الميثاق نت -

الثلاثاء, 02-فبراير-2016
كلمة الميثاق- -
بيان برلمان الاتحاد الأوروبي حول عدوان النظام السعودي الوحشي الغاشم والمتحالفين معه على الشعب اليمني، حمل في مجمل مضامينه إدانة واضحة وصريحة شديدة اللهجة لما يرتكبه هذا العدوان من جرائم إبادة بحق اليمنيين المدنيين، مستهدفاً الأبرياء وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير مشاريع البُنى التحتية والمنشآت الخدمية الصحية والتعليمية والتنموية المرتبطة بحياة المواطن البسيط الذي منه تتكون غالبية أبناء اليمن، وكذلك الاستثمارية العامة والخاصة، الصناعية والزراعية والسياحية..
نقول ذلك ونقصد به أن العدوان السعودي لم يبقَ على أرض اليمن شيء لم يستهدفه بصورة متعمدة وممنهجة، كلها جرائم فظيعة وشنيعة يندى لها جبين الإنسانية التي ما كان لها أن تصمت طوال أكثر من عشرة أشهر لولا المال النفطي السعودي القذر الذي وزع بسخاء وصرف ببذخ لشراء وسائل الإعلام وبعض المنظمات ومواقف الحكومات والدول ولكن إلى حين..
هذا ما أكده الاتحاد الأوروبي وجسده بصورة عملية في صيغة قرارات احتواها بيان برلمانه الأسبوع الماضي.. وفي ذات السياق تقرير خبراء الأمم المتحدة الذين أوصوا مجلس الأمن الدولي بسرعة تشكيل لجنة تحقيق دولية حول الجرائم المقترفة من قبل آل سعود والأطراف والقوى المتحالفة ضد شعب مسالم تحت دعاوى وذرائع ومبررات باطلة وزائفة..
لقد أثبتت الأيام والشهور ان الحرب العدوانية التي تشنها السعودية وحلفاؤها، وكذلك الحصار الظالم والجائر على اليمن، لم يكن هدفه أمن واستقرار هذا البلد ولا مصلحة شعبه بأي حال من الأحوال، وإنما مصلحة المعتدين عليه.. وبالتالي آن الأوان لوقفه الفوري وإيقاف تدهور الوضع الإنساني ورفع الحصار غير المبرر والمتعارض مع القانون الدولي..
في هذا السياق عبَّر البرلمان الأوروبي عن إيمانه بأن الحل الوحيد الممكن للوضع في اليمن هو عبر انتهاج الطرق السلمية والوسائل السياسية والدبلوماسية..
والأهم ان هذه القرارات دعت إلى وقف دول الاتحاد صفقات بيع الأسلحة للنظام السعودي وسرعة إجراء تحقيق دولي مستقل وفاعل للجرائم التي تعرض ويتعرض لها الشعب اليمني..
ولأن هذا القرار الأوروبي يلتقي مع ما أوصى به خبراء الأمم المتحدة، فليس أمام المجتمع الدولي وخاصة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إلاّ الاستجابة دون إبطاء أو تسويف لأن ذلك سيعني اتاحة المزيد من الوقت لإيغال المعتدي وأدواته من التنظيمات الإرهابية في توحشهم دون خشية من حساب أو عقاب، لاسيما وأن الانجاز الوحيد للعدوان السعودي هو اتاحة الفرصة لتنظيمي القاعدة وداعش للسيطرة على محافظات بكاملها، وتسليم المحافظات التي احتلها للتنظيمات الإرهابية، وهذه قضية خطيرة لا ينبغي التهاون معها، بل التعاطي بمسؤولية تعكس جدية الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ومنظمة الأمم المتحدة في محاربة الإرهاب التي بسبب المواقف الملتبسة لهذه الحرب أُثيرت العديد من علامات الاستفهام..
ويبقى الأهم وهو ترحيب الشارع اليمني بمواقف البرلمان الأوروبي ومضامين تقرير خبراء الأمم المتحدة التي وإن جاءت متأخرة لكنها إن تبعتها خطوات جادة باتجاه وقف العدوان ورفع الحصار فإن ذلك يثبت ان النظام الدولي والعالم لم يتخلَّ عن مسؤولياته ولم يفقد إنسانيته ومازال ضميره بألف خير.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45031.htm