الأحد, 03-أبريل-2016
احمد محمد قطران -
للإجابة على هذا السؤال علينا الرجوع لعام 2010م وبالضبط ليوم 27 مارس من نفس العام هذا زمنياً ومكانيا اجتماع زعماء العرب في الدورة الاعتيادية للجامعة العربية , في هذا الزمن وهذا المكان طرح الرئيس اليمني مشروعاً اسماه " الاتحاد العربي " , وتناول في كلمته الكيان الصهيوني وكيفية استعادة الأرض المحتلة فلسطين انه لن يتم الا بالقوة والقوة تكمن في إنشاء هذا الاتحاد على غرار الاتحاد الأوروبي.
قوبل هذا المشروع بالترحاب والتأييد وخاصة ان المتزعم لهذه الدورة هو الرئيس الليبي , كما لقي ترحيباً كبيراً من الرئيس السوري .
صالة الاجتماع اهتزت بالتصفيق وترديد هتافات " شعب عربي واحد " .
تحركت آلة الرفض لهذا المشروع "الاتحاد العربي " فعملت جاهدة على ان تنجز مشروعاً آخر يحبطه بل وينتقم من المرحبين به لم يكن في الحسبان , فما ان انتهى عام 2010م حتى يفتتح مشروعاً آخر اسمه "الربيع العربي " , هذا المشروع افتتح في الدول التي رحبت كثيرا بمشروع " الاتحاد العربي " .
ومع بداية 2011م تحرك تنفيذ المخطط فظهرت ثورات عربية يقودها الفكر الإسلامي السياسي والذي يتزعمه " تنظيم الإخوان المسلمين " ومشتقاته و" تنظيم القاعدة " واخواتها .
لا أحد يعلم بالمخطط غير اصحابه المشاركين في تنفيذه , والذين انكشفوا في حلف عربي ضد اليمن , فبعد ان فشل مخطط التثوير العربي للقضاء على مؤيدي مشروع الاتحاد العربي عام 2010م والذي بدأ بمحاولة القضاء على انظمة تلك الدول سوريا وليبيا واليمن , ففي الاولى فشل والثانية نجح والثالثة فشل، سعت دول التحالف العربي ومن خلفها امريكا واسرائيل الى المحاولة تلو المحاولة في سوريا ولكن فشل امام الصمود العربي السوري فما كان امامه سوى تشكيل حلف عربي لشن حرب مباشرة وتم اختيار اليمن كبداية فهم يعتقدون من خلال عيونهم ان اليمن سهل المنال , فإن نجحت الحرب واسقطت اليمن وركعته يتم مواصلة المشوار في سوريا .
شن تحالف الاعراب عدوانهم في 26 مارس 2015 م على اليمن واستخدموا فيها كل انواع الأسلحة المحرمة وجيشوا ضباعهم المسعورة من حملة فكر " الخلافة والامارة " الاسلامية من القاعدة واخواتها والاخونجية واذنابها ليكونوا جيشاً داخلياً آخر بجانب جيوشهم القادمة من البر والبحر بمساندة جوية كبيرة ودعم استخباراتي امريكي واسرائيلي .
استمر العدوان بإبادة تامة للبشر وتدمير شامل للبنية التحتية ولكن عون الله للمستضعفين في اليمن افشل كل محاولاتهم , فالجيش وبمساندة اللجان الشعبية شكلا قوة عظيمة تطايرت امامها كل قوى المعتدين , وتحطمت فؤوس الغزاة واعوانهم على صخرة اليماني المؤيدة بعون الله عز وجل .
الشعب هو كذلك صمد كما تصمد الجبال امام الريح العاتية فخسر رهان التحالف ودوست كرامته وكسرت شوكته وبددت احلامه وضاعت هيبته واصبح اضحوكة العالم .
لذا حق للشعب اليمني ان يخلد ذكرى يوم العدوان لتكون درساً للشعب اليمني اجيالاً بعد اجيال يتعلم منها حب الوطن ويترسخ في خلقه فن الاستبسال والدفاع عن الوطن وتكون له مناسبة يذكر فيها شر العدوان وخساسة المرتزقة والخونة الذين وقفوا مع العدوان مساندين ومؤيدين ضد وطنهم بل ومشاركين في هدم الوطن وقتل أبنائه .
لذا سيظل هذا التاريخ علامة مشرقة في سماء التضحية والصمود وافتداء الوطن، ووصمة عار في جبين الاعراب وتحالفهم المخزي مدى الأزمان.
تحية اجلال لكل جندي ومقاتل ارخص روحه دفاعاً عن الوطن، ولكل مواطن كان عوناً لمجاهد ولأخيه مسانداً بطول اليمن وعرضها .
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45590.htm