الإثنين, 14-مارس-2016
استطلاع / عبدالكريم المدي -
أكد عدد من القيادات السياسية أنهم مع بذل أي جهود حقيقية وتفاوض على وقف العدوان السعودي على الشعب اليمني ورفع الحصار ومحاربة التنظيمات الإرهابية التي تسيطر على مساحات واسعة من جنوب الوطن .
مشيرين في تصريحات لـ«الميثاق» إلى أن هناك اطرافاً وصلت لقناعة إنه لا يمكن أن تحل هذه الأزمة إلا عن طريق الحوار المباشر ، وهذه هي الدعوة التي ما انفك الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية السابق ، رئيس المؤتمر الشعبي العام- يدعو إليها منذ بداية العدوان وحتى اليوم، وذلك حينما دعا لعقد حوار مباشر يمني - سعودي وبإشراف أممي وأطراف دولية كروسيا.
ولفتوا إلى حقيقة إن العنف والعدوان والحروب لا يمكن أن تخلق سلاماً، والمنطقة في أمس ما تكون الحاجة إليه في هذه الظروف الصعبة والبالغة التعقيدات والمتشعبة التهديدات والمخاطر المحدقة بالجميع.
موضحين أن السعودية لا يمكن لها أن تشق الصف الوطني في حال اعتقدت أنها تستفرد بمحاورة أنصار الله من دون المؤتمر الشعبي العام.. وإلى الحصيلة..
> في البداية قال المهندس هشام شرف عبدالله - عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام:
- ان السلام كان وما يزال وسيظل هدفنا وخيارنا الأول في المؤتمر، ومن هذا المنطلق فإننا نؤيد المفاوضات بين انصار الله والنظام السعودي، ومواقفنا في المؤتمر الشعبي العام ثابتة وواضحة بهذا الخصوص ولم نكن يوماً دعاة حرب ولا حملة معاول هدم ، والجميع يعلم أننا دائماً ما ندعو لحل المشاكل والخلافات بالحوار والطرق السلمية، وأي جهود تعمل على وقف العدوان الخارجي والداخلي على بلادنا وإعادة توطين الأمن والسلام لشعبنا نحن معها بكل قوة، وأي جهود تعمل على خلق واقع جديد يستند على الثوابت ومبادئ وقيم التعايش والشراكة الوطنية نحن معها أيضاً.. مشيراً الى أن ما تتعرض له بلادنا من عدوان صارخ وجد مدخلاً له من خلال صراع وخلاف سياسي بحت غذّته التدخلات الخارجية التي انتهت إلى شن عدوان خارجي وحشي على هذا الشعب الصابر، الصامد، العنيد.. وأكد هشام شرف ان مواقف المؤتمر الشعبي العام واضحة وأعلنها منذ بداية العدوان القائد الوطني وفارس العرب الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس المؤتمر- الذي دعا الى حوار (يمني- سعودي) مباشر وبإشراف روسي وأممي ودعا أي قوى عالمية للمشاركة فيه، غير ان السعودية كانت تتنصل عن المسؤوليات وتحاول أن تتهرب من دعوات ونصائح الرئيس الزعيم علي عبدالله صالح ، وأعلنت في غير مناسبة أنها ليست طرفاً في ما يجري باليمن متذرعةً بوجود حكومة بينما في الواقع هم شرذمة من العملاء لا يمثلون إلا أنفسهم..
