احمد ابكر الاهدل - منذ كنت صغيراً وانا أحاول جاهداً ان امسك بالقلم الذي كان يبدو كبيراً على أصابع يدي الصغيرة , حاولت جاهداً أن أكتب حكاية وطن، كان شكلي ووضعي مضحكاً وأنا أضع يداً على قلمي والأخرى على الأوراق التي أبت أن تستقر وتهدئ يدي الأخرى .
وحين أجدت امساك القلم وتثبيت الأوراق تلفت حوليّ بعينين ملؤهما الإصرار .
لا أدري عما كنت أبحث , ربما كنت أبحث عن كلمات أخذتها رياح الشوق من أحد العاشقين دون أن يدري او ربما أبحث عن كلمات تسللت هاربةً من رسالة محب لحبيبته البعيدة عنه .
لقد بذلت مجهوداً وانا أحاول ان أبحث بين ملايين الكلمات التائهة من كلمات وأشعار وحكم وخطابات أحرار وماتوا أحراراً.
رفعت يدي التي تمسك بالقلم حاكاً بها رأسي وكأنني عالم مشهور او كاتب مرموق أو رسام مبدع يستعد لوضع اللمسات الأخيرة على إبداعه .
مرت أمام عيني آلاف الحكايات والروايات التي رأيتها وقرأتها وفي خضم أنا فيه من توقف فكري سمعت بعضاً من الهمسات صادرة من بنات أفكاري اللواتي كن يتساءلن في هدوء قائلات :- مسكين يحب وطنه حتى الموت .
هي حكاية وطن لا تشبه الأوطان فهو يحتوي الجميع رغم صغر مساحته ,رغم فقره...
حكاية وطن تعصف به الأطماع ويُحرق تأريخه ويُقتل شعبه لأنه يتوق إلى الحرية .
قد يكون ذنب وطني أنه أحتوى الجميع دون تمييز , وعندما احتاج من احتواهم لم يجد أحداً.
دقت ساعة الصلاة في محراب الوطن وجاءت طائرات العدوان لتقصف كل جسور العروبة والأخوة التي كانت يوماً ممدودة بيننا وبين من يقصفوننا اليوم .
مصممون على ان نعيش بكرامة , على ان نبقى ننشر الأمن والسلام للجميع .
هنا وطن وهذه بعض من حكاياته التي لا تُمل .
وهنا شعب يجاهد لأجل كرامته , لم يعتدِ على احد عبر تأريخه العريق، بل كان عوناً ومسانداً لكل جيرانه , واسألوا الأحرار في كل زمان ومكان.
|