محمد عبده سفيان - عام مضى ومازال العدوان البربري الهمجي الغاشم مستمراً على وطننا وشعبنا اليمني من قبل حكام مملكة بني سعود وحلفائهم.. عدوان يستهدف اليمن أرضاً وانساناً لا يفرق بين عسكري ومدني ولا مؤتمري وحوثي ولا اصلاحي ولا ناصري أو اشتراكي ولا منشأة مدنية أو عسكرية.. كل شيء مستهدف الانسان والشجر والحجر..
عدوان فاقت جرائمه خلال عام ما ارتكبه الكيان الصهيوني من جرائم في حق الفلسطينيين منذ عام 1948م وحتى اليوم ومع ذلك مازال أولئك الشرذمة من اليمنيين -للأسف- يرددون «شكراً سلمان».. هؤلاء السادرون في غيهم يشكرون من يقتل ابناء شعبهم ويدمر وطنهم ويفرض حصاراً جائراً جواً وبراً وبحراً على وطنهم وشعبهم وهم ضمن المتضررين من العدوان والحصار ومع ذلك مايزالون يرددون «شكراً سلمان».. البعض منهم كالببغاء يرددون ما يسمعون من عبارات دون ادراك وفهم لمعانيها، والبعض منهم استلموا ثمن العدوان والحصار أموالاً مدنسة وأسلحة متطورة وحديثة ليقتلوا بها ابناء شعبهم..
عام من الصمود الاسطوري للشعب اليمني وابطال الجيش واللجان الشعبية الشرفاء صامدون مرابطون ثابتون في وجه العدوان والحصار.. صامدون كجبال نقم وعيبان وعطان وكل جبال اليمن، لم ترعبهم الصواريخ والقنابل الفراغية والفسفورية والانشطارية والعنقودية المحرمة دولياً والتي تلقيها طائرات السعودية وحلفائها في العدوان ولم تخِفهم القوات البشرية والبوارج والسفن والزوارق الحربية والدبابات والمدرعات والآليات والمدافع ومنظومات الصواريخ الحديثة والمتطورة التي حشدتها السعودية لاحتلال اليمن.
فقد اثبت اليمانيون أنهم فعلاً «أولو قوة وأولو بأس شديد» واثبتوا أن اليمن فعلاً مقبرة الغزاة ومع ذلك مايزال أولئك السادرون في غيهم يراهنون على تحالف العدوان في ايصالهم الى العاصمة صنعاء وتسليمهم السلطة كما حدث في العراق.. ألا يعون ألا يفهمون. ألم يتعلموا الدرس خلال عام مضى.. على ماذا يراهنون؟ هل يراهنون على فناء خمسة وعشرين مليون يمني لكي يحكموا اليمن؟ ألا يتعظون بما يحدث في العراق منذ احتلالها من قبل امريكا وحلفائها عام 1993م وما يحدث في ليبيا منذ اندلاع مؤامرة «الربيع العبري» عام 2011م وقبل ذلك ما يحدث في الصومال.
ألا يدركون أن تحالف العدوان السعودي الصهيوأمريكي وانظمة «الشر العربي» على اليمن سينتهي لا محالة ولن يستمر الى ما لا نهاية فالوقائع والأحداث تؤكد ذلك.. فعَلامَ يراهنون؟
ليس هناك من خيار أمام أولئك السادرين في غيهم سوى العودة الى جادة الصواب.. وليس هناك من خيار أمام اليمنيين كافة سوى الامتثال لأمر الله تعالى القائل في محكم كتابه الكريم: «يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين».. فلا يمكن لأي طرف أن يجتث الآخر من الوجود وينفرد بحكم اليمن مهما امتلك من القوة والسطوة ومهما حصل على دعم خارجي عسكري ومال.. وعلى أولئك الذين فروا الى السعودية وطلبوا شن العدوان على وطنهم وابناء شعبهم أن يقتنعوا كل الاقتناع أنه لم يعد لهم مكان في وطنهم الذي طلبوا العدوان عليه وتدنيس ترابه الطاهر وانتهاك سيادته واستقلاله وأنه لم يعد لهم مكان بين ابناء شعبهم الذين طلبوا قتلهم وتدمير منازلهم وتشريدهم من قراهم ومدنهم واستلموا مقابل ذلك اموالاً مدنسة عداً ونقداً.. عليهم أن يقنعوا كل الاقتناع أن مصيرهم هو نفس مصير من سبقهم ممن تآمروا وخانوا وطنهم وشعبهم.
وعلى الذين هم داخل الوطن ممن حملوا السلاح الى جانب تحالف العدوان لقتال اخوانهم وابنائهم منتسبي الجيش واللجان الشعبية أن يراجعوا حساباتهم ويقبلوا بالسلام بدلاً عن الانتحار.
|