وأوضح هشام شرف أن الرياض وصلت اليوم إلى قناعة إن عدوانها الظالم على بلادنا ودعمها للمرتزقة ومحاولة إشعال حرب أهلية قد فشلت، وأنه لا يمكن أن تحقق أهدافها ، كما لا يمكن ان ينعم اليمن والمنطقة عامة بالسلام في ظل سياسة وسلوك العدوان الذي قارب العام.. مشيراً الى أنه في حال استمرت وكابرت المملكة وتحالفها في تنفيذ سياسة الأرض المحروقة واللعب على المتناقضات ، فإنها لا تخدم الا الفوضى والتطرُّف والجماعات الإرهابية بكل أشكالها ومسمياتها وخير دليل على ذلك ما يجري في معظم المحافظات الجنوبية والشرقية من الوطن.. لافتاً الي أن هذه السياسة سوف تكون أحد أسباب عدم استقرار السعودية في المستقبل القريب كون تلك الجماعات الارهابية هي صنيعة الجماعة الحاكمة في الرياض وستنقلب عليها دون شك لأنها جماعات تطرف ذات نزعات متطرفة وفاشية وعقيدة دموية وطائفية ولا ترى غير نفسها على هذه الأرض.
وقال المهندس هشام شرف :نرحب بأي جهود تضع حدا للعدوان والقتل والدمار الذي يتعرض له وطننا وشعبنا، مع عدم التفريط في اي حقوق لمن استشهدوا على يد آلة الدمار السعودية أو تجاهل لآثار العدوان ومحاسبة المتسببين بالقتل والدمار الشامل والذي يجب ان تقيمه محاكم ومؤسسات قانونية دولية، وليجلس الجميع على طاولة الحوار برغبة حقيقية بعيداً عن الإملاءات والشروط التعجيزية ولغة التهديد والوعيد والتي اثبتت الأيام عدم جدواها، خاصة وأننا أمام شعب عريق وعزيز اسمه اليمن ، لا يمكن أن يرضخ للذل والعدوان والانتقاص من السيادة والحق والكرامة.
مشيراً إلى ان السلام والحوار وحسن الجوار هو مطلب وغاية أبناء اليمن وخيارهم الأول وبرؤوس مرفوعة للسماء تحت ظل دولة الوحدة الجمهورية اليمنية ، لكن إذا فُرضت عليهم الحرب والقتال ، وهما كره عليهم، فإنهم أهل لذلك وأصحاب الكلمة الفصل، ومن يقرأ التاريخ القريب والبعيد سيقف على حقيقة هذا الأمر وسيقترب أكثر من تاريخ وثقافة وعراقة هذا الشعب..وتمنى عضو اللجنة العامة للمؤتمر أن يكون هناك إخلاص وجدية من قِبل الإخوة في السعودية والخليج حيال هذا الأمر بعيداً عن أي استثمار للوقت أو القيام بأي التفاف أو تحايل أو محاولة لشق الصف الوطني ، مجددين دعمنا الكامل لأي جهود ومبادرات للتفاوض الندي الواضح ، كما تمنى من الأمم المتحدة ومبعوثها الدولي لدى اليمن السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن يضطلعوا بدورهم كاملاً، ولا يتم مجاملة أحد على حساب الشعب اليمني ودماء أبنائه وما تكبده من خسائر ولحق به من دمار على يد النظام السعودي ،وليضغطوا في اتجاه وقف العدوان ومحاسبة المعتدي الذي قتل وجرح الآلاف ودمر البنى التحتية ومقومات البلاد ومقدراتها، ووضع الحلول الكفيلة بمعالجة كل ما سببه العدوان من قتل ودمار وتبديد للممتلكات والاقتصاد الوطني.
واختتم هشام شرف تصريحه قائلاً: ليعلم القاصي والداني أن الشعب اليمني وقواه الوطنية الحقيقية هي التي تمثل الشعب صاحب الكلمة الفصل في أي قضايا أو مواضيع تخص التعاطي مع موضوع العدوان وسبل ايقافه ووضع المعالجات اللازمة للتعامل معه وبما يحفظ أمن وسلامة اليمن والسعودية كجارة شقيقة.
