الميثاق نت -

الثلاثاء, 19-يناير-2016
عبدالله الصعفاني -
فسدت الامبراطوريات الإعلامية بالجملة والتجزئة منذ بدأت تبيع ضميرها المهني بنظام الدفع المسبق ..والمؤسسة التي لم يتم شراؤها جرى شراء ضمائر من يقدمون برامجها الاخبارية بطريقة سرية يعرفها من يدفع أكثر لإفساد الذمم .
♢ ولهذا لا غرابة إذا صار إعلام اليوم مجرد أداة طيّعة لحماقات القادرين على الشراء، بعد أن كان الإعلام وسيلة حضارية وإنسانية لنقل الحقائق عندما كان الخبر مقدساً والرأي حراً، ولم يصبح الخبر والرأي على رصيف البيع لمن يدفع أكثر حتى لو كان الدافع دكتاتوراً يمشي على قدمين.. والكارثة أن فساد الاعلام انتقل من الفضائيات والإذاعات الطيارة والصحف السيارة إلى إعلام إليكتروني كثيره غث وقليله السمين ضائع وسط الركام الالكتروني الذي جعل الجميع إعلاميين.

♢ ولعلنا في اليمن أكثر شعب في العالم تعرَّض لعدوان تدميري كبير، أحد أسوأ ما فيه هو تواطؤ الإعلام الخارجي ومغادرته فضاء الحرية والمهنية إلى شرانق تبرئة العدوان والتغطية على الجرائم والحروب وليس " تغطيتها " .. المدهش أن الإعلام العالمي نفسه أخذ نفس المنحنى وبطريقة ضربت القيم المهنية والأخلاقية في مقتل .. ومحلياً شاهدنا ونشاهد كيف انعكست الخصومة السياسية على عدد كبير من الإعلاميين فصاروا طابوراً متقدماً في التبرير للعدوان ومباركة الاحتراب والتصفيق لمساوئه ، وكأن الدماء اليمنية لا تستحق النظر إلى مظلومية شعب لسان حاله احذروا دموع المظلومين ودموع المحرومين وكل هذه الأعداد من اليتامى والثكالى والمصابين .

♢ والعجيب أن تقرأ لأحدهم حكمة محرّفة بالغة السوء يقول فيها .. ليس ضرورياً أن تكون جزءاً من الحل .. كُنْ جزءاً من المشكلة ولا تجلس "مُقَعّي" .. وحسب قوله "اللي ما يفعل مُنكر ما يُذكَر".
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-44932.htm