الميثاق نت -

الإثنين, 15-فبراير-2016
مطهر الاشموري -
لا السعودية المستقرة نسبياً كانت تحتاج لهذا العدوان، ولا اليمن المضطربة والمنهكة أكثر ربطاً بأحداث 2011م بكل الانعكاسات والتداعيات تستحق تفعيل هذا العدوان عليها أو تجاهها وتحت أي تبرير أو مبرر.
لاحظوا أن القذافي في ليبيا قتلته قوات التدخل الأمريكي الغربي والفرنسية تحديداً، وبالتالي فالإرهاب بعد 2011م لم يستطع الوصول إلى حاكم عربي واستهداف حياته كما حدث مع علي عبدالله صالح في مسجد النهدين بدار الرئاسة، وبالمقابل يوجد حاكم عربي خلال هذه الأحداث تعامل بالشعب ومع الشعب المعارض والمؤيد أو الذي مع وضد كما علي عبدالله صالح، فقد ظل يتحرك مع أنصاره ومؤيديه في ظل السماح بالاصطفاف الواقعي السياسي للخصوم يجاهر بالعداء بصوت عالٍ بما يجعل حياته تحت التهديد أكثر من نظرائه الذين قمعوا الاصطفاف المعارض أو ابتعدوا عن المشهد ولم يخرجوا لمواجهة الشعب المؤيد أو المعارض لهم.
فإذا كانت السعودية كنظام أساس وثقل المبادرة الخليجية فوجودها في التعامل مع تطبيقها ربما كان أقوى من تموضعها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن أو حتى في الجامعة العربية كما ظهر بعد العدوان.
فالسعودية لو لم تكن تريد العدوان على اليمن فهي كانت تستطيع تفعيل دورها وحضورها في التعامل مع تطبيق المبادرة كعضو بين الأهم في الدول العشر، والمندوب الأممي السابق جمال بنعمر لم يكن يهتم بنظام كما السعودية ولم يكرر الزيارات للتشاور إلا مع السعودية.
حتى بعد ما سُميت بثورة 2014م واتفاق السلم والشراكة الذي وقع عليه ما يسمى الرئيس الشرعي "هادي" فالنظام السعودي لو لم يصبح العدوان هو في حد ذاته هدفاً وأولوية فإنه كان بمقدوره النجاح بما لا يستطيعه غيره حتى أمريكا من خلال تفعيل الدور والضغوط السياسية.. الواضح أن النظام السعودي ومنذ اللحظة الأولى لوصول الزهايمر للحكم سار في التحضير للعدوان بكل القدرات والأدوات وباتت أهم حاجية له أن تأتي بما يبرر به العدوان أو يضاف في تخريجات التبرير والتمرير.
هذا العدوان كان خارج كل التوقعات للجيش أو للشعب في اليمن بل إن مشاكل الجيش والشعب الذي بات كل شيء لا يتوقعه بين التوقعات لديه وحين حدوث المستبعد في التوقعات وهو العدوان فالطبيعي أنه لا وجود لا لرؤية ولا آلية لمواجهة أو لمقاومة هذا العدوان.
فالجيش كما الشعب والشعب كما الجيش حينما فوجئ بالعدوان كان يبحث عمن يفكك له الأحداث ويفهمه ما يحدث ثم يحتاج من يتصدى لقيادته كجيش وشعب كموقف مما يحدث.
لاحظوا في هذا السياق أن النظام السعودي ركز فقط على أنصار الله لتبرير عدوانهم فحين طرح الشرعية كما يوصمهم بالانقلابيين كما أن طرح إيران والرافضة والمجوس ونحو ذلك لاتعني غير أنصار الله"الحوثي".
عفاش الزعيم ورئيس المؤتمر ومن ثم المؤتمر كمكون سياسي وشعبي واسع القاعدة شعبياً حاول أن يتمسك بمرونات لاحتواء العدوان في مهده أو بداياته وبما يحافظ على وضعه وتموضعه الشعبي كمكون وطني وواقعي وظل كذلك حتى تقديم مبادرة واقعية للجامعة العربية رفضت بكل تهكم وسخرية وذلك كان يعني أن النظام السعودي يتبع منطق من آراء من يصطف معي ولا مجال لمرونات أو حتى لحفظ ماء الوجه لشخصية كالزعيم أو لأكبر مكون شعبي المؤتمر الشعبي العام، وبالتالي فالنظام السعودي لم يترك للزعيم أو للمؤتمر أي بدائل وسطية أو أقل تطرفاً.
هكذا قالوا لا نحتاج لمبادرات ولم يعد عفاش أو المؤتمر بأهل أو أهلية مبادرات، وعند الحاجة لمبادرات فنحن فقط من يقدمها ومن ينفذها.
مبدأ من لم يكن معي فهو ضدي منعت الوسط والوسطية وأي وساطة عربيا" أو داخلياً أو خارجياً.
الزعيم والمؤتمر أصبح بالتلقائية في الموقف الوطني وبما يمليه الانتماء الوطني وطرف العدوان هو من فرض الحدية والمحددات لهذا الموقف، وهذا الموقف لطرف العدوان هو الذي أعاد المؤتمر ورئيسه الزعيم لحتمية المواجهة والواجهة كون طرف العدوان يرفض وبتشدد تشكيل رؤى أو رؤية احتواء للعدوان كتعامل ومعالجات تقبل من الطرف الضحية والمعتدى عليه كشعب وجيش.
لاحظوا أن المؤتمر كان سار في موقف المعارضة بل والرفض للإعلان الدستوري وما زال يحمل أنه من يعطل تشكيل مجلس عسكري أو رئاسي وتشكيل حكومة وهذا يقدم واقعية يتحلى بها المؤتمر ووسطية تميزه رفضها النظام السعودي وهو تعامل معها بعداء عدوان بات له الخيار والقرار.
ما كان ممكناً في البدايات والأيام الأولى للعدوان لم يعد بين ممكنات ما بعد شهور أو بعد عام من هذا العدوان حتى في موقف الزعيم أو المؤتمر، والنظام السعودي هو الذي بات يتمنى مبادرة الزعيم أو موقف المؤتمر في الأيام الأولي للعدوان، ولكن ذلك بات المستحيل واقعيا وطنياً شعبياً ولا مخرج لعدوان النظام السعودي لا في موقف أمريكا وبريطانيا أو تصريحات "كيري"، والمخرج هو إما في حوار يمني - سعودي كما طرح الزعيم ومبكراً أو محاكمة أقطاب النظام السعودي أمام المحاكم الدولية وذلك مالم يعد بمقدور النظام السعودي بأمواله ولا بأمريكا وبريطانيا أن يتجنبه أو يهرب منه.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45164.htm