> إلى ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عادل الشجاع:
- السلام مطلب ملح لكل القوى والدول الخيرة التي تحترم الإنسان وحقه في الحياة والعيش والتفاعل وتحقيق الذات.. وبالتالي فأي جهود حقيقية وليست تكتيكية تصبُّ في مصلحة السلام ووقف العدوان الخارجي واقتتال اليمنيين وتحويل بلادهم إلى مزرعة لانتاج وتفريخ الإرهاب نحن معها، لكن اعتقد أن أي تعامل أوتعاطٍ خارجي مع الوضع الداخلي، على اعتبار إن هناك مكوناً واحداً أو ما شابه من الصعب أن يُكتب له النجاح، والمؤتمر الشعبي العام في ظني المكون الأكبر والأوسع على مستوى الساحة الوطنية، وأي إغفال أو محاولة تخطي هذه الحقيقة باللامبالاة إنما يعني الحرث في البحر ..المؤتمر الشعبي العام شكل مظلة وظهراً، سواء للإخوة في جماعة أنصار الله، أو لكل القوى الوطنية المقاومة للعدوان، وبالتالي فإن أي مبادرة لأي طرف خارجي او داخلي لإقامة حوار مع قوة واحدة أو مجموعة قوى من دون المؤتمر الشعبي العام، في اعتقادي أنها ستخسر هي والوطن الكثير، ومن هذا المنطلق فإن أي تعاطٍ او حديث عن الحوار ينبغي أن يكون مع هذه الكتلة الصلبة المكونة من المؤتمر وأنصار الله، بالاضافة للمستقلين والاحزاب السياسية التي لم تبارك العدوان وكذلك الأحزاب والتنظيمات السياسية التي أنشئت في المرحلة الأخيرة..واتمنى هنا من الإخوة في جماعة أنصار الله أن ينتبهوا لمسألة مهمة وهي توريطهم لوحدهم مع السعودية بدون المؤتمر الشعبي العام وذلك من خلال الاستفراد بهم في الحوار وفي نفس الوقت تستطيع السعودية الحصول على تعاطف الرأي العام المحلي.
لكن دعني أوضح نقطة مهمة وهي أن السعودية تعتقد أنها ربما تشق الصف الوطني ومهما ذهب الحوثيون للحوار بمفردهم ، إلا أن النتائج قد لا تكون عند المستوى المأمول.
وأتمنى هنا من جماعة الحوثي أن لا تستفرد بأي قرار تفاوضي مثلما استفردت بمؤسسات الدولة.
وواضح جداً أن الاخ الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام- هو مع الحوار المباشر مع السعودية ومع الحوار بين اليمنيين أنفسهم بما يفضي للسلام وقد كررها كثيراً، بأنه مع أي حوار يؤدي إلى وقف العدوان والحرب الداخلية ويفضي - أيضاً- إلى رفع الحصار على الشعب اليمني، وأن الرئيس صالح مع أي حوار في صالح اليمن واليمنيين ، والمؤتمر والرئيس صالح وكل الوطنيين الشرفاء والعقلاء ليس لديهم أي مانع من الحوار القائم بين الحوثيين والسعودية وأي حوار تكون نتائجه لصالح اليمن واليمنيين، والمؤتمر الشعبي العام من قبل العدوان ومن قبله مؤتمر الحوار الوطني وما قبلها من جلسات حوار كان وما يزال مع المفاوضات وحل المشاكل والخلافات بواسطة طاولات المفاوضات وليس فوهات البنادق والدبابات ،والمؤتمر كما هو معلوم الحزب الوحيد الذي يدعو إلى العودة للشعب في كل شيء فالشعب هو صاحب القرار من خلال الاستفتاءات والانتخابات وغيرها، وكلنا يتذكر جهود ومساعي المؤتمر في الدعوات المستمرة لإجراء الانتخابات.
