الميثاق نت -

الخميس, 07-أبريل-2016
عبدالرحمن مراد -
طوال الأيام الماضية نشطت المواقع الاجتماعية والالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي وكان نشاطها ينصبُّ في اتجاه واحد وهو المؤتمر الشعبي العام وزعيمه، الكل كان يتحدث عن حركة الانقسام في تظاهرة يوم السبت 26 مارس 2016م، وإصرار المؤتمر على إقامة تلك الفعالية منفرداً ورغبة أنصار الله في التوحد في إقامة الفعالية، وكان الكثير يبدو قلقاً ومتوتراً وكادت حالات القلق والتوتر أن تشق الصف الوطني فقد خرج الكثير من المحسوبين على حركة انصار الله من دائرة الوقار، وكاد أن يتراشق الناس بالكلمات النابية، وكل فريق بطبيعة الحال يحمل رصيداً كافياً من الشتائم وحقداً إضافياً متراكماً عبر السنين والأحداث.
لم يكن انصار الله في ظني بحاجة الى كل ذلك التهور فالعالم كله من حولهم أصبح متربصاً بهم ومن الغباء أن يعملوا جاهدين على خلق أعداء جدد لهم في البيئة الحاضنة لهم، وقد عمل الاحتكاك المباشر مع مصالح الناس والمجتمع على تشويه الصورة المثالية التي كان الناس يعتقدها فيهم، ومن طبيعة الحركة الاجتماعية والحركة الثقافية حين تحتك بواقعها الاصطدام بمصالح الناس، وثمة من يتضرر وبذلك يكون القديم في محك الاختبار مع الجديد، ونشأة العلاقات الجديدة تفرض واقعاً جديداً، والذي يحدث اليوم يتغاير عن غيره ويمتاز ببعده الثقافي الذي بدأ يطرأ بروائح العنصرية والعرقية والصفوة ذات التواشج مع البعد الثقافي الممتد في الجذر التاريخي والذي كان يرى في ذات الفرد قيمة تاريخية وثقافية وليست قيمة انتاجية نفعية، فالذين قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه كان الرد الإلهي لهم مفحماً وواضحاً.. وهو ينص على القول: هاتوا بما يدل على صدق دعواكم. بل أنتم aعباد من عبيده بدليل أنه يعذبكم ويحاسبكم وليس لكم من امتيازات ترقى بكم عن بشريتكم، ومثل هذه القضايا قضايا تاريخية تجاوزها الانسان، كما تجاوز الأحقية في التحكم والهيمنة والخضوع، وفي الحقيقة خاض الفكر العربي والفقه الاسلامي في مثل هذه القضايا بما يتناسب وظروف كل زمن ويبدو أننا في الواقع الحضاري الجديد لابد لنا من الوقوف أمام مثل هذه الظواهر وقوفاً فكرياً وحضارياً يقودنا الى الخروج من أزمتنا الثقافية والعقائدية التي ظلت تعيق حركة المجتمع الحضارية وتمنعه من التفاعل مع المستويات الحضارية الانسانية، فالذي يحدث اليوم في واقع المسلمين لا نراه إلاّ نقصاً كبيراً في القيمة والمعنى وهو بالضرورة يتنافى مع البعد الثقافي والحضاري الذي عليه الاسلام، بيد أن الفهم البدوي والمحدود الأفق، والتأويل القاتل للنص جعل الاسلام يبدو في صورة العربي المتوحش والبدائي والقاتل والعدو للحياة وللإنسان وللحضارة، وجعل الجماعات الاسلامية لا تخرج عن تلك الصورة التي يدل عليها مضمون شعاراتها وحالة الاتساق والتماهي والتوافق بين الشعار للجماعات الدينية وبين الفعل والاحتكاك والممارسة جعلت من الصورة تتوافق مع رغبة صناع القرار في الأجهزة الاستخبارية العربية التي أفصحت عن رغبتها في صناعة إسلام يتناسب مع الغرب وطموحاته الاقتصادية والسياسية وبما يحقق التوافق الثقافي والاخلاقي والحضاري، ويبدو أن الغرب قد وصل الى هذه النتيجة التي كانت مقدماتها حركات القتل والجماعات الإرهابية وشعارات الفناء والموت للإنسان، وعدم الرغبة في الحياة وفي البناء وفي الاسهام في المستويات الحضارية التي وصل اليها الإنسان في العالم المتحرك من حولنا.
لقد مرّت الأيام القليلة الماضية من شهر مارس من هذا العام 2016م بموجة حقد تفجرت كوامنها مع إعلان المؤتمر الرغبة في تذكير العالم بأن ثمة عدواناً يحدث وثمة آلة دمار تفتك بشعب مسكين مسالم، مع التأكيد على حق الآخرين في التعبير والتفاعل وفق طبيعة كل حركة أو تيار، بيد أن النفوس التي لم يجب الاسلام حقدها الدفين كانت هي الأبرز في التعبير عن نفسها في المشهد الوطني الذي يتطلب أن نتجاوز الضغائن والاحقاد ونعيد ترتيب أوراقنا حتى نتمكن من السيطرة على مقاليد المستقبل.. ويظل السؤال.. ما الذي يقلقهم وأقلقهم؟!!!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45632.htm