مطهر الاشموري - < اليمن كحقيقة باتت تاريخية لم تكن مع غزو الكويت ولا ضد تحريرها ولكنها كانت ضد التدخل الأجنبي قبل استنفاد الجهد العربي لتحريرها سلمياً.
يعبر عن هذا الموقف ما قاله الرئيس السابق علي عبدالله صالح أمام أشهر وزير خارجية أمريكي «جيمس بيكر» حين قال: «ما ينزل من السماء تستقبله الأرض».. وحين غزو العراق قال أيضاً المثل المشهور: «إذا حلق ابن عمك بلّيت رأسك».
أما في حادثة تدمير المدمرة الأمريكية «كول» بعدن فموقف علي عبدالله صالح كان استثنائياً وتاريخياً في صراحته وشجاعته ومنع أي دخول أو تدخل للأمريكيين الى عدن أو على مستوى اليمن إلا وفق نظم الجمهورية اليمنية كدولة مستقلة وذات سيادة.
لعل معارضة المشترك وعلى رأسها الاخوان لا يمكنها إلا أن تشهد بتوبيخ علي عبدالله صالح الشديد لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون 2010م في صنعاء وذلك ما دفعها لعقد لقاء سري مع أحزاب المشترك في السفارة الأمريكية بصنعاء وهي طلبت منهم ما أسمته «انتظار مفاجأة العام القادم 2011م»، وهذه المفاجأة باتت الآن معروفة.
علي عبدالله صالح منذ حروب افغانستان لم يكن مع الجهاد الارهاب ولا مع الارهاب الجهاد، ولم يكن مع أو ضد أي طرف.. وظل يرفض الأمركة والسعودة بالطريقة التي يقدمها بوضوحها مشاهد ما بعد 2011م ومشهد العدوان السعودي، ومن ثم فهو الحاكم العربي الوحيد الذي تحدث أن ثورات 2011م محطة أمريكية ولها غرفة عمليات في تل أبيب، وفي الوقت الذي كان أنصار الله طرفاً في هذه الثورة وفي ساحتها آنذاك!
عندما يتحالف طرفان سياسيان إما في محطة انتخابية مثلاً أو في محطة عدوان على وطن ولمواجهة هذا التعاون فالتحالف يعني بالتلقائية وبالضرورة وجود تباينات في أي قضايا أخرى غير المحطة أو القضية التي فرضت أو أوجبت هذا التحالف.
فالتباينات ستظل كحق أو هي استحقاق للتعددية، وفهم ومفهوم التحالف هو أن يحتوي هذه التباينات أو الخلافات حتى الانتهاء من الأولوية التي دفعت لهذا التحالف أو أوجبته كواجب وطني هو فوق الخلافات والتباينات أصلاً.
إيران وسوريا وحزب الله كانت أطرافاً تؤيد ثورات 2011م وظلت إيران تطرح أنها امتداد لثورتها الاسلامية، والموقف تغير حين طالت هذه الثورات الحليف سوريا.
ليس بالضرورة أن نقنع أنصار الله أن ثورات 2011م كانت محطة أمريكية، ووضع التحالف لا يمنع من احتفالهم بثورة 2011م من فهمهم أو مفهومهم، ولكن هم من عليهم الاحتواء في احتفالهم بعدم ممارسة أي استهداف لشريكهم الأهم والفاعل في مواجهة العدوان وهو المؤتمر الشعبي العام كمكون أو كقيادة سياسياً أو إعلامياً ونحو ذلك، فيما المؤتمر الذي لا يمكنه تأييد هذه الاحتفالات لا يحتاج لأن يهاجم مجرد الاحتفال كمشاركة في الاحتواء.
النظام السعودي هو الذي أجبر أو جعل ثورة 26 سبتمبر 1962م تضطر لعقد اتفاق الصلح مع الملكيين، والنظام السعودي هو الذي أجبر ثورة 14 أكتوبر 1963م للسير في الخيار الشيوعي واحتل الشرورة والوديعة، وموقف النظام السعودي من ثورة سبتمبر واكتوبر هو موقفه من الوحدة اليمنية، وبالتالي فإكمال أو اكتمال ثورة «سبتمبر اكتوبر» هو في مواجهة النظام السعودي وتحقيق الاستقلالية والسيادة الكاملة لليمن الذي بات اخطبوطياً في الحياة السياسية الاجتماعية وليس فقط في الحكم السياسي أو النظام السياسي الذي يصبح تحت أمر واقع داخلي لهذا الاخطبوط الخارجي.
ما جرى منذ 2011م حتى عدوان 2015م أياً كان من وراءه في التحريك ومن ركب موجته، قد يكون إرهاصات لإكمال واكتمال ثورة «سبتمبر اكتوبر» وهو بالعدوان وصل الى استحقاق ونضوج ثورة لتكون الثورة في مواجهة وهزيمة هذا العدوان.
مادام النظام السعودي أجبر ثورة «سبتمبر اكتوبر» على اضطرارات كخيارات سياسية كما اتفاق الصلح مع الملكيين أو الخيار الشيوعي فإنه يفترض أن لا نظل نحاكم بعضنا بخيارات أو أخطاء اضطرارية وأن نواجه العدو الذي يوصلنا لمثل هذه الضرورات أو الاضطرارات.
الصراعات على الحكم جعلت الصراعية أولويتنا على مستوى كل شطر كحكم، وبين الشطرين كحروب ثم بعد الوحدة وتلك الأرضية التي ظل النظام السعودي يلعب عليها.
|