الأربعاء, 27-يناير-2016
د. نبيلة الحيمي -
إذا كان التعليم الجامعي هو المصدر الاهم الذي يمد المجتمع بالقوى العاملة التي تمثل مواقع الخدمة والإنتاج, فإن الدراسات العليا هي المصنع الذي ينتج الفكر والعلم الذي يقوم عليه العمل بمعناه الواسع والذي من شأنه رفع مستوى التنمية في البلد, وللباحث فيها حقوق وواجبات, والحقوق هي أكثر ما يجهلها أو يجري وراءها أما الواجبات فأنه ايضا يجري وراء تحصيلها لدى المعنيين, إن الباحث اليمني يمثل شرفا كبيرا في داخل اليمن قبل خارجه, ولابد أن يحظى بالاهتمام الكبير في بلده وموطنه ليخدمه بالشكل المطلوب, الباحث اليمني يتحمل الكثير من المعاناة والاعباء من أجل أن يقدم أفضل ما عنده ولا يعني وجود بعض الحالات الشاذة عن هذا أن نعمم على الجميع, هكذا تبدأ دورة حياة الباحث وتنتهي بالمشقة والتعب, منذ بداية تسجيل عنوان بحثه إلى يوم استخراج شهادته سواء الماجستير أو الدكتوراه, من المؤسف أن يظل حالنا في تراجع في حين أن بلدان العالم اصبحت تؤمن بان التعليم يمثل أمنا قوميا بالنسبة لها, إن الوقت الذي يهدر من وقت الباحث في ملاحق المعاملات والقضايا العالقة في نيابة الدراسات العليا قد تعزى لجهلنا بحقوقنا كباحثين أو طلبة علم لنا من الحقوق ما اقرت في اللوائح والقوانين المختلفة ولو أن هناك من يتلاعب بها بعين الفساد المؤكدة, اللوائح ذاتها عبارات عامة يتمكن المعنيين من تفسيرها وتأويلها عند الحاجة, والمفترض أن يحصل الطالب على نسخة من اللوائح حتى يسهل عليه متابعة حقوقه وواجباته ايضا, من المؤسف أن يكون حال الدراسات العليا منبع العلم والفكر في بلادنا منذ سنوات بهذا الحال, والعجيب أن التعليم العالي ورئاسة الجامعة لديها ملفات من شكاوي ومشكلات الطلبة أدرجت في مهب الريح لماذا؟...لأننا نضيع حقوقنا بجهلنا عنها, والدليل أنه يتم مقاضاه الباحث على كل كبيرة وصغيرة بغض النظر عن مخالفة اللوائح أو القوانين, وإلا فماذا نسمي تغريم الباحث مبلغ مالي مقابل خطأ من قبل مجلس الدراسات العليا أو مجلس الكلية أو القسم, ماذا يعني تضييع ملفات الباحثين وتعليقهم سنوات باحثين عن أوراقهم, ماذا يعني إلزام الطالب بدفع رسوم المناقشين والممتحنين إضافة للرسوم الدراسية التي يدفعها وهل اصبحنا ندفع مقابل استمرارية الفساد؟ أم استمرارية الروتين أم ماذا, هل مقابل البرامج المحدثة أم الدوريات المحكمة التي تزود بها المكتبات أم مقابل القاعات التقنية والحديثة أم مقابل اساليب التقييم الحقيقية أم مقابل الندوات والورش التي تعقد أم مقابل المهرجان والانشطة التي تقام لصالح الباحثين وابحاثهم أم مقابل استثمار جهود الباحثين وابداعاتهم, أم مقابل الساعات المكتبية والإشرافية للباحث, ام مقابل الموظف المدرب والكفء في مكاتب نيابة الدراسات العليا ومكاتبها بالكليات, اين الجديد في الدراسات العليا وبرامجها حتى نخضع ونستسلم لقرارات لا أساس لها من الجودة والاعتماد الأكاديمي وإلا من الافضل أن تغلق الدراسات العليا حتى يتم تصحيح مسار اعوجاجها عن المطلوب...وإلا ماذا يعني كل الفساد الذي نلمسه في أروقة مكاتب نيابة الدراسات العليا, وإن لا يوجد فساد فلماذا تداعت همم الباحثين وتزايد مشكلاتهم وقضاياهم على مختلف المستويات , وليعلم جميع طلبة الدراسات العليا أن سياسة التجهيل بالحقوق سائدة في كل القطاعات ولهذا اقرأوا حقوقكم لتدافعوا عنها , وحتى لا يتم استغفالكم بحجة اللوائح والقوانين, فمن ابسط حقوقكم : الخدمة التعليمية ذات الجودة والشمولية ,التعامل معه باحترام وتقدير من قبل اعضاء هيئة التدريس أ من قبل مقدمي الخدمة من الموظفين ,أن يؤخذ برأيه في تقييم برامج الدراسات العليا وتطويرها بما يخدم المجتمع, أن يحصل على المراجع والكتب والدوريات الحديثة والمطورة, ان يحصل على مجلة, للباحثين والاكاديميين من أعضاء هيئة التدريس ,الاهتمام بتفعيل الانشطة الثقافية والرياضية والعلمية , أن يقيم ويشارك في الندوات والورش والمهرجان العلمية المختلفة ,أن يعين له مشرفا من بداية الدراسة ومتابعة اخبار بحثة اولا بأول , الحصول على القاعات الدراسية المعدة اعدادا مريحا ومتكاملا وتقنيا ,الحصول على المختبرات والمواد والتجهيزات اللازمة , تنفيذ توصيات لجنة المناقشة والحكم والعمل بها فهي صادرة من اساتذة اجلاء ليست عبث او تضييع وقت ,أن يحصل على معايير التقييم لكل ما يقدمه من اعمال ويعلم بها مسبقا ...اقرأوا من اجل حقوقكم .لا ضاع حق وراءه مطالب .
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45009.htm