جميل الجعدبي -
مؤسف ومؤلم جداً أن تحتشد أكثر من 17 دولة عربية وأجنبية للعدوان على بلادنا تساندها سياسياً وإعلامياً ومعنوياً أكثر من 30 دولة ونحن عالقون عند جدلية «البيضة والدجاجة» وفزِّورة أيُهما يقتل الشعب اليمني «أمريكا أو السعودية»!!
> إن هذا الاحتشاد والعدوان العسكري الأول من نوعه والحصار الجائر المفروض على بلادنا والذي يوشك أن يكمل سنته الأولى سبب كافٍ لتشكيل وإنشاء هيئة (شعبية- رسمية) تتجاوز عناصر الأزمة السياسية وتستوي لمواجهة العدوان ومقاومة الاحتلال متعدد الجنسيات..!
يجب أن تسمى الأشياء بمسمياتها، وليس منطقياً الحديث عن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسميات «الشرعية، الانقلاب» وقد نسف العدوان السعودي والاحتلال متعدد الجنسيات المبادرة الخليجية برمتها.. كما ليس طبيعياً أن نحتفي بما سيقوله البرلمان الأوروبي ومجلس نوابنا «ممثلي الأمة» مغلقة أبوابه..!!
> تحتاج هذه المرحلة لتشكيل هيئة وطنية عليا وما يمكن تسميته «مجلس وطني للثورة ومقاومة الاحتلال» يتكون من عدة دوائر تُعنى بالشأن العسكري والتعبئة الجماهيرية والشأن الاقتصادي والعلاقات الخارجية وقطاعي الشباب والمرأة.
> الكيان الرسمي- الشعبي الجديد يجب أن يضم في هيئاته العليا الكتل البرلمانية- نواب الوزراء، محافظين، وقيادات الأحزاب والمجالس «الحراك الجنوبي- المجلس السياسي لأنصار الله» والمكونات السياسية بما فيها تلك الأحزاب التي يؤيد بعض قاداتها العدوان من داخل عاصمة العدوان، ذلك ان العدوان السعودي يستهدف بالأساس النظام السياسي في اليمن، وبالتالي فإن الأحزاب السياسية معنية بالدرجة الأولى بالدفاع عن نفسها والدفاع عن حقوق أعضائها في الحرية والاستقلال ومقاومة الاحتلال كحق مشروع كفلته القوانين والاتفاقيات الدولية.
> إبطال مفعول «الشرعية المزعومة» و«الحكومة المتعاونة مع العدوان» يتطلب الانتقال إلى مرحلة جديدة فرضها العدوان السعودي ودماء وجراح أكثر من 30 ألف يمني وحصار بحري وجوي وبري جائر ودمار شامل للبُنى التحتية واستهداف ممنهج لكل مظاهر الحياة..
هذه المرحلة الجديدة وُلدت من رحم الاحتلال وسوف تبقى حية حتى رحيل آخر جندي أجنبي في آخر شبر من التراب اليمني، ولا فرق هنا بين احتلال عدن أو غزو صنعاء، وعلى أن تدشن الدائرة المتخصصة بالتعبئة الجماهيرية في التشكيل الثوري الجديد مهامها بتنظيم مسيرات جماهيرية كبرى في عموم المحافظات تطالب برحيل الاستعمار والاحتلال متعدد الجنسيات من أراضي الجمهورية اليمنية.. وما لم نُسَمِّ الأشياء بمسمياتها ونتعامل مع الواقع كما هو.. فسنبقى عالقين عند فزورة «أمريكا، السعودية» فيما العالم يضحك علينا..!!
[email protected]