بقلم/ عبده محمد الجندي - مسكين الأخ علي المعمري ومن يشاركه الاعتقاد بأنهم قادرون على حشد أبناء الحجرية في مسيرة جماهيرية تندد بالحصار المزعوم على مدينة تعز، ربما اعترفوا بالخطأ ولكن بعد فوات الأوان، حيث جاءت هذه المسيرة مخيبة لما كان لديهم من الآمال والاحتمالات المبنية على ما حدث عام 2011م
ولو كانوا يعرفون أن المسيرة سوف تنحصر في نطاق بضعة أطفال من المجندين بالعملات الأجنبية لما كانوا أقدموا على مثل هذه المغامرة الفاضحة ولكانوا قد قبلوا بالنصائح التي أسداها لهم الشيخ سلطان البركاني وغيره الكثير من مشائخ ووجهاء وعلماء التربة بشكل خاص والحجرية بشكل عام عبر سلسلة من الاتصالات التي أجريت معهم ليلة المسيرة المزمعة لكانوا كسبوا الرهان وأكدوا حرصهم على دماء الناس وأرواحهم الطاهرة والزكية، الا أن استماعهم لنصيحة أولئك الجشعين من الذين عشقوا تعز واستغلوها وقت السلم وهجروها وسلموها للمقاولة وقت الحرب قادتهم الى فضيحة محققة كشفت أن الشعب اليمني وفي المقدمة أبناء محافظة تعز أكبر من أن يتحولوا الى أدوات قابلة للبيع والشراء من قبل المؤيدين للعدوان والمقاتلين معه من المرتزقة الذين باعوا أنفسهم للشيطان..
هؤلاء الذين أعمت العمالة والأموال ما لديهم من العيون والعقول والقلوب الى درجة أفقدتهم ما لديهم من الضمائر الحية أكدوا بدعوتهم الصادرة عما تبقى من أحزاب المشترك أنهم يعيشون خارج اليمن لا يعلمون ما يحدثه العدوان من جرائم إبادة وتدمير يشيب من هولها الولدان لأنهم قبل ذلك وبعد ذلك الغياب يعتقدون خطأً بأنهم الأحرص على أبناء الشعب من أولئك المقاتلين الذين ينتمون للجيش واللجان الشعبية الذين يقدمون حياتهم رخيصة في التصدي للمرتزقة ومن لف لفهم من الخليجيين والسودانيين ومن يطلق عليهم بمرتزقة الجنجويد والبلاك ووتر متعددي الجنسيات والديانات من الذين لا يعرفون سوى الولاء للدولار الذي يحصلون عليه مقابل خدماتهم القتالية مدفوعة الثمن بالعملات الأجنبية.
أقول ذلك وأقصد به أن النفير الذي دعا اليه الشيخ حمود سعيد المخلافي من منطقة كرش أصطدم بمقاتلين يحبون الموت أكثر من حبهم للحياة والمال بصورة أجبرته على تغيير ما لديه من الخطط والبرامج القتالية المظللة بالمقاتلات الجوية والبوارج الحربية، فراحوا يبحثون عن بدائل لتمرير هذا النوع من المجندين الذين يفتقدون الى القناعة والإرادة القتالية ضد وطنهم وأبناء شعبهم الذين يتصدون ببسالة منقطعة النظير للعدوان الخارجي الذي يريد إلحاق تعز بغيرها من المحافظات الجنوبية التي سلمت رخيصة للدواعش الذين يسرحون ويمرحون بأعمالهم الارهابية التي حولت المحافظات الجنوبية الى قطعة ملتهبة من الجحيم القاتل للحياة والحرية.
ومعنى ذلك أن أبناء الحجرية أكثر ميلاً الى السلام والأمن من ميلهم الى هذا النوع من الحروب العدوانية الجالبة للاستعمار، الأمر الذي يحتم على هؤلاء الباحثين عن السلطة والمال بهذا النوع من المقاولات الرخيصة مراجعة ما لديهم من المواقف والحسابات الخاطئة والاقتناع بأن شعبيتهم باتت في خبر كان ولم يعودوا مقبولين بأي حال من الأحوال وأكبر دليل على هذا النوع من الإفلاس الشعبي والجماهيري يكمن في طبيعة المساحات الخالية من الذين يحضرون للصلاة خلف خطباء الاصلاح الذين يقولون عنهم وعن خطبهم الرنانية المسخرة لتبرير العدوان.. لقد فضح أمركم وبانت حقيقتكم بما يقترفه سادتكم من جرائم القتل الجماعي والدمار الشامل على مدى عشرة أشهر متواصلة.. بصورة أكدتم فيها أنكم جزء لا يتجزأ من هذا العدوان القاتل والمدمر للشعب اليمني- الإنسان والأرض- مهما كانت بلاغتكم ومهما كانت خطاباتكم ذات عبارات مدوية لكنها خالية من الفائدة ولا تحمل سوى المعاني الحقيقية للخراب والدمار والقتل.
