مطهر الاشموري - المبدأ بالنسبة لي كقناعات أن أي حوار علينا أن نخوضه في إطار المعركة السياسية الموازية أو المكملة للمعركة العسكرية لأن موقفي كمواطن يرتكز أو يبنى على نتائج الحوار وليس على الحوار في حد ذاته.
ولذلك فإني اختلف مع من يمارسون أي قدر من الهجوم أو الهجاء لأنصار الله ربطاً بالحوار والذي أجراه مع النظام السعودي في الحدود.
كل هذا الهجوم على أنصار هو باختصار مضلل بكسر اللام من طرف الإخوان وهو مضلل بفتح اللام بالنسبة للعامة وفي هذا لن أخوض في أي وجه وبأي اتجاه.
الذي أؤكده لأنصار الله والمؤتمر كقيادة للجبهة الوطنية لمواجهة العدوان أن النظام السعودي لم يكن ليقبل الحوار مع أنصار الله إلا من إحساسه ان إيقاف العدوان باتت كالمسألة المحسومة عالمياً وهو تحت أقوى ضغوط عالمية لإيقاف هذا العدوان .
وهو لذلك استعمل تخريجة "وساطة قبلية" ليسير إلى حوار لانتزاع مكاسب نوعية وكبيرة يسعى لتحقيقها.
فالنظام السعودي لا يريد ان يصل العالم أو يأتي إلى اليمن ليطلع على حجم الدمار والتدمير وطبيعة الإبادة والقتل والجرائم إلا بعد إغلاق الملفات وقطع الطريق على المطالبات والمماحكات وغيره وهو يقدم على ذلك أو يشترط في موازنة شرط العودة إلى الحدود"ما قبل العدوان".
إنه بذلك يكون سحب وعطل كل الأوراق اليمنية ومن ثم يلعب بأوراقه في واقع اليمن كالأخوان والقاعدة في ظل الوضع في عدن والمحافظات الجنوبية غير تعز ومأرب وغيرها فيما يرحل حقوق اليمن إلى مؤتمرات ومانحين وما إلى ذلك من تخريجات تسويف التي لم ولن تفضي إلى شيء كما عرفنا وكما نعرف. لاحظوا في السياق تصريحات العسيري حين يتحدث تارة عن قرب إنهاء التحالف كامل عملياته باليمن ومن ثم يتحدث تاره أخرى عن قرب إنهاء ما أسماها العمليات الكبرى وكأن عمليات غير كبرى أو صغرى ستستمر فما هو الفرق بين عاصفة الحزم وإعادة الأمل لقياس مفاهيم جديدة كالصغرى والكبرى؟؟
فالمسألة ببساطة هو أنه حين اشتداد الضغط العالمي على النظام السعودي الإنهاء للعدوان كورقة يعطل بها ويبطل كل استحقاقات وحقوق اليمن بما في ذلك نتائج ومترتبات العدوان.
لا أتصور طرفاً سياسياً لا يعي هذا كعقلية وتفكير للنظام السعودي ولا أعتقد ان طرفاً سياسياً يمكنه قبول هذا أو حتى المساومة من أو على أساسه، فإذا أنصار الله أرادوا من الحوار الوصول بعد التهدئة إلى هدنة يمارس فيها وقف العدوان ووقف إطلاق النار في الحدود ولتظل قوات البلد حدودياً في ذات أماكنها حين وقف إطلاق النار فقد يكون ذلك مقبولاً لتجري الحوارات في ظل هذه الهدنة مع النظام السعودي أو حتى مع وبين أطراف داخلية.
لقد حدث فعلاً في الحدود وقف إطلاق النار كما الواضح عدم إطلاق صواريخ باليستية على السعودية خلال هذه الفترة وأعرف ان أنصار اقتادوا أحد المجاهدين إلى صعدة لأنه قنص جندياً سعودياً في فترة هذه التهدئة أو الوقف لإطلاق النار.
ومع ذلك فقصف العدوان لسوق الخميس بمستبأ الحدودية في حجه أنهى كل شيء واكتب هذه السطور مساء الجمعه 18/3/2016م والطيران يقصف جبل النهدين بالعاصمة فأفهم من ذلك تلقائياً اشتعال الحدود من جديد.إذا النظام السعودي عجز عن تركيع الشعب اليمني بالعدوان فلا تقبلوا محاولته التركيع لطرف الحوار باستعماله لورقة أياً كان هذا الطرف وأياً كان هذا الحوار، والمؤتمر وأنصار الله قيادة محنكة تعرف كيف تناور حين تحاور وهي تعي حدود وسقف الممكن ولكن علينا "تعقيل"هذه القيادة وهي أهل لأن تعطى من الشعب كامل الثقة ودون انسياق وراء اراجيف وخزعبلات الإخوان في مسعاهم لإضعاف وتفكيك بل وتمزيق الجبهة الوطنية المتصدية والمقاومة للعدوان.
أنصار الله والمؤتمر هم من تحملوا مسئولية قيادة الشعب لرفض تركيعه بالعدوان ولن يقبلوا بعد هذا الصمود في العام الأول للعدوان بتركيعه من خلال استعمال ورقة العدوان في الحوار وذلك ما يتطلب من الشعب المزيد الصبر والصمود ونحن اقتربنا من تلقائية إنهاء العدوان او نهايته من خلال تطورات على الأرض ميدانياً في موازاة رأي عام عالمي وصل إلى ذروة السخط على أنظمة التأثير وعلى رأسها أمريكا والنظام السعودي بات النظام الأول وبامتياز لا ينافس كنظام مكروه عالمياً ومن شعوب العالم وأسوأ أنظمة البطش والقمع والديكتاتورية في العالم كما هو الأول وبامتياز لا ينافس نظام ومنظومة الإرهاب العالمي فكراً ومالاً وتفاعلاً وتفعيلاً.
أنصار الله أو المؤتمر يحملون نبل تفكير تخفيف معاناة الشعب بعد عام من العدوان الآثم والحصار الخانق ولكنه وحين يصبح الثمن لذلك هو التركيع أكان من خلال العدوان أو من خلال استعماله ورقة في الحوار فذلك "مرفوض".إذا النظام السعودي مازال في برجه العاجي الاستعلائي بما يجعله لا يعي ذلك فكل ما علينا توصيله اليه كوعي من خلال الحوار.
إذا هذا ما يريد فلا داعي للحوار ويكفي ان نذهب للحوار لنقول له ذلك.
|