الميثاق نت -

الثلاثاء, 09-فبراير-2016
محمد أنعم -
تتعامل السعودية مع برلمان الاتحاد الأوروبي بنظرة قاصرة مثلما تتعامل مع أي تابع يعمل معها مقابل ما تدفع له من أموال.. فهذا التعامل الخاطئ جاء بعد أن نجحت في شراء أتباع هادي بالمال المدنس ومن خلاله تم برمجتهم بالكامل وصاروا لا يتحركون ولا يتكلمون إلاّ وفقاً لما تمليه عليهم الرياض والتي ازدادت ثقة بنفسها بعد أن ألجمت لسان مصر والعديد من الدول العربية والغربية أيضاً بالمال.. لهذا تعتقد السعودية أن البرلمان الأوروبي هو صورة طبق الأصل لإعلام السيسي أو برلمان البشير، وأن صفقات شراء الأسلحة من بريطاينا وفرنسا وألمانيا وكندا لا تختلف عن شراء مواقف الأردن وارتيريا والمغرب، والتي لم تكن لشراء أسلحة لقتل اليمنيين وتدمير مقومات الحياة في بلادهم فقط، وانما كانت رشاوى لضمان صمت حكومات وشعوب ومؤسسات الدول الغربية عما تقترفه من خروقات وانتهاكات للمبادئ والقيم الانسانية العظيمة والمواثيق الدولية وفي مقدمتها حق الشعوب في الحياة وعدم الاعتداء عليها أو التدخل بشؤونها الداخلية.
عقب صدور بيان البرلمان الأوروبي قامت السعودية وبشكل هيستيري بقصف المدن والقرى اليمنية وتدميرها على رؤوس ساكنيها بشكل غير مسبوق.. مستخدمةً أسلحة جديدةربما لم تُستخدم من قبل في كل الحروب التي عرفتها البشرية، وتزامن ذلك مع معلومات تفيد أن المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ احمد وصل الى طريق مسدود مع الرياض التي وضعت أمامه كومة من الاشتراطات الجديدة لاستئناف الاطراف اليمنية الحوار في «جنيف3».
السعودية ترتكب حرب إبادة بحق الشعب اليمني بحماقة مطلقة غير مكترثة بأية ردود افعال دولية وصارت تتعامل بغطرسة مع الدول الغربية مثلما تتعامل مع عمال المنازل الآسيويين.. ولم تعد تمارس ذلك الصلف والاستكبار مع الشعب اليمني فقط، فها هي تستخدم عقود صفقات شراء الأسلحة ورقة ضغط لابتزاز الدول والبرلمانات الغربية ومعظم المنظمات الحقوقية والانسانية، حيث تتعامل معها بنفس سياسة «الكفيل» الذي يتحكم بحياة العمال الأجانب واجبارهم على التنازل عن 80% من قوة عملهم.. وهكذا تسعى السعودية إلى شراء مواقف العديد من المنظمات بالمال الذي تقدمه لدعم موازناتها وهي رشاوى واضحة، تهدف من ورائها تقويض ما أنجزته البشرية من عهود ومواثيق وصكوك دولية نظمت بشكل عادل الى حد ما حياة الدول والشعوب دون السماح لأية دولة بخرقها أو تهديد الأمن والسلم الدوليين.
يبدو أن الرياض ألقت ببيان برلمان الاتحاد الأوروبي الى سلة المهملات دون اكتراث وتتعامل مع أصدائه بتجاهل وسخرية شديدة ويتضح ذلك من خلال استمرار القصف الهيستيري على المدن والقرى اليمنية بأسلحة محرمة دولياً.. وهذا يجعلنا نشعر فعلاً أن أوروبا أصبحت عاجزة وعجوزة وبرلمانها لا حول له ولا قوة..
هذا التطنيش والتجاهل السعودي يجعلنا نخشى أن تذهب السعودية وتضغط لتغير البرلمان الأوروبي بالكامل بدعوى التدخل فيما لا يعنيه!!
لا نقول ذلك من باب السخرية أبداً فالسعودية بإمكانها أن تفعل ذلك بسهولة جداً.. لأن المسئولين الذين قبلوا أن يتاجروا بجيوش بلدانهم ويؤجروها كمرتزقة لقتل الشعوب الفقيرة والضعيفة لن يترددوا- إن تضاعفت لهم الأموال- عن القبول بمثل هذه الصفقة والمشاركة مع السعودية في الحرب ليس ضد برلمانات بلدانهم فحسب وإنما ضد مصالح شعوبهم.. ولو بدعوى تحرير أوروبا من أنصار عفاش!!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45103.htm