كلمة الميثاق- -
عام يوشك على الاكتمال قضى اليمنيون ساعات أيامه ولياليه وهم يتعرضون لحرب عدوانية سعودية وحشية وعبثية غير مسبوقة في همجية صلفها وغطرستها المتحدية لكل الشرائع والمواثيق والقوانين والقيم والأخلاق السماوية والأرضية والدولية والإنسانية.. حرب عدوانية إجرامية غالبية ضحاياها مدنيون أبرياء يموت فيها من لا حول لهم ولا قوة- اطفالاً وشيوخاً ونساءً ورجالاً- وهم في منازلهم وأسواقهم وفي المدارس والمستشفيات وأماكن أعمالهم على امتداد ساحة اليمن.. في المدن والقرى وعلى الطرقات.. في البر والبحر لايهم.. فيكفي- بالنسبة لأسرة مملكة آل سعود الخبيثة الحاقدة- أنهم يمنيون ينتمون لشعب عربي مسلم حضاري عريق.. لكنه فقير عزيز وكريم يعشق الحرية ويحب السلام.. فخور بتاريخه الحضاري التليد ويتطلع لبناء حاضره ومستقبله بإرادته الحرة المستقلة..
ألا يستحق شعب كهذا وقوف العالم بجانبه وهو يتعرض لكل هذا القتل والخراب والدمار الذي يطال كل شيء على أرضه من عدو إرهابي ليس لديه إلاّ المال الريعي النفطي الذي جعله يطال بكراهيته الشريرة الأمة العربية والإسلامية والبشرية كلها والتي تتجسداقبح بشاعات صورها في اليمن، حيث جعل أبناءه يعيشون تراجيديا دموية مأساوية تحت القصف اليومي.. متعرضاً لحرب إبادة جماعية وحصار شامل لم يشهد له التاريخ مثيلاً.. كل ذلك يجري أمام سمع وبصر المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية..
لقد حان الوقت ان يستفيق الضمير العالمي وينهي حالة التفرج السلبي ويخرج عن صمته ليقول للمعتدي السعودي تجاوزتَ كل الحدود في إجرامك وآن الأوان لإيقافك ومحاسبتك، بدلاً من التصريحات الخجولة المعبرة عن القلق دون الاشارة إلى المجرم الحقيقي الذي يقترف كل هذه الجرائم بحق الشعب اليمني وهي جرائم واضحة بحق الإنسانية.. فبعد الآن لا معنى للتقارير التي تتحدث عن الاطراف اليمنية المتصارعة وتغيب الجلاد المسؤول عن كل ما أحاق ويحيق بالشعب اليمني من مصائب وكوارث العدوان المباشر الذي يتعرض له..
إن العدو السعودي بطلبه المنظمات الحقوقية والإنسانية الأممية والمدنية الدولية مغادرة اليمن لم يكتفِ بالضرب عرض الحائط بكل المواثيق والقوانين الدولية.. بل إنه بتعاليه وغطرسته المعهودة ينصّب نفسه مسئولاً عنها وكأنها تعمل لديه ووفق إرادته ومشيئته، وهذا كافٍ ليكون قرار المجتمع الدولي تجاه النظام السعودي العدواني الإرهابي بمثابة الرد العملي الذي يعيد ثقة الشعب اليمني والعالم بالمنظمة الدولية وعلى رأسها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن المسئولة عن صون الأمن والاستقرار والسلم العالمي..