محمد عبده سفيان - صادف يوم الجمعة الماضي الاول من رجب حلول الذكرى الخامسة لابشع جريمة في تاريخ اليمن الماضي والمعاصر ففي مثل هذا اليوم ـ الاول من رجب الحرام عام 1432هـ الثالث من يونيو 2011م- أقدم عتاولة الاجرام والارهاب بارتكاب جريمة تفجير جامع دار الرئاسة مستهدفين إغتيال القيادة السياسية للوطن والمؤتمر الشعبي ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر- ورئيس مجلس النواب الامين العام المساعد للمؤتمر يحيى علي الراعي ورئيس مجلس الوزراء علي محمد مجور ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني أثناء أدائهم صلاة الجمعة مع جموع المصلين من المسئولين وقيادات المؤتمر الشعبي العام والمواطنين والضباط والصف والجنود في دار الرئاسة ..
فبينما كان اليمنيون في ذلك اليوم يؤدون صلاة جمعة الاول من رجب الحرام والتي تعتبرلديهم يوماً عظيماً حيث يختصونها بالاهتمام والتكريم ، إلى درجة جعلها عيدا يحل في المرتبة الثالثة بعد عيدي الفطر والأضحى ، إن لم ينزلوها منزلتهما كتعبير عن عمق الاعتزاز بهذا اليوم الذي شهد دخول اليمنيين في الإسلام أفواجاً.. وبينما كان المصلون في عموم مساجد اليمن يتضرّعون إلى الله أن يرفع الغمة التي حلت بالوطن والشعب ويهدي الأطراف المتنازعة على السلطة إلى طريق الحق وجادة الصواب كان المجرمون الذين خططوا وموّلوا ونفذوا جريمة التفجير الارهابي الغادر والجبان في مسجد دار الرئاسة ينتظرون لحظات الإعلان عن نجاح مؤامرتهم القذرة والدنيئة باغتيال قيادة الوطن غير مدركين مدى النتائج الكارثية التي كانت ستحل بالوطن والشعب فيما لو كان لاسمح الله حدث أن استشهد الرئيس صالح ومن كانوا معه يؤدون الصلاة في المسجد من كبار قيادات الدولة والمؤتمر الشعبي العام..
لم يكونوا يدركون حينها أن اغتيال رئيس الجمهورية ورؤساء مجالس النواب والوزراء والشورى يعني اغتيال وطن وشعب بأكمله، ولكن لطف الله سبحانه وتعالى بشعبنا اليمني جنّبه فتنة لاتحمد عقباها وحرباً جهنمية كانت ستحرق الأخضر واليابس.. فمن رحمة الله العلي القدير بوطننا وشعبنا أنه أبقى على حياة الرئيس صالح وكبار قادة الدولة رغم الإصابات البليغة التي أصيبوا بها والتي فارق الحياة جراءها الشهيد المناضل عزيز اليمن الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني، رحمه الله في 22 رمضان 1432هـ 22 أغسطس 2011م، ومن رحمته سبحانه وتعالى أنه أنطق الرئيس علي عبدالله صالح بعد أن فاق من غيبوبته ليصدر توجيهاته بعدم القيام بأي رد فعل على ماحدث وعدم إطلاق رصاصة واحدة مهما كانت النتيجة ،ثم وجّه كلمة عبر الاثير طمأن من خلالها أبناء الشعب اليمني أنه بخير، مطالباً الجميع التحلّي بالصبر ورباطة الجأش في مواجهة المحنة التي يمر بها الوطن.
ماحدث في مسجد دار الرئاسة في جمعة الأول من رجب الحرام 1432هـ الثالث من يونيو 2011م هو عمل إرهابي غادر وجبان وجريمة نكراء وبشعة، لم يراعِ منفذوها حرمة بيت الله ولاحرمة يوم الجمعة ولاحرمة شهر رجب الحرام، حيث أقدموا على ارتكاب جريمتهم في حق أناس يقفون بين يدي الله وفي بيت من بيوته التي من دخلها كان آمناً ولم يكتفوا بذلك، بل إنهم هللوا وكبروا وأقاموا الاحتفالات وذبحوا الذبائح ابتهاجاً بارتكابهم جريمتهم النكراء فأثبتوا أنهم أكثر دموية ووحشية وأكثر إجراماً وفجوراً من المجرمين الصهاينة .
تحل الذكرى الخامسة لتلك الجريمة البشعة ولم يتم بعد معاعقبة المجرمين الذين خططوا ومولوا ونفذوا والذين وتواطأوا، ولكن عدالة السماء ستطالهم عاجلاً أم أجلاً ولو تحصنوا في أبراج مشيدة في الرياض أو غيرها، فلن تذهب أرواح الشهداء ودماء الجرحى هدراً.. والله يمهل ولا يهمل .
|