الميثاق نت -

الثلاثاء, 09-فبراير-2016
محمد عبده سفيان -
لاخوف على المؤتمرالشعبي العام لأنه تنظيم وطني انبثق من بين صفوف الشعب اليمني، منهجه الوسطية والاعتدال فهو ليس حزباً عقائدياً أو فئوياً ولايمثل تياراً دينياً وليس حزباً مناطقياً أو مذهبياً أو طائفياً فقد تعرض للكثير من الهزات منذ تأسيسه في أغسطس 1982م ولايزال يتصدر المشهد بين الأحزاب والتنظيمات السياسية في الساحة الوطنية رغم كل المؤامرات التي حيكت ضده وخصوصاً بعد عام 1990م لإنهائه أو على الأقل تحجيم دوره في الساحة الوطنية.
في العام 1990م راهنوا على انتهاء دور المؤتمر الشعبي العام عقب قيام الجمهورية اليمنية وإعلان التعددية السياسية بعد أن تم إنسحاب قيادات وأعضاء الاحزاب التي كانت منضوية داخله ومنها (تنظيم الإخوان المسلمين -الاشتراكيون -الناصريون-البعثيون) وغيرها.. ولكن حدث العكس فقد انضم إلى المؤتمر مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني من المهرة شرقاً حتى الحديدة غرباً ومن صعدة شمالاً حتى عدن جنوباً.. وفي العام 1993م راهن المتآمرون على هزيمة المؤتمر الشعبي العام في الانتخابات البرلمانية الأولى التي جرت في 27 أبريل 1993م ولكنهم خسروا رهانهم فقد فاز مرشحو المؤتمر في المرتبة الأولى يليه حزب الاصلاح ثم الاشتراكي.. وفي الانتخابات البرلمانية الثالثة التي جرت في 27 أبريل 2003م تحالفت أحزاب الإصلاح والاشتراكي والوحدوي الناصري والبعث والقوى الشعبية والحق ضد المؤتمر الشعبي العام لإسقاطه في الانتخابات لكنهم خسرو الرهان حيث حصل المؤتمر على الأغلبية في البرلمان.
استمر تآمر تكتل أحزاب اللقاء المشترك ضد المؤتمر الشعبي العام سياسياً وإعلامياً وجماهيرياً واستعدوا بكل الإمكانات والوسائل لخوض الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في سبتمبر2006م واستخدموا كل الأساليب القذرة لكنهم مُنُوا بهزيمة ساحقة بفوز الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس المؤتمر الشعبي العام- برئاسة الجمهورية لفترة رئاسية جديدة وفوز مرشحي المؤتمر بأغلبية في عضوية المجالس المحلية على مستوى المديريات والمحافظات.. بعد الهزيمة القاسية التي تلقاها حزب الاصلاح وحلفاؤه في المشترك عمدوا الى استخدام كل الوسائل والأساليب لإسقاط النظام برمته حيث عملوا على عرقلة إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد في أبريل 2009م من خلال افتعال الأزمات والخلافات وصعدوا من خطابهم التحريضي- الاعلامي والسياسي-ضدشخص الزعيم علي عبدالله صالح بصفة خاصة وضد قيادات المؤتمر بصفة عامة وتم إقامة المهرجانات الجماهيرية التحريضية في المحافظات تحت مسمى الهبة الشعبية التي تبناها التاجر الاخواني حميد الأحمر وتم تهيئة أعضائهم وأنصارهم روحياً وإعلامياً وفكرياً وسياسياً لإشعال الفتنة في البلاد من خلال الفوضى التدميرية التي أطلقوا عليها (ثورات الربيع العربي) وما أن هبت عاصفة الربيع العبري في تونس ومصر مطلع العام 2011م إذ بعناصرهم ينزلون الى الساحات والشوارع في العاصمة وبعض المحافظات مرددين شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) على غرار تونس ومصر وسوريا وليبيا، أدرك المؤتمر خطورة المؤامرة فقدم التنازلات والتي أعلنها رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح وقيادات المؤتمر لوأد الفتنة والاستعداد لتحقيق مطالب المعتصمين في الساحات إلا أن قيادات أحزاب المشترك أصابها الغرور فعمدت الى التصعيد وسدت كل الطرق أمام الحلول السلمية وعندما وجدوا أن من الصعوبة اسقاط النظام عبر المسيرات والمظاهرات والاعتصامات عمدوا الى استخدام وسيلة سفك الدماء وإلصاق ذلك بالنظام لتأليب الرأي العام المحلي والعالمي ضد الزعيم صالح والمؤتمر فقد تم ارتكاب جريمة قتل الشباب المعتصمين أمام جامعة صنعاء يوم الجمعة 18مارس 2011م ولكن الله سبحانه وتعالى رد كيدهم في نحورهم ففُضحت حقيقة تلك المجزرة ومن الذي أعد لها ونفذها، ورغم هرولة البعض من القيادات العسكرية والمدنية للانضمام الى ساحة الفوضى والخراب عقب تلك الجريمة الا أن المؤتمر والنظام لم يسقط كما خططوا لذلك، فقد صمد الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر- بشجاعة وتعامل بحكمة وحنكة سياسية مع الأزمة وظل المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وأنصاره يقفون كالجبال الشامخة في وجه العاصفة الهوجاء.
