محمد أنعم -
هذا الطوفان البشري الذي هز الأرض ويراقبه العالم بانبهار هو الشعب اليمني والذي رسم لوحة وطنية عظيمة تمتزج فيها كل اطياف المجتمع ومختلف شرائحه والذين تدفقوا من مختلف قرى ومديريات اليمن الى العاصمة صنعاء استجابةً لدعوة موحّد اليمن للمشاركة في مهرجان السبعين »عام من الصمود والتحدي«.
هذا الطوفان البشري العظيم لم يأتِ بهم المؤتمر الشعبي العام من المعسكرات أو المدارس أومن مرافق العمل.. بل إنهم الشعب وأقيال اليمن، إنهم فعلاً فرسان المؤتمر والوطن واصحاب القول الفصل اليوم وغداً.
لقد هب المؤتمريون من كل حدب وصوب ليسمعوا العالم من جديد موقفهم ويعلنوا بصوت مدوٍ لمن يعاني من الصمم أن اليمن -ارضاً وإنساناً- لن تقبل بغازٍ ومعتدٍ أو مغتصب لحق من حقوق الشعب اليمني.
كما يؤكدون أن الشعب اليمني وبعد عام من الصمود في وجه العدوان الغاشم، قادر على المزيد من الصمود والتحدي ليس فقط للدفاع عن العاصمة صنعاء وانما عن كل ذرة رمل من تراب وطننا الطاهر.
لقد أكد المهرجان الملاييني لأبناء الشعب ومن ميدان السبعين العهد على الانتصار للقضايا الوطنية وعدم التفريط بها أبداً.. وأن المؤتمر سيواصل نضاله وتضحياته في مختلف الجبهات والميادين من أجل وقف العدوان وفك الحصار وعودة السلام والأمن والاستقرار الى ربوع الوطن.
واذا كان العدوان قد فشل بعد عام من القصف في الغاء اليمن أو مصادرة حق ابناء الشعب في العيش بحرية وكرامة في وطنهم، فإن هذه الملايين التي تدفقت الى ميدان السبعين تدرك أنها تخوض أخطر معركة.. ومع ذلك لم يتردد أحد منهم في قبول التحدي ولم يخشوا صواريخ آل سعود، وهذا تأكيد أن المؤتمر يحمل قضية شعب ووطن وآمال وتطلعات أجيال ولا يمكن تجاوزه أو تهميشه أو احتواؤه.
كما لا يستطيع أياً كان أن يزعم بعد اليوم أن المؤتمر الشعبي العام أصبح من الماضي أو نظاماً سابقاً أو غيرها من المسميات الشمولية.. فهذه الملايين التي توافدت الى العاصمة اثبتت انها الجماهير الثائرة حقاً من أجل المستقبل، وتحت رايات المؤتمر يخوضون غمار معارك بناء اليمن الجديد.. يمن الحرية والديمقراطية والتعددية وحرية الرأي والتعبير والاحتكام لصناديق الاقتراع لتجسيد التبادل السلمي للسلطة استكمالاً للمشروع الحضاري الذي شيد صرحه المؤتمر على طريق بناء الدولة المدنية الحديثة التي يتطلع اليها جميع ابناء الشعب اليمني.