الثلاثاء, 05-أبريل-2016
الميثاق نت -   فيصل الصوفي -
العدو السعودي يفرض على الشعب اليمني حصاراً جوياً وبرياً وبحرياً، وأي طائرة مسافرين تتجه إلى اليمن أو تطير منها، لا بد من مرورها بمطار بيشة السعودي، حيث يخضع المسافرون للتفتيش والتدقيق في هوياتهم، وتحقق المخابرات السعودية معهم بشأن هوياتهم السياسية والغرض من العودة إلى اليمن، والخروج منها.. هذا العدو ساعد دولة إسرائيل على نقل مجموعة من يهود اليمن إلى إسرائيل، وغير واضح بعد ما إذا كانت هناك عمليات أخرى مشابهة للخدمة اليهودية التي قدمتها السعودية لإسرائيل في تأمين وصول اليهود التسعة عشر.. لقد كانت أخبار العلاقات السعودية- الإسرائيلية، والاتصالات المتعلقة بأشكال التعاون المخابراتي والسياسي والعسكري، تحاط بالكتمان من قبل السعودية، ولم تكشف سوى عمليات محدودة رغم أن العلاقات السعودية مع الإسرائيليين ترجع إلى ما قبل إعلان قيام دولة إسرائيل في منتصف مايو 1948م..
أما في عام العدوان السعودي على الشعب اليمني، فقد صارت العلاقات والاتصالات وأشكال التعاون المختلفة بين السعودية وإسرائيل خارج دائرة الكتمان غالباً، ولعل السعودية لم تعد تتحرج من ذلك لأسباب كثيرة، من بينها الشفافية لدى المسؤولين الإسرائيليين، حيث يصارحون الشعب الإسرائيلي باللقاءات التي تتم بين المسؤولين في البلدين، ما دفع السعوديين للاعتراف بها من جانبهم أيضاً مع التقليل من أهميتها لجهة التطبيع التام مع إسرائيل، وهناك أمر آخر يتمثل في أن السعودية شنت حرباً عسكرية جائرة وتنتهك القانون الدولي وتحرج أصدقاءها، وتعرضت لانتقادات غربية، ولكي تخفف السعودية هذه الضغوط اضطرت لمغازلة الغرب الأوروبي والأمريكي بالطريقة المحببة عنده، وهي إرسال رسالة لهذا الغرب مفادها أن السعودية في سبيلها للتطبيع مع إسرائيل، إذ أن الغرب يزيد دعمه للدول التي تتصالح مع إسرائيل.. خلال عام العدوان السعودي، عقدت لقاءات كثيرة بين السعودية وإسرائيل، وكشفت عن أوجه التعاون والتنسيق، وتبادل المسؤولون عبارات الإطراء والمجاملة الجمة.. منذ بداية العدوان السعودي، كشفت العلاقات بين الدولتين في مجالات مثل دعم إسرائيل للسعودية واستعانة السعودية بإسرائيل في المجالات العسكرية والمخابراتية.
وهذا ما أكدته الصحف الإسرائيلية والصحافة الأمريكية المرتبطة باللوبي اليهودي، من ذلك وجود خبراء إسرائيليين في وزارة الدفاع السعودية ومركز عمليات إدارة الحرب على اليمن.. لقد أكد نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل مراراً أن السعودية صديقة، ودولة سنية معتدلة ودورها مهم في المنطقة إلى جانب إسرائيل في محاربة المشروع الشيعي الإيراني وإقامة علاقات عربية إسرائيلية متكافئة.. والسعوديون من جانبهم أكدوا التنسيق بينهم وبين إسرائيل في مواجهة النفوذ الايراني والعمل في كل الاتجاهات معاً لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.. يضاف إلى ذلك اللقاءات التي عقدت بين السعودية وإسرائيل في كل من واشنطن وتل أبيب والرياض وبروكسل، كان أبرز نجومها من الجانب السعودي الأمير تركي الفيصل وأنور عشقي، والجبير وبعض الأكاديميين والإعلاميين، ومن إسرائيل مدير مكتب نتنياهو ويهود أمريكيين ودبلوماسيين وباحثين وإعلاميين إسرائيليين..
على أننا لسنا بصدد إحصاء المعلومات وأعداد اللقاءات والاجتماعات الرسمية بين الطرفين، فقد كانت خلال هذا العام كثيرة، ولكننا سقنا بعضاً منها للإشارة إلى علاقة العدوان السعودي على اليمن بالتحركات السعودية الإسرائيلية في هذا التوقيت.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45614.htm