الميثاق نت -
قدم الرئيس الصيني الزائر شي جين بينغ خلال كلمته في جامعة الدول العربية في القاهرة يوم الخميس رؤية صينية شاملة حول استعادة الاستقرار واقتلاع جذور الإرهاب في المنطقة وخارجها.
وألقى شي في مبادرته الضوء على احترام السيادة والحقائق الوطنية والحوار الشامل في تسوية الاختلافات ورفض التدخل والمعايير المزدوجة في التعامل مع النزاعات الإقليمية والتنمية الاقتصادية في القضاء على الأرضية الحاضنة للإرهاب.
وأدت النزاعات والإرهاب إلى حدوث دمار في الشرق الأوسط وسببت معاناة غير محدودة للأشخاص في المنطقة. وعلاوة على ذلك انتشرت الأنشطة الإرهابية في عدد متزايد من البلاد.
وحددت مبادرة شي الأسباب الأساسية للأزمات المزمنة في المنطقة بينما طرح نهجا عادلا ومنصفا وعمليا لاخراجها من هذه الورطة.
وقال شي إن استخدام القوة لا يقدم أي حل للمشاكل ولن يكون هناك رابح في النزاع وأكد الرئيس على أن التنمية والحوار جزء لا يتجزأ من مشروع تحقيق السلام في المنطقة.
وأعرب شي أيضا عن معارضته لفرض حل من الخارج ودعمه للدول العربية لحل مشاكلها الخاصة بنفسها.
وفي الحقيقة، تم إثبات ان تدخل بعض الدول الغربية واستخدام أسلوب الكيل بمكيالين في التعامل مع النزاعات الإقليمية اختيار غير مناسب وتم انتقاده على نطاق واسع حيث انه لم يجلب للمنطقة شيئا إلا إثارة الاضطرابات الاجتماعية طويلة المدى والنزاعات بين الفصائل والنزاعات الطائفية الدامية وتدفق لم يسبق له مثيل للاجئين وزيادة الإرهاب.
وبالاضافة إلى هذا أصبحت حملة عالمية لاحتواء الإرهاب على الجبهة العسكرية في المنطقة غير فعالة إذ تقاتل ثلاثة معسكرات تقودها على التوالي الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا وروسيا والسعودية معارك منفصلة من أجل حسابات شخصية.
وعلى الرغم من أن التنسيق الأفضل والجبهة الموحدة يمكن أن يساعدا على رفع فعالية الحملة العسكرية ضد الانشطة الإرهابية، لكن القضايا الاجتماعية والاقتصادية لاسيما الفقر ونسبة البطالة العالية في المنطقة العربية تستمر في توفير أرض خصبة لانتشار الإرهاب.
ويجب اعطاء الأولوية إلى إنعاش الاقتصاد في الدول التي مزقتها الحرب في المنطقة من أجل تطهير التربة التي تنمو فيها بذور الإرهاب.
وكما قال الرئيس الصيني شي إن الحل الأساسي للاضطرابات في الشرق الأوسط التي انبعثت نتيجة الافتقار إلى التنمية، ينبغى أن يعتمد على التنمية.
وكرر محمد علام السفير المصري السابق لدى الصين وجهة نظر شي حيث قال الدبلوماسي إن العديد من المشاكل المتأصلة في العالم العربي حدثت بسبب الفشل في الوصول إلى نموذج ناجح للتنمية وأكد على أن التنمية من دون شك هي أنسب طريق لدفع الأشخاص نحو تحقيق مصالحهم المشتركة والتغلب على الاختلافات.
وكما قال الرئيس شي إنه فقط عندما يتمكن الشباب من التمتع بحياة مرضية تتسم بالكرامة سينتشر الأمل في قلوبهم وفي هذا الوقت فقط سيرفضوا العنف وإيديولوجيات التطرف والإرهاب بشكل طوعي.