محمد أنعم - < لا تلوح في الأفق أية مؤشرات صادقة لحل سياسي للأزمة اليمنية كفيل بوقف العدوان وكسر الحصار، وكل ما يحدث مجرد سكون مؤقت لأفعى قاتلة تحرك عينيها شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً لتوجيه ضربة قاتلة تقضي على المؤتمر وأنصار الله وكل القوى الرافضة للعدوان السعودي على اليمن..
إن التهدئة المؤقتة هي خدعة قاتلة في حرب ضروس تشن على اليمن ولا يمكن أن تتسع بلادنا للسلام مع غزاة وعملاء حتى وإن جنحوا للسلم.. فهذا الجنوح لابد أن يكون خارج أرضنا وديارنا لأن من غير المنطق القبول بالسلام مع عدو يتحكم بحياتنا حتى داخل غرف نومنا..
ونحذر اليوم من هذا الاسترخاء الذي يكاد يضرب صف القوى المتصدية للعدوان، وألا يتوهم البعض أن من ظل طوال عام يحرق أفئدة قلوب أطفال اليمن بمئات الآلاف من الصواريخ والقذائف دون رحمة انه سيحمل لهم السلام وطاولة الحوار إلى جرف سلمان بـ«مران صعدة» أو ثنية غرقة الصين بالعاصمة صنعاء، فذلك مجرد أضغاث أحلام، وتخدير قاتل للمعنويات في جبهات القتال ومدمر للاصطفاف الوطني..
ولعل انشغال القوى السياسية بهذا السلام المزعوم وترديد أبواق العدوان الحديث عن اقتراب نهاية الحرب بشكل مبالغ فيه ليس إلاّ مكيدة خادعة لاسيما وأن حرباً كهذه لا يمكن ايقافها بهذه السهولة وبعيداً عن الدول العظمى، ولا نتحدث هنا عما يعمله حمود المخلافي وداعش والقاعدة وعلي محسن وهادي والمقدشي واليدومي وأبو العباس وأبو الصدوق أو رياض ياسين أو أنصار الشريعة أو غيرهم.. إننا نتكلم عن عدوان تشنه دول متحالفة بقيادة السعودية على بلادنا منذ عام ارتكبت فيه جرائم حرب وإبادة جماعية ودمار أكل الأخضر واليابس ونزيف دماء لم يتوقف طوال 365 يوماً ولايمكن لحرب كهذه ان تتوقف بصفارة شخص وكأنها مباراة كرة قدم يخوضها طلاب مدرسة ابتدائية..
وإذا كان التصدي للعدوان قضية وطنية مقدسة فإن السلام قضية تعني جميع القوى الوطنية، وأي هرولة نحو إعادة استنساخ «دعَّان» جديد سيكون بمثابة حبل مشنقة لدق رقاب وأعناق كل القوى الرافضة للعدوان والمستميتة في خنادق الدفاع عن الوطن..
ولا يفوتنا هنا التذكير بما يواجهه المبعوث الدولي من عراقيل تحول دون استئناف الحوار بين المكونات السياسية اليمنية، وهذا دليل يؤكد على أن هناك مخططاً خطيراً يجري تنفيذه خلف هذه التطمينات المخيفة.. لكننا نسمع في الوقت ذاته أغاني جنائزية لا تتوقف حولنا في هذه التهدئة المزعومة..
|