نعم إن تأييدكم للعدوان يؤكد أنكم غير يمنيين بل مجرد عملاء للذين يقتلون الشعب اليمني بشرعية دولية ويزعمون أنهم يحررونه من أبنائه المخلصين في سابقة قلما حدثت في التاريخ الحديث والمعاصر الذي أعطيت فيه الشعوب المستعمرة حق الاستقلال وتقرير المصير والاحتكام للديمقراطية القائمة على التعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة بشرعية انتخابية حرة ونزيهة وشفافة، ولا نعلم ما هي المبررات التي خولت الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي أن تمنح دول غير ديمقراطية الحق في استخدام القوة العدوانية لقتل الشعب اليمني حتى يعلن الاستسلام لدول دكتاتورية لاتؤمن بالتعدد والتنوع ولا تؤمن حتى بمبدأ التداول السلمي للسلطة لأنها في معظمها دول ملكية لا تؤمن بأن الشعوب هي المصدر الوحيد للسلطة لأنها ملكيات وجمهوريات غير دستورية تحكم بأساليب ووسائل غير ديمقراطية وغير انتخابية.
هذه الدول المنضوية في نطاق التحالف السعودي مدفوع الثمن لحسابات طائفية ومذهبية لا علاقة لها بالديمقراطية من قريب أومن بعيد تنطلق من تصفية ما لديها من حسابات ومخاوف إقليمية، أما الخوف من خطر الثورة الايرانية لأسباب في ظاهرها شيعية وفي باطنها سياسية تعكس الرغبة الامريكية البريطانية الاسرائيلية الاستعمارية.
أقول ذلك وأقصد به أن هذه الدول غير الديمقراطية لا تؤمن بحقوق الإنسان ولا تراعي ما تنص عليه قوانين الحرب من محرمات إنسانية تفصل بين العسكريين وبين المدنيين وفي المقدمة المساكن وكافة المنشآت ذات الصلة بالبنى التحتية مستشفيات ومدارس ومصانع ودور رعاية ومساجد ومراكز المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة الى غير ذلك من المدنيين وفي مقدمتهم الاطفال والنساء والشيوخ والأطباء والصحفيون والإعلاميون والحقوقيون الذين يقومون بالمهام الإغاثية والدوائية والغذائية والإيوائية التي تسببها الصراعات والحروب الدامية والمدمرة.
أعود فأقول إن العدوان الذي يدخل شهره الحادي عشر لم تنحصر أضراره في نطاق قتل المدنيين بل تجاوز ذلك الى تدمير البنية التحتية المدنية بكافة مكوناتها الخدمية والتنموية، ناهيك عما رافقه من الحصار المطلق في كافة المنافذ البرية والجوية والبحرية على نحو جعل من الجوع سلاحاً أكثر فاعلية من الطائرات والصواريخ والقنابل والمدافع والمدرعات والدبابات التي أنتجتها الصناعات الغربية شديدة القدرة على الإبادة الجماعية والدمار الشامل والتي لا يقبلون للروس أن يستخدموها في سوريا ويشاركون في استخدامها في اليمن ضد المدنيين وضد أهداف غير عسكرية رافضين كلما يصدر عن الهيئات والمنظمات الدولية من تقارير تطالب بالتحقيق مع دول العدوان بقيادة المملكة العربية السعودية.
أعود فأقول لهؤلاء الباحثين عن أنفسهم ومصالحهم إنهم بحاجة الى أن يراجعوا مواقفهم ويمدوا أيديهم الى أيدينا لنعمل معاً من أجل تضميد الجروح وإغاثة من تبقى من أبناء مدينة تعز التي دمرتها المقاومة وجعلتها عبرة لكل الذين يعتقدون أنهم يحررونها من أبنائها المدافعين عنها، وإذا كان هؤلاء الفاسدون والمفسدون قد نجحوا في خداع الكثير من أصحاب النوايا الحسنة فيما دعوهم اليه من ثورة تدميرية في فبراير عام 2011م، فإن الحقيقة تكشف بوضوح زيف دعوتهم وتؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك بأن عهد الرئيس الأسبق الذي يفتخرون بدعوتهم للثورة على نظامه هو الأفضل بكل المقاييس العلمية والعملية المقارنة بين ما كان وما هو كائن.
وأن من يطلقون عليهم الانقلابيين هم أفضل منهم مئات المرات بما يقدمونه من تضحيات نضالية رافضة للعدوان ومرتزقته الأجانب والذين باعوا وطنيتهم ويمنيتهم للشيطان.
|