الميثاق نت -

الإثنين, 07-مارس-2016
محمد علي عناش -
لن نظل نستهلك الوقت ونحن نحاول أن نثبت خيانة وعمالة البعض، لن تستهلكنا ترهاتهم وأكاذيبهم المخزية في قنوات الإفك والنفاق ومواقع العار والانحطاط.. يكفي أن هناك عدواناً سافراً تجاوز في همجيته وانتهاكاته كل القوانين والمواثيق الدولية وكل الشرائع السماوية وكل حدود العقل والمنطق، عدواناً قتل الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء بالصواريخ والقنابل المحرمة دولياً، وهناك من يقول شكراً سلمان ويرسم الاحداثيات ويبرّئ القتلة، يكفي أن هناك غزاة ومرتزقة من كل بقاع الأرض يقاتلون في خندق واحد مع مرتزقة الداخل تحت راية السعودية.
يكفي أن العدوان يدمر مصانع ومدارس وموانئ البلد، وهناك خونة يعدون ذلك منجزاً وانتصاراً وطنياً للبلد.. المعادلة باتت واضحة ولا تقبل القسمة على ثلاثة، فإما أن تكون حراً وشريفاً ووطنياً كي تقف في وجه العدوان بشكل علني وواضح وفي مختلف الجبهات، أو تكون خائناً ومريضاً مؤيداً للعدوان بشكل مباشر أو غير مباشر.. ولذا يجب دعم خط المواجهة ورفد جبهات العزة والدفاع عن الوطن والشعب، بالرجال والعتاد، وتعزيز الأمن الداخلي والمحافظة عليه وعلى تماسكه بحسم وصرامة، يجب أن نخوض المعركة ضد العدوان الدولي بمسئولية وبحس وطني كبير في جميع الجبهات. وبوعي أكبر بمعركتنا التي احتشد لها كل بغاة العالم.. ليس الخونة والمرتزقة هم فقط وحدهم من يقتلون الشعب اليمني ويدمرون اليمن أرضاً وانساناً، ولا السعودية وحدها ولا أمريكا وحدها، هؤلاء كلهم مجتمعين من يقتلون الشعب اليمني، يقتلنا مشروع بغي دولي كجزء لا يتجزأ مما يحدث في سوريا والعراق وليبيا، والعالم مشارك بصمته تجاه هذا البغاء وهذا النزيف العربي للدماء والمقدرات والأخلاق، والذي تجلت صورته الأكثر قذارة في العدوان السافر على اليمن واليمنيين.. هذا هو الجانب الأهم، أن نعي نحن اليمنيين اننا نخوض معركة مصيرية تحمل أبعاداً وطنية وقومية وانسانية، معركة تبدأ من النقطة التي يتمركز فيها أحقر ناشط سياسي وإعلامي يقول شكراً سلمان، ولا تنتهي عند محطة العار العربي المسماة "الجامعة العربية" التي فاحت جيفتها وعفونتها بتأييدها ومباركتها لعاصفة الحزم الإجرامية بحق أبناء العروبة في اليمن، وبقرارها الأخير الذي اعتبر "حزب الله" منظمة إرهابية استجابةً لقرار مجلس التعاون الخليجي والشيكات التي صُرفت لكل عضو في جامعة العار العربي لتمرير القرار.. معركتنا مصيرية مع عدو متخلف فاقد للإنسانية والرجولة، ينهش كالسرطان في جسد الأمة ويعبث بروح الدين الإسلامي ووحدته وقيمه ومبادئه الإنسانية، ويحولها الى أحزمة ناسفة وطوائف متناحرة وعقول متحجرة بليدة تتكلم باسم الله وتستبيح دماء الأبرياء ودمار البلدان باسم الله.. عدو فاجر يقف خلفه كل بغاة العالم بقيادة أمريكا والرئيس أوباما نفسه..
الكاهن السياسي الدولي باراك أوباما الذي يتلاعب بالقوانين والمواثيق الدولية ويحول مواقف الدول الى تجارة رخيصة، في نفس الوقت الذي يتكلم فيه عن الديمقراطية والحرية للشعوب، هو والكاهن الديني الشيخ العريفي والكاهن القرني وكل كهنة الدين الذين أباحوا قتل الأبرياء في اليمن وسوريا والعراق، وجهان لعملة واحدة، النتيجة واحدة التي يصل اليها كهنة السياسة والدين، والأدوات المستخدمة في بلوغها واحدة، والتنظيمات الإرهابية داعش والقاعدة أدوات رئيسية فيها.. كان يكفي الكاهن أوباما بل وكل العالم أن يتساءل: ماذا تريد السعودية وبعض دول الخليج من سوريا والعراق واليمن؟وإذا كان بشار الأسد هو المشكلة في سوريا، والحوثي وصالح هما المشكلة في اليمن، فماذا بعد رحيل هؤلاء؟ هل ستقيم ديمقراطية وانتخابات وتداولاً سلمياً للسلطة؟هذا هراء وكذب فاضح أن أسراً حاكمة كهنوتية تبحث عن شرعية شعبية للحكم عبر صناديق الاقتراع في البلدان الأخرى، هراء من يعتبر الديمقراطية بدعة وحكم الشعب حراماً والدولة المدنية انحلالاً، يبحث عن حرية للشعوب الأخرى في تقرير مصيرها.. وإذا كانت الممالك والإمارات الرجعية الكهنوتية فاقدة للمنطق والحجة في التدخل في شؤون الآخرين ولا تمتلك مشروعاً للحياة والأمن والاستقرار والتعايش السلمي، وأنما مشروعاً للتناحر الطائفي ومشروعاً للفناء والخراب والاستبداد الكهنوتي، فلماذا تدعمها أمريكا؟وماذا تريد أمريكا والكاهن أوباما من رحيل الأسد والحوثي وصالح؟وهو يعلم أن البدائل هي داعش والقاعدة وجبهة النصرة، وهذه النماذج الداعشية في الحكم في كل من الرقة والأنبار والمكلا وعدن.. الكاهن أوباما لايختلف عن الكاهن العريفي، أوباما دعم الجماعات الإرهابية في سوريا تحت مسمى دعم الجيش السوري الحر ثم تحت مسمى المعارضة المعتدلة، كهانة سياسية واضحة للنيل من سوريا الأسد، والكاهن العريفي قال إن الملائكة تجاهد في سوريا لإسقاط الأسد، كهانة دينية واضحة مخدرة لعقول الشباب المشحون بعاطفة دينية بليدة ومشوهة، كما أن الكاهن العريفي أباح دماء اليمنيين واعتبر ذلك دفاعاً عن الدين والعقيدة والحرمين الشريفين وأباح استقدام مرتزقة أجانب للقتال في اليمن، واعتبر الحرب على اليمن حرباً مباركة ومقدسة، والكاهن أوباما دعم السعودية في عدوانها بمختلف أنواع الأسلحة، غير أن النتيجة واحدة أن هناك شعباً يباد وتُرتكب بحقه حرب إبادة ضد الإنسانية، وبلد يدمر بشكل ممنهج.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45340.htm