محمد شرف الدين - حكم مفتي آل سعود الكاهن عبدالعزيز آل الشيخ على الوهابية في اليمن بالموت والى الأبد بتكفيره أبناء الشعب اليمني المسلم، الاسبوع الماضي بقوله: إن الملك سلمان بن عبدالعزيز أطلق عاصفة الحزم بتحالف عربي واسلامي للدفاع عن العقيدة الإسلامية من «المد الصفوي»، حسب زعمه، وجاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الثلاثاء على علماء الوهابية المشاركين في مهرجان الجنادرية.. وتُعد فتوى آل الشيخ جريمة تضاف الى جرائم نظام آل سعود بحق الشعب اليمني لاسيما وأن هذه الفتوى جاءت لتبرير جرائم الحرب التي تشنها السعودية على شعب مسلم ومسالم وجار لم يعتدِ على أحد ورغم ذلك يتعرض لمذابح يومية أبشع من تلك الجرائم التي يتعرض لها المسلمون في بورناي على أيادي البوذيين المتشددين..
ليست هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها آل الشيخ مكفّراً اليمنيين فقد سبق أن اتهم اليمنيين بالكفر اكثر من مرة منذ بداية العدوان السعودي على اليمن.
واطلاق فتاوى التكفير للشعب اليمني المسلم ليس بالحدث الجديد على الحركة الوهابية التي فشلت في التمدد إلى أرض اليمن وانكسرت أمام جبالها الشامخة وسقط حلم آل سعود منذ مئات السنين في السيطرة على الجزيرة العربية، فقد تعمد آل سعود استخدام لفظ زيدي كعدو للاسلام.
لسنا اليوم بحاجة الى تفنيد فتوى كاهن وهابي، فالشعب اليمني دخل الاسلام قبل أن تفرضه سيوف اليمنيين على شياطين الدرعية.. لكن الأهم هنا والذي يجب التأكيد عليه هو إعلان وفاة الوهابية في اليمن والى الأبد بعد أن دخلت غرفة الانعاش مع بداية العدوان منذ مارس الماضي.. حيث قضت صواريخ وقذائف آل سعود على حياة وحركة «الوهابية» في البلاد والتي باتت تحتضر وتعيش الرمق الأخير رغم أنها ظلت تنشط قرابة قرن من الزمن داخل المجتمع اليمني الذي جسد أروع صور التسامح ليس فقط مذهبياً بين «الشافعية والزيدية» بل لقد تعايش اليمنيون مع معتنقي الديانة اليهودية حتى اليوم ومع ذلك لم يكترث بالنشاط الوهابي إيماناً منه بأنه محصن ولا يمكن اختراقه.. وعلى الرغم من الأموال الباهظة والدعم السياسي التي ظلت تحظى به وما تقدمه من اغراءات لجذب الشباب إلاّ أنها عجزت عن أن تجد لها حاضنة أو قبولاً في أوساط الشعب اليمني الذي أدرك مبكراً خطر نشاط «الوهابية» باعتبارها حركة سياسية تتخذ من الدين وسيلة لتنفيذ مخططاتها التآمرية في اليمن وسعيها إلى ضرب وحدة المجتمع اليمني من خلال العمل على إشعال فتنة مذهبية بين اليمنيين الذين هزموا وقهروا وحالوا دون تحقيق مطامع آل سعود منذ عقود.
لقد عجز الوهابيون بأفكارهم القبورية المتخلفة وسطحية دعاواهم وقصر فهمهم للدين عن اختراق المجتمع اليمني الذي نهل من علوم أبرز علماء الإسلام كالشوكاني وابن الأمير وغيرهما من الأعلام المشهود لهم في العالم العربي والاسلامي برغم سيطرة الوهابيين والاخوان على حوالي 70 ألف مسجد في اليمن وافتتاحهم آلاف المدارس الوهابية والاخوانية.. خلافاً عن الابتعاث الخارجي الموجه لتفجير صراع مذهبي في اليمن إلاّ أنهم فشلوا!!
وانتهت الوهابية فعلاً في اليمن بعد أن كشف العدوان السعودي عن حقدهم على الشعب اليمني بذلك القصف الهمجي دون تفريق سواءً أكان المستهدف زيدياً أو شافعياً بذلك القصف الهيستيري والحصار الجائر الذي لم يتم فيه التفريق مذهبياً بل اعتبار الجميع أعداء لهم.
نجزم اليوم ونقول إنه لم تعد هناك أي فرص للحركة الوهابية في اليمن بعد خروج العديد من الوهابيين الى اعلان تكفير اليمنيين وزياراتهم الى جبهات القتال وتحريض جيوش العدوان على قتال ما اسموهم بالروافض في اليمن في تكفير صريح لكل ابناء الشعب اليمني.
بالمقابل حرص اصحاب الفضيلة العلماء من ابناء الشعب اليمني على وحدة الأمة وحقن دماء المسلمين ولم ينجروا الى نفس المستنقع الذي سقط فيه علماء الوهابية رغم خروج السديس من على منابر بيت الله الحرام يردد يوم عيد الأضحى التكبيرات ابتهاجاً «بتحرير» عدن عندما دخلت جيوش آل سعود غازيةً بلادنا.
والشيء الآخر أنه فور احتلال السعودية عدن قامت العناصر الوهابية باجتثاث المذهب السني الشافعي والطائفة الاسماعيلية والصوفية، سواءً بقصف المساجد أو تدمير الأضرحة والقباب.. وبالمقابل قامت جماعات وهابية أخرى في تزامن واضح بتدمير القبور والقباب واحراق الأربطة في حضرموت ولحج وشبوة وتعز وغيرها، وهي أعمال لم يألفها الشعب اليمني ولا يمكن أن يقبل بعد اليوم بالوهابية.
|