> من جانبه تحدث الأستاذ ياسر اليماني قائلاً:
- نتمنى النجاح للمفاوضات التي يجريها الإخوة أنصار الله مع الجانب السعودي، ونتمنى - أيضاً- أن تنطلق من محددات ومرتكزات واضحة بعيداً عن أي مراوغة أو تذاكٍ على أحد.. نحن في المؤتمر الشعبي العام وكل القوى الوطنية ،مع السلام ومع الاستقرار، ودائماً ما دعونا وندعو الجميع إلى الاحتكام لطاولة المفاوضات والحلول السياسية ، لكن هادي وشلته والعدوان السعودي ومن معه أبوا إلا أن يقتلوا الشعب اليمني ويدمروا كل منجزاته ومنشآته ومقدراته، ويسلموا جنوب وطننا العزيز والغالي لداعش والقاعدة وأنصار الشريعة وكل الجماعات المتطرفة التي لا تحمل إلا سكاكين القتل وأحزمة الموت الناسفة وكل المآسي والمصائب للناس ، كما أن علينا أن نتأمل ونشاهد ما جرى ويجري في محافظة عدن قبلة المدنية والتسامح والحرية والوعي والوحدة، وكذلك في محافظة لحج الخضيرة والثورة والنضال، وغير بعيد محافظات أبين وحضرموت وشبوة وغيرها.
نحن رجالات سلام وحزب سلام، نضع أيدينا بأيدي الخير والسلام أينما وجدت ولن نكون حجر عثرة أمام أي جهود تصب في سبيل ذلك، فقط نشدد على ضرورة احترام الآخر والتعامل معه كشريك وكند وككيان وليس كتابع ،كما كانت تفضل السعودية وغيرها التعامل مع يمن العزة والتاريخ.
وبالتالي فإن المفاوضات الأخيرة مع السعودية من طرف الحوثيين ، بادرة جيدة في حال صدقت وكانت من أجل مصلحة اليمن والمنطقة، ومن طرفنا نعتبرها خطوة جيدة،سيما وأنه قد سبق ودعا الزعيم علي عبدالله صالح إلى حوار يمني سعودي مباشر، وما انفك يدعو إلى ذلك منذُ بداية العدوان وإلى اليوم، على أن يكون ذلك الحوار جاداً وبرعاية أممية واطراف دولية كروسيا، وتقريباً ان هذا هو الذي سيتم في الأخير، بغض النظر عن مفاوضات اليوم التي تجري في السعودية بين مكون الحوثيين والسعودية، ونرجو أن تتم تهيئة الأرضية والمناخات المناسبة للحوار.. وأي نتائج تفضي لاحترام سيادتنا ووقف العدوان السعودي على بلادنا، اضافة لوقف الدعم الموجه لعناصر هادي والإرهاب والفوضى والحرب الداخلية نحن معها.
في الواقع إن الذي حدث ويحدث بحق اليمن واليمنيين أمر مرفوض ومدان، ونتمنى على المنظمات الدولية والحقوقيين والأمم المتحدة وكل شرفاء العالم أن يدينوا جرائم العدوان واستمراره على اليمن ويدينوا دعم الجماعات الإرهابية وتمكينها من جنوب الوطن الذي سلم لها بكل يسر وسهولة وعلى طبق من ذهب ، وأمام مرأى ومسمع من العالم ، وإذا كانت السعودية وحلفاؤها في الخليج وخارجه يدركون جرم ما قاموا ويقومون به فيما يخص قتل المدنيين وتحويل اليمن لخزان يتدفق منه الإرهاب والتطرف ، فعليهم أن يحسنوا النية الصادقة لإقامة حوار ، ووضع حد للعدوان..
وأول شروط إنجاح ذلك في تقديري، وقف العدوان ووقف العناصر التي تدَّعي انتماءها للحكومة (التي هي أصلاً بدون شرعية) ورفع الحصار واحترام سيادة وحق اليمنيين في بلدهم.وعلى الجميع أن يثقوا ويدركوا أن مواقفنا ثابتة في الحوار السياسي ويمن موحد، تُحقن فيه دماء أبنائه وينتصر لحقهم في حياة آمنة مستقرة.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45408.htm