بعد أن عجزوا عن اسقاط النظام سعوا للتخلص من الرئيس علي عبدالله صالح وكبار قيادات الدولة والمؤتمر الشعبي العام بالاغتيال دفعة واحدة فخططوا لتنفيذ جريمة تفجير مسجد دار الرئاسة أثناء أداء الرئيس صالح ورؤساء مجالس النواب والوزراء والشورى ونائبي رئيس الوزراء وعدد من قيادات المؤتمر والمسؤولين مدنيين وعسكريين في أول جمعة من رجب الموافق 3يونيو2011 م وذهب ضحية تلك الجريمة الإرهابية عدد من الشهداء وفي مقدمتهم عزيز اليمن الأستاذ/ عبدالعزيز عبدالغني صالح- رئيس مجلس الشورى- وكتب الله النجاة للرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمرالشعبي العام- ورئيسي مجلسي النواب والوزراء يحيى علي الراعي وعلي محمد مجور، وظل المؤتمر الشعبي العام ومعه جماهير الشعب يقفون ضد مخطط الإخوان التدميري..
كان من الممكن أن يستغل الرئيس هذه الجريمة البشعة فيصدر أوامره للقضاء على أولاد الأحمر واللواء علي محسن الأحمر والقادة العسكريين الموالين المتمردين والقبض على قادة أحزاب المشترك وفض الاعتصامات بالقوة ولكنه أصدر توجيهاته بعدم القيام بأي رد فعل انتقامي وعدم إطلاق رصاصة واحدة على الشباب المعتصمين أو المتهمين بارتكاب الجريمة حتى وإن لم تُكتب له الحياة لأنه يدرك مدى الكارثة الرهيبة التي يمكن أن تحل باليمن والشعب اليمني فيما لو تم القيام بأي رد فعل انتقامي من قبل المؤتمر وحلفائه والقيادات العسكرية والأمنية والمشائخ والقبائل الموالين له، وأصر الزعيم علي عبدالله صالح على ضرورة نقل السلطة بطريقة سلمية وديمقراطية، وبعد أن تماثل للشفاء وقع على المبادرة الخليجية ونقل السلطة لنائبه (عبدربه منصورهادي) الذي اعتبره (للأسف) اليدالأمينة لتحمل مسؤولية قيادة سفينة الوطن الى بر الأمان ولكنه للأ سف قادها نحو الغرق .
وبعد كل هذا راهن أعداء الشعب اليمني على أن المؤتمر سينتهي بعد أحداث العام 2011م وانضمام عدد كبير من أعضائه الى ساحات الفوضى والخراب وبعد تسليمه السلطة في فبراير2012م لكنهم أيضاً خسروا رهانهم للمرة السادسة فقد ظل المؤتمر متماسكاً وقوياً ورقماً صعباً لايمكن تجاوزه في الساحة.
ونجد أن المؤامرة انتقلت إلى محاولة تفكيك المؤتمر من داخله عن طريق الخائن عبدربه منصور هادي والذي استغل موقعه كرئيس للجمهورية ونائب أول لرئيس المؤتمر وأمينه العام للعمل على تجميد أرصدة المؤتمر وممتلكاته وتجميد أنشطته التنظيمية وأغلق قناة «اليمن اليوم» ونهب أجهزتها، وذهب أيضاً إلى محاولة شق المؤتمر من خلال عقد مؤتمرات هزلية في عدن ولكن كل محاولاته باءت بالفشل فقد التفت قيادات وكوادر وأنصار المؤتمر حول القائد المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح فخسر المراهنون رهانهم للمرة السابعة.
لقد انشقت عن المؤتمر قيادات عدة من أصحاب المصالح والشرائح المتعددة والوجوه المتلونة والأقنعة الزائفة سواء من كتلته البرلمانية أو الوزارية، فمنهم من عادوا الى أحزابهم ومنهم من شكلوا أحزاباً خاصة بهم ولكن ذلك لم يؤثر على تماسك وثبات المؤتمر ووحدته التنظيمية الداخلية ومكانته الجماهيرية والسياسية.
اليوم وفي ظل الأوضاع المؤسفة التي يشهدها الوطن جراء العدوان البربري الغاشم على وطننا وشعبنا اليمني من قبل السعودية وحلفائها من أنظمة الشر العربي وفي ظل الحرب الملعونة الدائرة في أكثر من محافظة يراهن الإخوان المسلمون وحلفاؤهم في تكتل (التآمر المشترك) وحكام السعودية على إجتثاث المؤتمر الشعبي العام بل وإنهاء دوره السياسي والجماهيري الفاعل والمؤثر في الساحة الوطنية، ولتحقيق ذلك صرف حكام السعودية ملايين الدولارات لعملائهم ومرتزقتهم من القيادات المنشقة من المؤتمر المتواجدة في فنادق العمالة والارتزاق في الرياض وأوكلوا إليهم مهمة شق المؤتمر من من خلال عقد المؤتمر (الأضحوكة) في أحد فنادق الرياض، قبضوا الأموال عداً ونقداً وأودعوها في حساباتهم الخاصة في المصارف الأوروبية ولكنهم فشلوا في تحقيق ماخططوا له فلم يؤثر ذلك المؤتمر (الأضحوكة) على وحدة وتماسك وصلابة وثبات قيادات وقواعد المؤتمرالشعبي العام، الأمر الذي دفع آل سعود الشهرالماضي إلى القيام بصرف عشرة ملايين دولار للمرة الثانية لعملائهم ومرتزقتهم من القيادات المنشقة عن المؤتمر لتكرار محاولة شق المؤتمر بعقد مؤتمر صوري آخر وعلى نفقة السعودية.. وحتما ًسيكون مصير هذا المؤتمر الفشل الذريع كسابقه مؤتمر فندق الرياض وسيخسر العملاء والخونة والمرتزقة رهانهم وسيندم حكام السعودية على ملايين الدولارات التي صرفوها عبثاً لأن المؤتمر الشعبي العام سيظل رقماً صعباً عصياً على الانكسار فهو يمثل حزب الوسطية والاعتدال وانبثق من بين صفوف جماهير الشعب اليمني ويستمد قوته وديمومته من قاعدته الجماهيرية العريضة.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45112.htm