أحمد الزبيري - تسونامي الطوفان البشري اليماني الملاييني الذي شهدته العاصمة صنعاء والتي ملأت حشود سيله الهادر ميدان السبعين وكافة شوارعها وساحاتها مشكلاً امتداداً لا ينقطع مع كل الطرق المؤدية الى مدينة سام عاصمة الشعب اليمني السياسية وحاضرته الأزلية ورمز صموده انتصارات أسفار ماضيه التليد وتاريخه القديم والحديث ضد المعتدين والغزاة والمستعمرين لأرضه المباركة التي كانت وستبقى بجبالها وسهولها وصحاريها وسواحلها الأرض التي تبتلعهم ليطلقوا عليها مقبرة الغزاة.
هذه المعاني والمضامين بكامل دلالاتها وأبعادها جسدها أبناء شعبنا العظيم والعريق في مواجهته وتصديه الملحمي الاسطوري لعدوان تحالف آل سعود الحاقد الباغي طوال عام والذي لم يشهد التاريخ مثيلاً لبربريته ووحشيته في قتل اليمنيين وتدمير وطنهم من الجو والبر والبحر مستخدماً أقوى وأحدث وسائل الموت والإبادة بما في ذلك الأسلحة المحرمة دولياً في ظل حصار جائر وظالم ليبقى المظهر الأسوأ في هذه الحرب العدوانية الاجرامية على اليمن الصمت العالمي والتواطؤ الدولي التي عكست طغيان المال السعودي ومصالح القوى الكبرى على الشرائع السماوية والتشريعات والقوانين الدولية وعلى جميع المبادئ والقيم الأخلاقية الحضارية الإنسانية التي لطالما أدعاها الغرب ونصب نفسه الحامي والحارس المدافع عنها وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى وجدت في سفك دماء أطفال ونساء وشيوخ اليمن استثمار مربح لتشغيل مجمعاتها الصناعية الحربية واختبار أسلحتها الفتاكة في إبادة اليمنيين المدنيين الأبرياء معتقدة أن الحرب العدوانية على شعب أفَقر وأضَعف.. وبنيته العسكرية والاجتماعية مفككة وأحزابه وقواه السياسية قد تم شراء غالبية قيادتها -على اختلاف مستوياتها في الداخل والخارج -قد تحولت الى عملاء ومرتزقة للنظام السعودي، وبالتالي هذه الحرب العدوانية ستكون سريعة في تحقيق الأهداف التي شنت من أجلها وأية تبعيات لجرائم الإبادة سوف تحملها الأسرة السعودية والأنظمة الإقليمية و«العربية» المتحالفة معها سوف يلقي عليها التبعات القانونية والأخلاقية إضافة الى توقع أن نتائج العدوان ستأخذ اليمن الى مسارات أحداث فيها يصبح كل هذا تفاصيل أمام الحرب والصراع المناطقي والطائفي والمذهبي في توجهات تقسيم اليمن الى كيانات لدويلات متناحرة.. منساق النظام السعودي الاجرامي الإرهابي الاستبدادي المتخلف وراء قيادات سياسية متقوقعة في شرانق جماعتها منتفخة بذات استعلائية الانتماءات الى هويات ما قبل الوطن والدولة وتتعامل بنزعة فوقية مع الشعب بصفة عامة ومع أبنائه الذين يدعون الزعامة الاجتماعية عليهم بصفة خاصة أو قيادات انتهازية مغلفة بالقومية والوطنية واليسارية والمدنية والليبرالية والحداثة لخداع البسطاء وتضليلاتهم.. هؤلاء جميعهم صدقوا أنفسهم واعتقدوا أنهم قادرين على الكذب والتضليل حتى النهاية، غير مدركين أن الشعب اليمني متقدم بذكائه ووعيه الحضاري العفوي حذر منهم حتى كشفوا أنفسهم أنهم خونة وعملاء مرتزقة أغبياء أمام شعب حضاري عريق وعظيم لديه من الخبرة والتجربة والقيم المتراكمة التي مكنته من التقريب بين الخير والشر الحق.. الباطل الوفاء والخيانة.. العدل والظلم الاستقرار والفوضى التي مكنته وتمكنه اليوم من قهر المستحيل.
وهذا المعنى عبر عنه اليمانيون بخروجهم الى ميدان السبعين وشوارع وساحات العاصمة يحتلفون بمرور عام على صمودهم وتصديهم وتحديهم وانتصارهم على هذا العدوان الغادر والغاشم واسقاط كل رهاناته.. بحشودهم الجماهيرية الاعصارية ملتهمة لكل مفاعيل عاصفته وزوابع مرتزقة الأسرة السعودية الفاجرة الحاقدة ليتضح للقوى الدولية وخاصة تلك التي شاركت في العدوان وساندته أو تواطأت معه التي وقفت مذهولة أمام شعب لا يقهر ولا يهزم يمتلك إرادة النصر المستمدة من إيمانه وعدالة قضيته وحقه في الوجود والحياة بعزة وكرامة على أرض وطنه الموحد الديمقراطي حراً مستقلاً يصنع حاضره ومستقبله الآمن المستقر المزدهر بنفسه.. خرج الشعب بكل فئاته وشرائحه ومكوناته الاجتماعية السياسية الواقفة ضد العدوان في يوم مرور عام على ليقول للعالم أجمع انه هو الشرعية الشعبية الحقيقية وما عداه وهم وسراب.. انه التسونامي والزلزال الذي سيسحق أعداء اليمن ومرتزقتهم ويقذفهم الى مزابل التاريخ ومستنقعاته الآسنة العفنة.
|