غيلان العماري - يوماً بعد آخر وحقائق الراهن الوطني تتكشف، معريّة الرهانات التي أطلقها الغوغاء-ولا يزالون - حول ضرورة أن تشتعل محافظة إب مقاومةً في وجه الداء المجوسي الذي -قيل- أصاب المحافظة،
فأحالها إلى جحيم. تلك رهاناتهم وما أشد سقوطها وتهافتها ومع ذلك لا يرعوون عن إعادة المحاولة تلو الأخرى لإنتاج المزيد!
لم تجد دعواتهم الزائغة الضّالّة أيّ صدىً،وضل الصوت ؛ صوت الحياة هنا ، هو المهيمن والسائد،
فنفضت هذه الخميلة الغنّاء عن كاهلها كل أدران الفتنة وهاهي اليوم تؤم الوطن كفنار سلام ومحبة يستهديه الجميع دون استثناء.
كانت الأمم المتحدة امس الاول تتحدث في استماعها لإحاطة مبعوثها الدولي اسماعيل ولد الشيخ ؛ عن هذه المدينة إب ، وكيف أنها غدت في خضم هذه الحرب الهوجاء وهذه الظروف الجد مضطربة ، ملاذاً آمناً، للجميع وعلى وجه التحديد النازحين والذين تجاوز عددهم حسب إحصائيات منظماتها الإنسانية ال٤٠٠ألف نازحاً ونازحة،،
إب، هذه الواحة الجميلة المستقرة قِبلةٌ للسلام ، هكذا انتشر الخبر عالميا وذاع، وهي كذلك ليس لأنها- كما يهذي السّفلة - خانعة وضعيفة، ولكن لأنّها الجسد الأقل طفحا بدمامل الفتنة والموت،الجسد الطهر المفتول بالرجال الرجال ،الجسد الإنتما الصادق الذي أزاح الستار عن لوحة وطنية غاية في التآلف والتكاتف والإخاء.
لم يشأ العقلاء على اختلاف مشاربهم أن تتحول هذه المحافظة إلى نسخةٍ مكرورة دامية لجارتها المثخنة بالموت تعز ، فهبوا يذبون عنها كل تلك الأصوات النشار النافخة في كير الفتنة،،وقف الجميع صفا واحداً وكان للشيخ عبدالواحد صلاح بن هذه المحافظة ومحافظها الأبر - رغم كل هذه التضاريس المفخخة بالصعاب - الدور الواضح والملموس في تنمية أواصر المحبة بين أبنائها، فنال ومعه كل الشرفاء قصب السبق في هذا النجاح المشهود..
ولا أحد ينسى مواقف العلماء الأجلاء في هذه المحافظة وعلى رأسهم فضيلة الشيخ محمد المهدي وفضيلة الشيخ عبده عبدالله الحميدي وغيرهم ممن لايسع المقام لذكرهم الذين أسندوا الجهد الرسمي بالثاقب من الرأي والشور السديد.
في الأخير يجدر أن نذكّر بمحدد شرعي غفلنا عنه ، فناشت واقعنا المصائب والمحن ، هذا المحدد الضابط لإيقاع الواقع وقت الفتن والإضطرابات هو ما جاء به ديننا الحنيف، وهو الدين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، حيث جاء على لسان معلم البشرية النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :
" سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ .."
فلماذا يصر الحمقى على استشراف هذه الفتن والإنغماس الماجن في شتّى صورها وتفاصيلها ؟
ومتى متى يتعضون من كل هذا الواقع الدامي المثخن بوقائعه التي باتت تصرخ بأعلى وجعها :
كفى..كفى!
هل آن على الجميع أن يتداركوا مواقفهم الأمارة بالرعونة والطيش، ويسارعون لطي صفحة من الماضي سوداء وموغلة بالجحيم؟
مازال في الوقت متسع لكبح ماتبقى من جماح وجنون عاصفةٍ هوجاء قادمة لن تبق ولن تذر ، فأين أين المبادرون!؟ |