عبدالله المغربي - لم يكن الشعب اليمني ينتظر في هذه الايام أن يحتفل بذكرى تؤلمه لأنه قضى على المتآمرين لكننا جميعاً في اليمن كنا ننتظر أن نحتفل ونبتهج بيوم الانتصار على الأعداء والمرتزقة ومطاياهم من يقطنون في الرياض.. ننتظر ان ينتهي العناء ويموت الخوف ويعود الأمان بسلام.. كنّا والشعب كله ينتظر إعادة البناء والإعمار..
الشعب اليمني ينتظر كتب الفلاسفة وكتابات المؤرخين والناقدين والروايات للكتاب المشاركين الناجين من ابادة العدوان ليقرأوا عمن زعموا انهم ثاروا ليعرفوا ان أولئك هم من كانت أياديهم سبب الدمار، وليؤمن من لم يؤمن بأنهم بالمبادئ والاعراف فجروا..
الشعب اليمني ينتظر ان يعود شيءٌ مما افتقد اليه ، ننتظر ان ننام بهدوء ونصحو بعزيمة ونغدو بهمة واعيننا صوب المستقبل الذي ننشده..
لم ينتظر ابناء اليمن ويصبر شعب سبأ وحمير على عدوان وأعداء وتخريبٍ وترهيب، ليأتي "المصطفون على العالمين" فيُحيوا ذكرى نكبة شعب الثلاثين مليون ودمار بلد الحضارات وتشريد أكرم الناس وإهانة أصل العرب..
لم ننتظر هذا السقوط.. نسخر وبكل سخطٍ، نتحدث عمن يريد ان يُحيي ذكرى الدمار والتآمر والجاسوسية والعمالة ويمجد من باعوا الاوطان ويفتخر بخيانة ابناء البلدان للبلدان.. لم ننتظر ونواجه العدوان لتعاد الذاكرة إلينا بويلات أتى بها وضعاء قومنا فحلت اللعنات علينا، من عن بلادنا فروا وثرواتنا هم من نهبوا والمعتدون هم الداعمون والداعون له بأن يزيد من إجرامه فينا..
تفاجأت وحتماً تفاجأ الجميع ان يُحيي الصامدون والواقفون ضد العدوان المتولون للسلطة والسلطان ذكرى ما يدَّعون انها ثورة، ويُحييها المؤيدون للعدوان خائنو الوطن وشعبه في كل ميدان..
لم أعد أعي أين موقع المحتفلين من الإعراب في جملة: "اليمن- شعباً وأرضاً وتنميةً واقتصاداً وحضارةً ومستقبلاً - يتعرض لعدوانٍ بشع وعدو صلف ليس له من المبادئ شيء ولا من الأخلاق خُلقٌ واحد.. كل ذلك واكثر يفعلونه من دون أدنى رحمة او قليلٍ من انسانية..
وحقَّ لي ان أتساءل بعد هذا كله :
هل أسلم العدوان..؟!!
أم أن الصامدين والرافضين للغزو قد ارتدوا..؟!!
|