الميثاق نت -

الثلاثاء, 23-فبراير-2016
فيصل الصوفي -
كانت فصائل الحراك الجنوبي هي المطايا الأول لتنظيمات القاعدة وأنصار الشريعة، ثم داعش، كما كان تعاظم النشاط السلفي الوهابي في المحافظات الجنوبية منذ نهاية عام 2014 من عوامل تمكين هذه التنظيمات الارهابية على الانتشار والعمل بحرية، فضلا عن أن النشاط السلفي الوهابي أثر في كثير من الناس لأسباب اقتصادية واجتماعية، فأصبحوا بدورهم حاضنة للتنظيمات الإرهابية..
ليس بمستغرب أن تسمع من شباب في عدن قولهم أن القاعدة وداعش وأنصار الشريعة جماعات "سنية" وأن وجودها في عدن ضمانة لعدم تغول الضالع ويافع على أبناء عدن، وهذه النزعة المناطقية نمت بسبب النزوع المناطقي للمملوك هادي واتباعه في سياق الخلاف مع بعض فصائل الحراك التي لم يستطع جلال هادي احتواءها، وهي في الغالب ضالعية ويافعية وردفانية.. من قبل اعتبرت تلك التنظيمات الإرهابية قوة فعالة في مواجهة ما سموه الاحتلال الشمالي الرافضي، ومن قبل كانت فصائل الحراك تدعي أن انصار الشريعة والقاعدة شريك لها في تحرير الجنوب من الاستعمار الشمالي، وأنه بعد تحرير الجنوب واستعادة دولة الجنوب العربي ستصل الفصائل الحراكية إلى تفاهم مع هذه التنظيمات الإرهابية، وما حدث بالضبط هو تراجع الحراك وتحوله إلى موضوع للهجوم من قبل الشركاء..
وجاء العدوان العسكري الخارجي بقيادة العدو السعودي ليزيد هذه التنظيمات الإرهابية تمكينا في كل المحافظات الجنوبية والشرقية، ذلك لأن العدو السعودي وعملاءه لم يجدوا مقاتلين سوى القاعدة وتنظيم داعش وانصار الشريعة وجماعات سلفية وهابية أخرى.. بهؤلاء استعان العدو السعودي وعملاؤه على ما سموه التحرير واعادة الشرعية، وزودوا هذه الجماعات بالأسلحة من مختلف الأنواع والاثقال، كما لجأ العدو السعودي إلى خطة مكشوفة وهي تمكين الارهابيين من السيطرة على المكلا، اعتقادا منه أن الجيش واللجان الشعبية سيضطرون للذهاب إلى هناك لاستعادة المكلا وبالتالي سوف تتشتت قوتهم عبر المسافات الطويلة، ولكن هذه الخطة لم تنتج سوى تمكين الارهابيين من المكلا منذ بداية العدوان السعودي على الشعب اليمني.
لقد انسحب الجيش واللجان الشعبية من عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية والشرقية، واعتبر العدو وعملاؤه أن تلك المناطق قد اصبحت محررة، على أيدي ما سموه المقاومة والتحالف العربي، وهذه المقاومة هي التنظيمات الإرهابية التي أشرنا إليها، والتي لم يجد العدو وعملاؤه نصيرا محاربا غيرها، وسرعان ما تحولت هذه التنظيمات إلى سيد متوج على الموقف في عدن وغيرها، لدرجة أن عبدربه وحكومته لم يتمكنوا من الاستقرار لوقت طويل في عدن، ولا حتى في المكلا، أو غيرهما.. يدرك العدو وعملاؤه اليوم هذه الحقيقة، وهي أن التنظيمات الارهابية حلت محل الشرعية المزعومة في الجنوب، كما يدرك العالم الحر إن العدوان السعودي على اليمن جعل التنظيمات الإرهابية بديلا للدولة، وبديلا لشرعية هادي المزعومة..
بالأمس خرج المملوك هادي إلى الرياض، بغية بحث هذه القضية كما يبدو، وربما يذهب إلى جهات أخرى لها علاقة بدعم الإرهابيين المسيطرين في عدن وأبين ولحج وغيرها، مثل تركيا وقطر.. فخروجه جاء بعد معركة شرسة في عدن بدأت ليلة الأحد قبل الماضي، حاولوا فيها اختبار داعش، فعصف بهم التنظيم خلال خمس ساعات، ولم تتوقف المعارك إلا بعد تدخل رجال دين سلفيين وشخصيات اجتماعية لوقف القتال، وعودة تنظيم داعش إلى مديرية المنصورة بعد أن كان مساء الأحد وصباح الخميس سيطر على أجزاء من خورمكسر إضافة إلى مديريات الشيخ والبريقة والدار.. وهذه الوساطة هي الرابعة تقريبا، وجميعها كانت بمثابة مسكنات، ولم تفعل سوى تأجيل المعركة الكبيرة في عدن..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45235.htm