الأربعاء, 29-أغسطس-2007
الميثاق نت -  امين الوائلي -
السؤال عن بدائل الحكومة لمواجهة الاختناقات السعرية والسلعية أجدى من لومها بشدة أو الاكتفاء بدحض مبرر «الارتفاع العالمي» دون تقديم مبرر آخر سوى أن هناك «فساداً».
نعم هناك فساد.. والحكومة تعترف وتقول: إنها غير راضية، وتعمل على مكافحته، وبغض النظر عن مستوى الجدِّية والفاعلية في ذلك، إلا أن القول بالفساد حاصل، قول السلطة والحكومة أولاً، وقول المعارضة ثانياً.
ـ من ناحية أخرى.. القول بالفساد كمبرر للارتفاعات السعرية في القمح والدقيق يتجاوز مسلمات أساسية لا يختلف حولها اثنان ولا ينتطح كبشان.
ـ القمح والدقيق سلع مستوردة، يجلبها تجار القطاع الخاص. الحكومة لا تشتري ولا تبيع القمح ولا الدقيق منذ رفعت يدها وحررت السلعة من الدعم، وسلمت السوق للتنافس والقطاع الخاص، وهذا يعني ـ ببساطة ـ أن من يحدد، وما يجدد، سعر القمح أو الدقيق ليس هو الجانب الحكومي، بل القطاع الخاص والتجار المستوردون للسلعة.. فإذا كان هناك فساد في حالة القمح والدقيق فهو، إذاً في هذا القطاع المعنى بالقضية بدرجة أساس.
ـ نعم.. هناك فساد، وتعلقاته في أشياء أخرى لا خلاف، فإذا قالت المعارضة: إن الفساد لا الارتفاع العالمي هو السبب في غلاء أسعار القمح والدقيق، فهي بذلك تستخدم ذخيرة عاطبة، وإذا كان القطاع الخاص لا الحكومة هو من يتحكم بالسلعة ويستوردها، ويبيعها بأسعارها المحددة صعوداً أو هبوطاً، كان على المعارضة أن تتجه بخطابها للمستورد وتقول له: أنت فاسد، أو أن تشرح تفسيرها الخاص للزيادات السعرية في هذه المادة والسلعة بعيداً عن «الارتفاع العالمي» طالما وهي تدحض الفكرة جملة وتفصيلاً.
ـ المشكلة أن المعارضة لا تقول شيئاً مصيباً، فهي تحمّل المسئولية الحكومة، والحكومة لا تشتري ولا تبيع قمحاً ودقيقاً.
والمعارضة ــ أيضاً ــ ترفض مبرر «العالمي» وترفض أن تقِّدم مبررها الخاص، وفوق ذلك ترفض أن تقول لنا كيف يمكنها لو تسلمت الحكومة أن تحل المشكلة؟ ما هي برامجها، بعيداً عن الصخب والخطب وبيانات التفصيل المناطقي والجغرافي المقيت؟!.
ـ رئيس الجمهورية أعلن أمس الأول أن من يملك الحلول والبدائل الناجحة لمعالجة المشكلة فليعلن عن نفسه وبدائله وليتسلم الحكومة ويديرها بنفسه.
ـ أسقط ذلك في يد المعارضة، وعادت تصخب وتخطب رافضة تسلم الحكومة، والحق أنها رافضة اقتراح بدائل وحلول عملية، لأنها لا تملكها أصلاً، هي تملك دعوات وبيانات مطبوعة تحرض على التظاهر والاعتصامات، وخطباً جاهزة للمهرجانات.. ولا شيئاً آخر له علاقة بالحل والبرامج والإدارة البدائلية.
ـ محمد قحطان ـ القيادي الإصلاحي ـ قال في خطبته بإب: لا لن نتسلم الحكومة، ولن نقبل، ولن ترضى بغير انتخابات مبكرة «..».
ـ طيب: الناس في أزمة، والأسعار مرتفعة.. وأنتم تعتصمون وتتظاهرون.. هاتوا بدائلكم وتسلموا الحكومة جاهزة من دون انتخابات وخسائر وحرقة دم وميزانية.
ـ لا أفهم أن حلاً عبقرياً كالذي يقترحه قحطان سوف يحظى بقبول عقلاء الأحزاب، فضلاً عن المواطنين الطافحين، فهل يحل مشكلة القمح والدقيق إجراء انتخابات وسوف يستغرق الإعداد والتنفيذ لها أكثر من عام؟!.
ـ ماذا يريد هؤلاء بالضبط؟ وهل يفهمون شيئاً مما يهرفون؟!.
شكراً لأنكم تبتسمون
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:49 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-4536.htm