الثلاثاء, 05-أبريل-2016
الميثاق نت -   مطهر الاشموري -
هادي الذي لم يستطع توفير الأمن حتى لقصر المعاشيق بعدن لا يستغرب منه كمعتوه أن يصرح باستعادة هيبة الدولة والدليل على ذلك تعرض منزله بعدن للنهب.
الخروج الجماهيري في العاصمة صنعاء بذكرى انتهاء العام الأول للعدوان غير مسبوق في تاريخ اليمن وهذا الخروج الملاييني أذهل وأخرس هذا العالم في آن واحد.
فهذه هي أقوى شرعية للشارع قدمها الشعب اليمني للعالم الذي أسماه شرعية الشارع في العام 2011م وبالتالي فالشعب اليمني وضع هذا العالم الذي يختزل في مسمى المجتمع الدولي ويقدم من خلال ما يعرف بالشرعية الدولية في أصعب زاوية وبمنطقه ومعاييره.
بالمناسبة فما تسمى القوى الكبرى أو التوافق الدولي سار إلى توافق امريكي روسي تحديداً على فرض هدنة في اليمن مع انتهاء العام الأول لعدوان التحالف كهدنة تفرض على كل الأطراف الداخلية والخارجية موازية وشبيهة كما جرى في سوريا.
النظام السعودي كان أول من أبلغ بهذا التوافق الذي هو بمستوى قرار دولي ملزم ومن قبل واشنطن، والنظام السعودي مارس كل ضغوط الترغيب والاستجداء لدى واشنطن لتأجيل هذه الهدنة حتى 18 الشهر الجاري وحتى يتمكن من تحقيق إنجاز في واقع اليمن قبل الوصول لهذه الهدنة.
ومن أجل ذلك فالنظام السعودي حرك ما أسماها الوساطة القبلية لإجراء ذلك الحوار مع أنصار الله ليمارس التهدئة الحدودية فيما يراها نقاط ضعفه ويزحف حدودياً من مكمن أو نقاط قوته وحيث ميدي والشريط الساحلي هو ما بمقدوره تحقيق أسهل إنجاز فيه قبل الهدنة التي هو من حدد موعدها.
أنا وغيري كنا نرى أن صمود "ميدي" يستحيل كصحراء ومنطقة مكشوفة للطيران والبحر من طرف لا يملك غير السلاح الفردي ولا ندري حقيقةً كيف جاءت هذه المعجزة وكيف تحقق المستحيل في ميدي وذلك كان مستبعداً من العدو الذي مارس في خمسه أيام قرابة عشرة زحوفات فاشلة وكانت النتيجة هزيمة مخزية ومدوية بميدي.
هذا الفشل المخزي بميدي جعله ينكر أي علاقة له بالزحف عليها وأن من يزحف هو جيش هادي والإخوان فالغطاء الجوي والسلاح البحري الذي شارك في معارك ميدي هو لدول التحالف غير السعودية التي لا علاقة لها بذلك لامن قريب ولا من بعيد.
الأهم من هذه التخريجات البليدة البلهاء كذكر النظام السعودي هدنة ألزم بها والتزم وهو من اختار وحدد موعدها في العاشر من الشهر الحالي.
بعد هذا الفشل ومنذ مساء الجمعة الماضية سار النظام السعودي في استنفار مسارين للتعامل مع هذه الهدنة.
الاول : التحرك إلى واشنطن وعواصم ودول التأثير لإقناعها بتأجيل جديد حتى نهاية الشهر الحالي
الثاني : الضغط على المندوب الأممي ولد الشيخ بتغيير فكرة الهدنة جذريا بحيث تكون الهدنة التي تجئ من هذه الفكرة ناسفة للهدنة أو " اللاهدنة" حيث إن على ولد الشيخ تبني إصدار إعلان هدنة من الأمم المتحدة يوجه للأطراف اليمنية فقط ويدعوها لحوار الكويت فيكون حواراً تحت حرب العدوان السعودي كما جنيف 1وجنيف2، والسعودية لم تعد طرفاً في الهدنة أو حتى ملتزمة بحيث لا يوجه لها حتى اتهامات خرقها.
في تقديري أن ولد الشيخ يتعامل بتجاوب مع ما يريد النظام السعودي ولكنه ولأول مرة في قلق من كون الموقف الدولي استبقه إلى توافق على هذه الهدنة بشكل ومشمول آخر، هذا ماقد يصعب مهمته بتغيير فكرة"الهدنة" إلا إذا نجح النظام السعودي في إقناع أمريكا وروسيا تحديداً بالبديل الذي تريده ليأتي كمقترح من المبعوث الأممي ولد الشيخ في حالة انتزاع النظام السعودي موافقة مسبقة على ذلك.
اعتقد أن الواقع والوقائع في اليمن والحشد الشعبي غير المسبوق في العاصمة كشرعية واقع وشرعية شارع بات أقوى من الشرعية الدولية ويؤهل المؤتمر وأنصار ألله لرفض حوار في ظل استمرار العدوان أو الحرب من قبل النظام السعودي وتحالفه، ومع ذلك فالصواب هو مايسير فيه الطرفان كقرار سياسي وليس اجتهاداً مثالياً خالياً من أي قراءة أو استقراء.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45610.htm