مطهر الاشموري - المسلمون يؤدون كل عام صلاة العيدين وهو عيد الفطر المبارك في الأول من شوال في كل عام والعاشر من ذي الحجة في كل عام أيضاً. .وعرفت في الأديان يوم السبت المفضل لدى اليهود ويوم الأحد بالنسبة للمسيحيين أو النصارى فيما الجمعة هي عيد المسلمين في كل اسبوع ولذلك ميزت لأنه اليوم الوحيد في الاسبوع الذي تسمى صلاة باسمه فمثلما نقول صلاة عيد الاضحى المبارك أو صلاة عيد الفطر المبارك نقول "صلاة الجمعة"..إذا هذه فضيلة وأفضلية الجمعة لدى عامة المسلمين فإن اليمنيين ارتبط دخولهم الإسلام برسالة بجمعة في العام هي بمثابة عيد خاص لأبناء اليمن يقدم الخصوصية اليمنية في إسلامهم وفي دخولهم الإسلام وهم من ناصروه ونصروه على أعدائه من قريش حتى فتوحاته العالمية. اليمنيون لم يربطوا هذا العيد لهم بتاريخ محدد في الشهر قد يأتي في أي يوم من أيام الأسبوع وإنما جعلوا أول جمعة من شهر رجب هو عيدهم باعتبارها أول جمعة جامعة لليمنيين بعد استجابتهم لرسول خاتم الأنبياء والمرسلين معاذ بن جبل ودخولهم الطوعي في الدين الاسلامي وهكذا أصبحت أول جمعة من رجب هي عيد إسلامي يمني لا يوجد مثله أو مثيل له في العالم الإسلامي.
في أحداث 2011م لم تُستهلك مسميات الجمع كما حدث في اليمن من قبل تظاهرتين متضادتين في السبعين والستين، ومع ذلك لاحظوا أن جمعة 18 مارس 2011م التي أسماها الإخوان"جمعة الكرامة" ويتجسد فيها الاستعمال الأميركي للإسلام كما جهاد أفغانستان أو جهاد سوريا ومثلما لم يصمد "جهاد أفغانستان" مع مرور الزمن كجهاد إسلامي لأن الزمن عراه كجهاد أميركي باسم الإسلام فكذلك جمعة الكرامة لأن الإخوان هم وراء القتل وهم المستثمر للقتل من فلسفة المحطة الأمريكية وذلك ما أثبته الزمن أيضاً.
هكذا ارتبطت الدماء والدموية بالإخوان منذ ما بعد حروب المناطق الوسطى فوق نمطية أي صراعات أو اصطفافات ومثلما كانوا وراء الدماء في جمعة 18 مارس 2011م كانوا وراء الدماء في أول جمعة لرجب في ذات العام بمسجد النهدين في دار الرئاسة، وبالتأكيد فهم لم يهتموا أو يكترثوا بأن الجمعة التي استهدفوا فيها مسجد دار الرئاسة هي الجمعة أو العيد الاستثنائي لليمنيين في العالم الإسلامي.
ولذلك فحادث استهداف مسجد دار الرئاسة بات يوثق أو يعرف ويعنون أيضاً بجمعة رجب وكأن نجاة علي عبدالله صالح"الزعيم" من موت محقق في ذلك اليوم هو بفضل هذا اليوم لتصبح نجاته هي إضافة لهذا العيد اليمني الاستثنائي..لا نستطيع تصور ماذا كان سيحدث لليمن وفي اليمن لو أنه- لا سمح الله- توفي في تلك الحادثة وكل ماحدث في اليمن بعد ذلك وما حدث ويحدث في بلدان المنطقة ربطاً بتلك الأحداث يؤكد أن في نجاته وتعافيه ماهو أفضل وأفضلية للواقع وللشعب لأن الله لم يشأ أن يجعل من جمعة أنصار رسول الله والإسلام والعيد اليمني الإسلامي الاستثنائي يوماً مكارثياً على الشعب وفي التاريخ اليمني وذلك يؤكد تدخلاً إلهياً في نجاته وتعافيه.
لاحظوا أن من ألقي القبض عليهم في حادث دار الرئاسة أفرج عنهم الإخوان وأحدهم كان بين قتلى الإخوان في مذبح وقريب من جامعة الإيمان من قبض عليهم بالمقابل كمتهمين في جمعة 18مارس سلموا للإخوان وافرج عنهم واختفوا، والإخوان في الحالتين هم من يفرج عن هؤلاء وهم من يقاتل بهؤلاء كطرف.
في المحطات التاريخية كما المحطة الأمريكية 2011م والثورات الملونة أو العدوان السعودي على اليمن وكلتا المحطتين مرتبطة بل مفصلة للإخوان يصبح الوطن في حد ذاته هو القضية وليس صراعات أو أطراف صراعات داخل الوطن ربطاً بأي خارج كان.لم يعد الظلم أو الإنصاف لمواطن من قبل الحاكم أو النظام بين محددات الموقف الوطني المفترض ومن يسير في مواقفه الوطنية في مثل هذه المحطات من هذه المحددات الضيقة والشخص هو ضعيف المصداقية مع الوطن وفي انتمائه الوطني .
هل كان جهاد أفغانستان هو جهاد إسلامي من أجل الإسلام أم جهاد أميركي بالإسلام أو باسم الإسلام؟
لم تعد الوهابية والإخوان تستطيع غير التسليم أنه كان جهاداً أمريكياً بالإسلام أو باسم الإسلام. .ذلك يؤكد أن الأطراف التي دفعت والتي قادت هذا الجهاد خانت المعتقد والعقيدة"الإسلام" من أجل أمريكا ومن أجل المال ودفعت بالسذج وحسني النوايا لهذا الجهاد.
في المحطة الأمريكية 2011م تمت إضافة"خيانة الوطن" إلى جانب "خيانة المعتقد" وذلك ما بات يتجسد في الوقوف والاصطفاف مع العدوان السعودي فأصبح الزنداني و"بلاك ووتر" صنواناً وإخواناً، وفي جمعة رجب 2016م بات الإخوان يدعون رحم الله شهداءنا من بلاك ووتر!!
|