودية ويطالب بصدها.. إنه لأمرٌ مضحك.. كان الأولى بهذا الوزير أن ينصح قيادة السعودية بمعالجة كوارث اخطائها بسرعة لتلافي السيناريوهات المرعبة التي تنتظرها.. فهذا السخط والغضب العالمي اصبح كالسيل الجارف ولم يعد بمقدور أحد أن يقف إلى جانب السعودية التي تقود سياسة مسعورة تنهش اجساد الشعوب المجاورة وتقضم أراضي الجيران بكل وحشية.. وباتت تمثل خطراً على الجميع..
إن كل هذا العداء العالمي تجاه السعودية لم يكن قبل عام 2015م.. ولكنه جاء وتوسع وانتشر عالمياً في عهد سلمان ونجله «المهفوف»!!
وإذا استمرت المملكة في غطرستها وتجبرها وتكبرها.. فلكم أن تتصوروها!!
|