الميثاق نت -

الأربعاء, 10-فبراير-2016
مطهر الاشموري -
عندما يقول الأمير سعود الفيصل وهو مازال وزير خارجية السعودية بأن أمريكا ورطت المملكة في اليمن، فذلك يعني أن أحد أقطاب النظام السعودي وهو وزير الخارجية لم يكن مع العدوان.
فإذا أغلبية من الأسرة الحاكمة لم تعرف عن العدوان وليست في رضا عنه فالشعب السعودي مجازاً «نجد والحجاز» هو الأكثر تضرراً من العدوان وهو الأكثر ضده وإن كان لا يستطيع التعبير عن ذلك في أعلى سقف قمع للأنظمة عرفها التاريخ.
في اليمن وحين شن هذا العدوان الخادع والمفاجئ لم يكن أحد في وضع سيطرة على الجيش ولا في وضع قدرة لا على إقناع ولا قمع الشعب، والدليل تعاطي وتداول الشارع في التعامل مع العدوان حتى الآن، وربما لا يوجد في التاريخ بلد يشن عليه عدوان ويظل في الواقع وفي الشارع من يجاهر بمناصرة العدوان ولكن هذا موجود ومازال في اليمن يحدث بغض النظر عن سلبيته وما قد يكون فيه من وجه إيجابي كما هذا الاستدلال.
من هذا الوضع والواقع فإرادة الشعب هي الأقوى والأبرز، ولعل عفاش والحوثي أحسنا ركوب الموجة الشعبية المقاومة للعدوان، ولذلك فكل منهما وصل الى رقم قياسي في الشعبية لم يكن ليبلغه أو يصل اليه إلا في ظل بل وبفضل هذا العدوان.
لقد كنا نقول على عبدربه منصور هادي إنه أول رئيس هو الأضعف في المشروعية الشعبية أو الداخلية، فيما هو الأقوى في المشروعية الخارجية.
العدوان كنظام سعودي مارس في تاريخه العداء تجاه اليمن، ارتكز وركز على المشروعية الخارجية لإضفاء مشروعية لعدوانه ما استطاع فيما كل حديثه وإعلامه عن شرعية ومشروعية داخلية تؤيد العدوان محض افتراء وكذب محض لا يصدقه حتى أكبر عميل للسعودية وأكبر مرتزق وأكبر مستفيد وإن تغلب المال أو طبع وتطبَّع الارتزاق على انتمائه الوطني.
لو أن الحوثي «أنصار الله» اعتمد فقط على أنصاره أو المنتمين لأنصار الله حين العدوان فهم لم يكونوا بقدرة النفس الطويل لمنع اجتياح صعدة وتهديد الحوثي في معقله، وهذا لا يقلل من شأن «الحوثي» أو أنصار الله لأنه كبر بالشعب الذي التف معه وحوله، والشعب كذلك كبر به كقائد لمواجهة العدوان والرد عليه، وبذات التلقائية الوطنية التي دفعت بالزعيم «رئيس المؤتمر» ليصبح القائد أو الواجهة لهذه القيادة حتى وهو لم يكن يفكر ولم يعد لديه أية أهمية أو اهتمامات لمثل هذا الدور كما أعرف وبثقة.
أجزم أن أكثر ما كان يسعد عفاش والحوثي في هذا العدوان منذ بدئه هو التركيز والتكرار في تنصيص ميليشيات الحوثي وميليشيات عفاش لأن هذا ساهم بشكل فاعل وأهم برفع شعبيتهما الى رقم قياسي، بل إنه دفع بهما بين الأبطال التاريخيين الاستثنائيين في ذاكرة ووعي الشعب اليمني، وبالمقابل فكل من ساروا الى الرياض سقطوا شعبياً وتاريخياً حتى لو عادوا كفرضية أو افتراض ولاحظوا أن هادي حين عاد الى عدن لم يعد يثق بيمنيين في حراسته حتى من أسرته أو قريبين، وقد يستعين بإماراتيين أو سودانيين ونحو ذلك، فإذا هو بات يخاف من الشعب حتى في أسرته أو عشيرته فأية شعبية وأية شرعية تتحدثون عنها له ولمن سار الى الرياض في مستنقع العمالة وأوحال الخيانة؟
في أحداث 2011م لم تتجسد إرادة شعب أو تتجلَّ بذات الوضوح في اليمن في اصطفافين ومظاهرتين وجمعتين، ولم تستهلك مسميات الجمع كما حدث في اليمن، ومن ثم فشيء من ذلك تكرر في أحداث واصطفافات ما عُرف بثورة 2014م، وهكذا فرأي أو إرادة الشعب في اليمن باتت بوضوح تجليها سهلة القياس الواثق والأدق من أي شعب آخر.
القمع بات يحس ويلمس ويتعايش معه بعد ثورة مصر 2013م، و«السيسي» لا يعارض كحاكم حتى في حديث المقاهي، فيما اليمن وهي في حالة استثنائية وتحت العدوان ليست كذلك في منع أو قمع بكل تأكيد.
عندما يقول أشهر وزير خارجية للسعودية- ظل لعقود أربعة- إن أمريكا ورطت المملكة في اليمن فذلك يؤكد ببساطة أن أهم شخصية في الأسرة الحاكمة وباتت واجهتها لم تشرك في مشاورات وفي قرار العدوان ووضعت أمام أمر واقع هو تنفيذ قرار العدوان، فماذا تكون علاقة الشعب افتراضاً بقرار عدوان أو حرب لا تُبرَّر ولا مبرر لها؟
العدوان بات هو المفاجئ والأمر الواقع للشعب اليمني، والحوثي وعفاش وأنصار الله والمؤتمر ساروا مع الشعب في تدافع واندفاع شعبي وطني في رد الفعل تجاه العدوان، فتبلورت القيادة من تلقائية موقف الشعب والموقف مع الوطن والشعب.
تصفية سعود الفيصل كما أكدت صحيفة «الحياة» اللندنية السعودية تؤكد ربط العدوان بالصراع على الحكم في السعودية وداخل الأسرة السعودية، فيما الحوثي وعفاش أو المؤتمر وأنصار الله كبرا بحجم الوطن ومن أجل الوطن فوق ماضوية الصراع وصراعات الماضي، وهكذا فكل فوارق القران ومفارقات المقارنات تقدم في اليمن ولليمن رؤية وطن وإرادة شعب.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45122.htm