عبدالله الصعفاني -
ما الذي حدث بالضبط تحت ضوء نهار مهرجان السبعين تحديداً حتى تمتلئ الأمكنة بالحشود ويطغى الهدير على أصوات طائرات لم تجد بداً من فتح حاجز الصوت لعلها تسكت أصوات المحتشدين ؟
♢ المفروض أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح وهو على بعد نصف عقد من «الثورة» التي قامت عليه في العام 2011م.. وإذاً كيف لجماهيره أن تتضاعف على ذلك النحو الملفت وغير المسبوق وهو الذي غادر السلطة بمزاجه أو حتى غصباً عنه إذا أردتم !
♢ في المجمل.. للرجل الذي حكم اليمن ثلث قرن ايجابياته التي تتضاعف عندما نضعها أمام سيئات من خرجوا عليه،وله سلبياته التي يحتاج المراقب العادل أن يأخذها بدون قفز على الظروف الموضوعية التي أحاطت به وبالمنطقة وطرق ادارتها من قبل زعماء عصره وهو أمر يمكن تركه للتأريخ ولكن..
♢ الذي صار عقب مغادرة صالح للسلطة هو أن كل المواقف وكل المحاولات وجل الأخطاء صبت في وعاء " رب يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه "حيث بمجرد مغادرة الرجل كرسي الرئاسة زاد الانكشاف لمخطط هدم روابط الدولة وروابط المجتمع وتفكيك الجيش والأمن اليمني وفق مخطط خارجي بدأ تحت عنوان إعادة الهيكلة وها هو يذكر بكيف أدخلت الولايات الأمريكية الجيش العراقي في معركة طويلة مع إيران ثم ورطته بغزو الكويت ثم قضت عليه مفتتحة حربها على الجيوش العربية.
♢ أما أبرز تفاصيل المؤامرة الربيعية التي كشفت سوء زعامات ثورجية فاشلة لم يكن بينها الزبيري ولا النعمان ولا علي عبدالمغني حتى يعطوا لأنفسهم أي فسحة تنفي عن كونهم ليسوا سوى طغاة صغار وإلا أي ثوري يتسول.. ينهب.. يدعو للوصاية بل ويدعو للعدوان على بلده !
♢ وفيما كان صالح يمتص الضربات الفاجرة من خصومه السياسيين كانوا يتوغلون في خطايا ربيع جدد جلود الفاسدين القدامى وثقافة (حلال علينا وحرام عليهم) واستدعاء الفيدرالية التمزيقية المفلسة، وما إلى ذلك من تمثيل أدوار الطغاة المستأنسين والجبابرة الذين يرون في " جلبي " العراق و " كرزاي " افغانستان القدوة، ليجد الشعب اليمني نفسه أمام قيادات حزبية وحكومية تورد اليمن مورد التهلكة التي نشاهدها اليوم.
♢ خيبة أمل شعبية كبيرة من نخب دينية وليبرالية ومدنية وعسكرية كانت كافية لتحريك الوعي الشعبي في صورة مشاهد مليونية شكلت مثلاً لردة الفعل الشعبي في أقوى تجلياته.. فهل من مكان للاستغراب من اشتعال الأرض والفضاء بلوحة الإدهاش ؟