الميثاق نت -

الثلاثاء, 19-يناير-2016
كتب/ محمد شرف الدين -

عُرف عن الطاغية وقاتل اطفال اليمن بأنه أحد قادة القاعدة السريين والأب الروحي لطالبان وداعش، فقد ظل طوال حياته مرابطاً جوار قبر محمد بن عبدالوهاب وظل لا يفارق الدرعية الى درجة أنه جعل منها مزاراً لاهوتياً مقدساً، بعد أن ظل أميراً للعاصمة الرياض طوال خمسة عقود من الزمن.
سلمان بن عبدالعزيز الذي ولد أواخر عام 1935م مثل وصوله الى قيادة المملكة كارثة على أسرة آل سعود وعلى المنطقة والعالم بشكل كامل، حيث خرج هذا الكائن المتعطش للدماء من أحد أقبية الدرعية الوهابية مستخدماً الأذرع العسكرية للتنظيمات الإرهابية وثروات شعب نجد والحجاز محاولاً اخضاع العالم للفكر الوهابي المتخلف الذي أساء لديننا الاسلامي الحنيف..
ولعبت الحالة النفسية والصحية دوراً كبيراً في اتخاذ سلمان- بعد أن أصبح ملكاً- قرارات مدمرة لا تصدر من حاكم عاقل خلافاً عن دخول نجله المراهق في هذه اللعبة القذرة التي بلاشك تعد كارثية حتى على مستوى أفراد أسرة آل سعود أنفسهم.
وخلال عام منذ تولي سلمان بن عبدالعزيز الحكم في السعودية تفجرت خلافات داخل الأسرة الحاكمة بعد أن قام بإقصاء كل من عينهم طيب الذكر الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمن فيهم اخوانه وأولاده وزج بالحرس الوطني في محرقة من خلال شن عدوانه على اليمن بهدف التخلص من قوات الحرس الوطني السعودي وأتاحت الفرصة أمام نجله المدلل محمد ليسطو على الملك وابعاد كل ابناء مؤسس دولة آل سعود عن مسرح الحياة السياسية..
ومثلما تم اقصاء عشرات الأمراء وتعيين نجله ولياً لولي العهد رغم رفض أغلبية أسرة آل سعود مبايعته، فقد تم ايضاً التخلص من الأمير سعود الفيصل بطريقة تثير الشكوك.
كما أن هروب بعض الأمراء الى الغرب تأكيد على ما ألحقه سلمان من كارثة داخل أسرة آل سعود والتي تسير الى نفس النهاية التي انتهت إليها أسرة الشاه محمد رضا بهلوي الذي أصبح في آخر أيامه لا يجد دولة تقبل به للعيش على أرضها أو في باطنها بعد موته.
غير أن ما يهمنا الاشارة إليه في هذه الوقفة أن الملك سلمان الذي لم يعترف به كمرجع وحكم إلاّ من قبل اخوانه السبعة من والدته الأميرة حصة السديري، على الرغم من أنه الأبن الخامس والعشرين للملك عبدالعزيز إلاّ أنه أصبح ملكاً للسعودية في يناير 2015م، لذا سحب عقده النفسية على الأسرة ويمارس نزعاته الانتقامية على العالم العربي والاسلامي وها هو يلحق كوارث مدمرة بالاسلام والمسلمين في كل مكان.
لقد اشعل الطاغية سلمان الحروب بشكل كبير في المنطقة وورط السعودية بتحالفات مع تنظيمات تصنف عالمياً بالإرهابية مثل جماعة الاخوان المسملين وداعش والقاعدة وغيرها بعد أن ظلت السعودية بعيدة عن تأجيج مثل هذه الصراعات بشكل مباشر منذ تأسيسها وكان يقتصر دورها بشكل خفي خشية على مكانتها واشرافها على خدمة الحرمين الشريفين.. غير أن سلمان الذي نسف نصوص البيعة داخل الأسرة جاء ونسف أيضاً ثوابت سياسات السعودية وحولها رأساً على عقب.. وزج بالمملكة خلال 12 شهراً بعداوات مع الشعوب العربية والاسلامية والعالم ايضاً لتستعر حروب طاحنة في كل مكان.
لا نقول هذا افتراء أو كذباً لتشويه سيرة هذا الحاكم الأحمق المريض ولكننا نستند فيما نقوله الى حقائق لاتزال حاضرة ويعيشها الجميع، فما يقترفه هذا الطاغية والقاتل من جرائم ابادة بحق الشعب اليمني ليست إلاّ واحدة من كوارث سلمان الذي يصر على أن يكون عهده أشبه بعهد هولاكو.. فخلال عام فقط دمر سلمان اليمن وقتل اكثر من عشرين ألف يمني خلافاً عن عشرات الآلاف من المصابين أغلبهم اطفال ونساء وكبار السن.. كما دمر مدناً وقرى بمن فيها دون رحمة.. سلمان السفاح الذي ينفخ في نيران الطائفية مايزال يصر مثله مثل أي شخص من عناصر داعش على أن أبناء الشعب اليمني المسلم هم روافض ويجب ابادتهم قتلاً بمختلف الأسلحة وتجويعاً عبر الحصار الشامل..
هذا الملك السفاح يعكس أيضاً صورة الداعشي الذي يرتدي الثوب الناصع البياض ولكنه في حقيقة الأمر لا يختلف عن ذباح داعش الذي يرتدي الملابس السوداء وفي يديه سكين تقطر بدماء الضحايا الأبرياء..
