الثلاثاء, 05-أبريل-2016
الميثاق نت -    عبدالله المغربي -
كعادته باكراً صحا ليتابع قنواته الإخبارية المفضلة لديه، ثم يقرأ الصادر من الصحف بتأنق ليمضي بعد ذلك في الاستعداد والتهيؤ لممارسة ما يمكن ان يمارسه وما يعتاد على فعله..
ببذلة كحلية داكنة بدا يمشي بخطوات الواثق من نفسه، العازم على ما ينوي فعله..
يسأل عن المستجدات ويبحث في آخر الاخبار ويتابع سير الأحداث والمجريات أولاً بأول..
الحشود تتزايد والمداخل تكتض والمحبون يركنون سياراتهم ليواصلوا السير على الاقدام وصولاً الى ميدان السبعين.. رجالاً ونساء شيوخاً وشباباً اطفالاً وكل فئات الشعب ومن كل أبنائه ومن مختلف بقاع ارض هذا الوطن توافدوا تلبية لنداء قائد حزبهم وزعيم بلادهم ورئيسهم السابق الذي ما رأى من بعد تنازله عن السلطة يوماً به راحة بال او حتى شيء من أمان..
الميادين امتلأت والشوارع اغلقت والطرق سُدَّت والمنافذ قُطعت ومواكب السيارات والوفود توقفت دون حراك بعدما وصلت الساحات منتهاها وزادت الحشود عن المتوقع وفاقت ما وضعوه فائض حساب توقعاتهم..
شعار واحد وصوت واحد وبقلب واحد جميعهم يمانيون يجلجلون بأصواتهم وهم يتعهدون بافتداء بلادهم بأرواحهم ومن اجلها يبذلون دماءهم وللحفاظ على وحدتها لا يفرطون في أراضي بلدهم الموحد..
ولان التهديدات متواصلة والحاقدون يتربصون به والمعتدون يودون الا الانتقام منه فإن الحضور في مثل هذا المهرجان الجماهيري يعد مخاطرةً بالنسبة لمن يعتمدون على ما يسمعون..
حاول الجميع إقناعه بعدم الحضور وفضَّل الكثير تسجيل كلمة صوتية يستمع له كل اليمنيين نظراً لتلك التعقيدات الامنية ولان الكثير من محبيه يترجون ان لا يحضر وغالب الاوفياء له ومعه يرفضون ولو التفكير وسط تلك الحشود..
تريث.. ثم ترقب شاشة التلفاز لقناة كل اليمنيين -قناة اليمن اليوم- شاهد المحبين، رأى الى اعين اولئك الشيوخ وصوت تلك الام وهتافات ذاك الطفل البريئ ونشوة الشاب المفعم بالحيوية وصوت الأناشيد تصدح بالحماس والوطنية.. أبرقت عيناه ثم ابتسم ابتسامة الواثق من ربه المرتكن الى خالقه المتمسك بمن لا تراه العيون وحده رأى من حوله وجميعنا أبصارنا تشخص اليه ننتظر ما سيأمر به وما سيفعل..
نهض من مقعده الصغير ومشى بالخطوات القصيرة المتسارعة التي يدرك كل من يراه وهو يمشيها انه ذاهبٌ لعُرسٍ كبير هو المتوج فيه عريساً..
لم يتحدث بعدها احد ممن حوله.. فجميعنا أدركنا من بريق عينيه ونهوضه المتأنق من على كرسيه وخطواته الواثقة لا تدع لأحدهم المجال لمحاولة التحدث معه ولو بكلمة..
وقبل ان يصعد سيارته الخاصة نظر الى الجميع وقال : الملايين جاءوا تلبية للنداء ووفاءً للوطن والحزب وتحمل العاجزون والنساء وكبار السن معاناة السفر والإقامة في صنعاء ليلة الجمعة صباح يوم السبت.. أو لا ّ يستحق هؤلاء ان أبادلهم الوفاء بالوفاء..
كانت الكلمات كشحنة كهربائية ألغت كل افكارنا تلك ومحت كل هواجس السوء والمكروه الذي قد يقع..
انطلق الأسد وتبعه ابناؤه وأصابعهم على الزناد وكل شيء بهم يعمل - ابصارهم ، عقولهم ، تركيزهم ، اجسادهم- اقتربت المنصة وبدأت الحشود تظهر والملايين يهتفون.. وكانت النسوة في طريق ذاك الموكب.. وقفن يهتفن والامهات يمسحن دموعهن والدعوات لله بأن احفظ يا رب ابن عبدالله الصالح علي عفاش من كل سوء ومكروه..
التفت حراسته حوله وكان المندفعون اكثر قوة من ان يستطيع فريقه المكلف بحراسته ان يحموه من ضغط الحشود والمندفعين للسلام عليه.. التف الطوق الآخر ممن كان برفقته وصل المنصة..
بدأ الإعصار بالهيجان وبدأت حمم البركان تتطاير.. هكذا يمكن لي ان آصف مشهد الجموع المحتشدة أمام مصنة ميدان السبعين..
يهتفون يكبرون يضحكون يصرخون ومن الفرح البعض منهم يبكون.. يا له من حب وَيَا لوفاء هذا الشعب لزعيمه ولوفاء الزعيم العظيم لشعبه..
تكلَّم كلماته المختصرات وأوصل المعاني المفيدات وطالب الامم بأن يكون السلاح للمملكة من المحظورات وأتى بأبلغ العبارات وأجزل الكلمات لينهي خطاب الوفي لشعب الوفاء بشعار كل يمنيٍ وطنيٍ اصيل «بالروح بالدم نفديك يا يمن.. بالروح بالدم نفديك يا صنعاء نفديكِ يا عدن»..
ثم غادر المنصة بعد ان أعاد الشحنة الوطنية المؤتمرية الوحدوية لقلوب الملايين من ابناء الشعب اليمني قاطبة من دون استثناء..
وهنا هل علم الخونة والمرتزقة والفارون لماذا يحبه الملايين..؟
فقط لانه يبادل وفاءهم بالوفاء ولا يرى نفسه مفضلاً عن أنصاره ومحبيه والملايين من ابناء شعبه..
وكثيراً ما يؤكد ان الوفاء لا يبادل الا بوفاء..
وان ارواح اليمنيين ودماءهم رخيصة من اجل وطنهم..
وان روحه ودمه ترخص امام ابناء وطنه وانصار حزبه..
حفظ الله الزعيم القائد والفذ المناضل
الليث الهمام وأسد الله الضرغام المشير
علي عبدالله صالح عفاش
عاشت اليمن حرة أبية
والنصر لكل الشرفاء والاحرار
ولا نامت أعين الجبناء والخونة وكل المرتزقة..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45613.htm