السفاح سلمان هو كبير الدواعش وأميرهم الأول على مستوى العالم وفي ذات الوقت هو مسئول عن عمليات الذبح التي يتعرض لها الشعب اليمني وابناء شعب نجد والحجاز وأبناء سوريا والعراق وليبيا وفرنسا أيضاً وغيرها من بقاع الأرض.
داعش اصلها واحد واميرها واحد هو سلمان الذي احتفل مع بداية العام الجديد 2016م بذبح 47 مواطناً سعودياً بطريقة همجية بشعة.
إن سلمان الرجيم هو هولاكو العصر فقد احرق مدن وتراث وآثار اليمن ودمر القلاع والحصون وكل المعالم الأثرية الاسلامية والانسانية في اليمن مستخدماً الطائرات والبوراج الحربية والأسلحة المحرمة دولياً ومثلما قصف صنعاء القديمة وسد مأرب التاريخي وقلاع تعز والمخا وصعدة والحديدة وباجل ومدينة براقش وصرواح.. وغيرها فهو يعكس بذلك نفس جرائم داعش التي دمرت كل آثار الحضارة البابلية والاشورية والتدمرية والاسلامية في العراق وبلاد الشام.
سلمان استطاع خلال عام أن يجعل كل الشعوب العربية أعداء ألداء للسعودية بعد أن دمروا سوريا وسبوا نساءها بشكل همجي وكذلك الأمر نفسه بالنسبة للشعب العراقي والشعب الليبي..
ومن كوارث سلمان- الذي يفاخر الإرهابيون بمنجزاته- أنه رفع الاسعار على السعوديين لتغطية تكاليف نفقات حروبه المجنونة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وغيرها.. وكذلك لشراء صفقات أسلحة وصمت الدول الغربية على جرائمه وتمويله لداعش والقاعدة.. هذا خلافاً عن شراء صمت بعض المنظمات الدولية أيضاً.
ومن كوارث السفاح سلمان أنه أصبح يسخّر عائدات 14 مليون برميل نفط يومياً تصدره السعودية لصالح تنظيمات الاخوان وداعش والقاعدة وأوقف كل المشاريع الخدمية والتنموية في السعودية واستبدلها بمشاريع القتل والذبح والاغتيالات والتدمير، بل والأغرب من ذلك أنه ذهب لخصخصة المطارات وشركة أرامكو وفرض ضرائب على المواطنين لذات الغرض!
لقد اثبتت الأحداث صحة ما كان يحذر منه العديد من السياسيين ومراكز البحوث من أن الجماعات الإرهابية ومنها «الاخوان والقاعدة وداعش» يستغلون سلمان لإسقاط حكم آل سعود بجره الى مستنقع اليمن وسوريا والعراق وليبيا وغيرها من الدول وذلك انتقاماً من الحرب التي شنها عليهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. حيث استطاعت هذه الجماعات الإرهابية في عام من حكم سلمان أن تكشف للعالم أن مملكة آل سعود فعلاً مملكة شريرة، ولأول مرة في تاريخ آل سعود تتحول مواقف الدول الغربية تجاه السعودية ويخرج سياسيون يجاهرون بالعداء للسعودية بشكل واضح، هذا خلافاً عن أن وسائل الاعلام العالمية أصبحت تقود حرباً متواصلة ضد أسرة آل سعود بشكل غير مسبوق وبصورة يومية.. علاوة عما يدور في الكواليس ولم يُعلَن عنه بعد.
طبعاً لن نتكلم عن حقائق الجميع يدركها ومن ذلك أزمة العلاقات السعودية الأوروبية.. والمتغيرات الروسية والأمريكية تجاه السعودية ومواقف باكستان والدول العربية والاسلامية التي سخرت من مسرحية التحالف السعودي لمكافحة الإرهاب، تلك الفضيحة العالمية التي أراد سلمان من ورائها أن يخفي تورط السعودية بدعم ومساندة الإرهابيين خلف تحالف مفضوح كهذا فمثل هذه الحقائق الجميع يدركها تماماً..
منجزات هولاكو العصر
وللانصاف تعالوا نقف أمام منجزات قاتل اطفال اليمن وسوريا والعراق وليبيا.
وكما يقال شر البلية ما يضحك، فقد نشرت صحيفة البلاد السعودية في 3 ربيع الثاني 1437هـ حصاد منجزات هذا الملك وأهمها حفل افتتاح مؤتمر عالمي عن والده وندوة عن شقيقه فهد ومشروع تطوير حي البجيري في الدرعية ومركز سلمان للإغاثة، وزيارة المسجد الحرام ومشروع إدارة الهجرة الخيري.. وحفل تسليم جائزة الأمير نايف وزار شرم الشيخ وكذلك حضر افتتاح ندوات ومعارض.. وحجز ساحلاً كاملاً بفرنسا لتقضية اجازته.. الخ!!
يعني لم ينجز هذا السفاح أي شيء لشعب نجد والحجاز، فيما نجده يبدد أموال السعودية وثرواتها لشراء مرتزقة ليقاتلوا بدلاً عنهم وظل مشغولاً بصرف الاموال لاشعال حرائق في كل مكان.. ويستمع الى قناة «العربية» التي تبيع له انتصارات وهمية يومية.
وتظل الأسئلة التي تفرض نفسها في عقول كل مثقفي وسياسيي وشعوب العالم..
- إلى أين سيقود هذا المسخ مملكة وأسرة آل سعود؟!!
- وماذا سيجنيه على المنطقة بغبائه؟!
- وما الصورة التي سيرسمها عن الإسلام في بقاع وشعوب الأديان الأخرى؟!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-44947.htm